مسؤول بجبهات بني وليد: نتجه لحسم معركة سرت.. ومعلومات عن توقيف المعتصم

كلينتون تدعو من طرابلس لتدمير الصواريخ المحمولة على الكتف

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصفق لحظة لقائها عسكريين ليبيين عند سلالم طائرة النقل العسكرية سي-17 فور وصولها طرابلس (أ.ب)
TT

قال مسؤول بجبهات الثوار في بني وليد أمس إن ألوفا من المقاتلين التابعين للمجلس الانتقالي ممن شاركوا في تحرير بني وليد بالكامل بدأوا بالتوجه إلى سرت لحسم المعركة هناك، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك معلومات غير مسموح بتداولها في العلن بعد عن توقيف المعتصم بالله القذافي الذي يشرف على إدارة المعارك في آخر مربع يحاصره الثوار في المدينة التي تتعرض لحصار وقصف مكثف من طائرات حلف الناتو طوال أكثر من شهر.

وفي هذه الأثناء، وصلت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى طرابلس قادمة من مالطا، في زيارة تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول أميركي رفيع، منذ سقوط نظام القذافي وهروبه من العاصمة أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي. وقال مسؤول في المجلس الانتقالي الذي يدير شؤون الحكم في ليبيا حاليا: إن وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية بحثت مع الحكام الجدد كيفية التخلص مما يقرب من عشرين ألف صاروخ حراري ومحمول على الكتف، تركها نظام القذافي، ويمكن أن تشكل تهديدا للاستقرار في ليبيا والدول المجاورة. وحذرت كلينتون من أن مثل هذه الأسلحة تشكل خطرا على الطائرات المدنية، يمكن أن تقع في أيدي مسلحين بسبب الفراغ الذي خلفه سقوط نظام العقيد الليبي الفار معمر القذافي.

وأعرب مسؤول أميركي عن أمله في أن تطبق قيادة المجلس الوطني الانتقالي التزاماتها بوضع نظام أمن مركزي يضم جميع الميليشيات المختلفة التي قاتلت القذافي معا، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأقر المسؤول الأميركي بالمخاوف من نشوب حرب أهلية، إلا أنه قال إن الأمور تسير ضد القذافي وأبنائه الذين ما زالوا طلقاء، وضد المقاتلين من أنصار النظام الذين يحتمون في مدينة سرت. وأضاف أنه «لا أحد منا يعلم أين هو القذافي.. ولكن لديه أناسه ورجاله وأنصاره وأنجاله هنا وهناك، ولا تزال هناك أوساط تحيط بهم».

وتأتي زيارة كلينتون عقب زيارات أخرى قام بها إلى ليبيا بعد سقوط طرابلس، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ووزراء خارجية كل من بريطانيا وإيطاليا وكندا.

وسبق زيارة كلينتون وصول فريق أميركي لليبيا يضم عددا من الخبراء التقنيين لبدء العمل على ملاحقة وتدمير الصواريخ المحمولة على الكتف، بعد أن أعرب قائد القيادة الأميركية في أفريقيا، الجنرال كارتر هام، عن قلقه حيال وجود مؤشرات تدل على أن بعض تلك الصواريخ أصبحت خارج ليبيا بالفعل.

وأكدت كلينتون أن بلادها ستواصل دعم المجلس الوطني الانتقالي حتى تشكيل حكومة جديدة تقود مرحلة ما بعد القذافي، وأن الولايات المتحدة تأمل في أن يتم الانتهاء من القذافي سريعا «إما بالقبض عليه أو قتله»، قبل أن تستطرد قائلة إن القذافي يجب أن يتم تقديمه إلى العدالة، معلنة أن بلادها ستقدم مساعدة مالية للسلطات الليبية الجديدة قيمتها 11 مليون دولار، وذلك بهدف مساعدتها على تسيير المرحلة الانتقالية قبل الإعلان عن التحرير الكامل للأراضي الليبية.

وتزامنت مع زيارة المسؤولة الأميركية سيطرة الثوار على كامل بني وليد، وتوجههم لحسم المعركة في سرت، آخر معاقل القذافي حيث اندلعت المعارك مجددا مع وصول أولى مجموعات من القوافل العسكرية وجحافل الدبابات القادمة من بني وليد، حيث أفادت المصادر بأن قوات المجلس الانتقالي ألقت القبض على المعتصم بالله وأنها «ترفض الإعلان عن الموضوع في الوقت الحالي.. وتؤكد أنه ممسوك ومحتجز وحالته العامة متدهورة صحيا»، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وعلى جبهة سرت أيضا، قالت قوات المجلس الوطني الانتقالي إن أكثر من 40 من عناصرها على الأقل أصيبوا مع بداية المعارك ظهر أمس قرب حي الدولار الذي يتحصن فيه رئيس استخبارات القذافي ووزير دفاعه السابق.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بأن أصوات إطلاق النار ومدافع الهاون والصواريخ دوت بشوارع الحيين المتبقيين خارج سيطرة الثوار من سرت بينما شوهد الثوار يتدفقون بالمئات داخل شوارع حي الدولار وحي رقم 2.

ونقلت شاحنات جرحى الثوار إلى مستشفى ميداني تم تجهيزه بمقربة من مكان المعارك، كما وصلت إلى ذلك المستشفى جثتان لعنصرين من الثوار قتلا بعد إصابتهما بشكل مباشر بقذيفة هاون.

ونقل المراسل عن طاهر بورزازا، وهو أحد عناصر الثوار، وصفه لما يجري قائلا: «إنهم يطلقون النار علينا من كل مكان، نيران القناصة وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية» واصفا ما يقابلهم في تلك المعركة بالوحشية «فهم يطلقون النار علينا من كل الاتجاهات».

ويشارك بهذه المعركة نحو ألف مقاتل من الثوار، وقد شنوا هجوما كبيرا من الشرق بغية السيطرة الكاملة على المدينة التي تعتبر آخر معاقل مناصري القذافي.