احتفالات «الإفراج» تجمع نشطاء حماس وفتح لأول مرة خلال سنوات الانقسام

غزة تعيش عيدا وطنيا بعد عودة الأسرى المحررين

TT

عاش قطاع غزة أمس أجواء عيد وطني بكل ما تعني الكلمة، حيث بدت مظاهر الفرح والتأثر عارمة وصاخبة في كل مكان يمكن أن يؤمه المرء. فعلى امتداد شارع صلاح الدين، الذي يصل جنوب القطاع بشماله اصطف عشرات الآلاف من الناس من السادسة فجرا وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية لاستقبال الأسرى المحررين، في الوقت الذي ظلت فيه السيارات التي تعتليها مكبرات الصوت تبث الأغاني الوطنية الحماسية.

وبعد خمسة أعوام من حالة الانقسام الداخلي التي عصفت بقطاع غزة وسممت العلاقات بين الغزيين أنفسهم، انتظم عناصر من حركتي حماس وفتح وبمشاركة نشطاء الفصائل الأخرى في مسيرات مشتركة للتعبير عن حالة الفرح العارم التي تجتاح القطاع، حيث رفع المشاركون في المسيرات العلم الفلسطيني بالإضافة إلى رايات الفصائل المختلفة مرددين شعارات تدعو لتجسيد الوحدة الوطنية. وبرزت بشكل خاص مظاهر الفرح والتأثر التي عبر عنها الأطفال الغزيون، الذين منحوا يوم إجازة من مدارسهم في هذا اليوم الذي أعلنته حكومة غزة يوم عطلة رسمية، للإفساح المجال لطلاب المدارس في كل المراحل للمشاركة في الاحتفالات التي نظمت عند معبر رفح وفي مدينة غزة.

ونظرا لأن الاحتفال المركزي بالأسرى المحررين، نظم في ساحة الكتيبة الخضراء، التي تقع في الرمال الجنوبي من مدينة غزة، وهي أكبر الساحات في القطاع، توجه مئات الآلاف من الغزيين نحو المدينة ونحو الساحة، مما أدى إلى اختناقات مرورية كبيرة، مما دفع الكثير من الناس الذين قصدوا المدينة في الحافلات والسيارات لترك الحافلات والسيارات عند مداخلها وقطع مسافة تصل إلى أربعة كيلومترات سيرا على الأقدام من أجل الوصول للساحة والمشاركة في الاحتفال.

وتحولت جدران المنازل والمؤسسات العامة في قطاع غزة إلى لوحات فنية جدارية تعبيرا عن الفرحة العارمة بالأسرى، وزين بعضها بصور عدد من الأسرى المحررين، وصور كبار قادة الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان. ومن اللافت أن سماء مدن ومخيمات القطاع كانت تمطر قطعا من الحلوى التي كانت ترشقها النسوة من نوافذ وشرفات المنازل. في ذات الوقت كان الأطفال يوزعون الحلوى في الساحات الرئيسية في كل مدينة وعلى السيارات التي كانت تمر على شارع صلاح الدين.

وفي حين كان مئات الآلاف من الغزيين يأخذون طريقهم نحو الكتيبة الخضراء، كانت البقية الباقية تجلس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة وصول الأسرى، حيث كان الانفعال على أشده، فذرف الدموع كان القاسم المشترك لكل من تابع وصول الأسرى سواء عند معبر رفح أو في من خلال متابعة التلفزيون. وكانت تسمع طوال الوقت الزغاريد والأهازيج وهي تنطلق من البيوت أو من النسوة اللواتي كن يوجدن على طول شارع صلاح الدين انتظارا لوصول الأسرى.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المئات من الفلسطينيين الذين يوجدون في الدول العربية والمهجر في طريقهم إلى قطاع غزة للمشاركة في استقبال أقاربهم من الأسرى المحررين. ومن المنتظر أن يتم تنظيم عدد كبير من الحفلات الفنية، حيث قدم عدد من الفنانين والمنشدين، ومن بينهم المطرب عبد الفتاح عوينات، عددا من الأغاني الجديدة التي ألفت بشكل خصوصي للاحتفاء بالمناسبة.