حتى لا يستجدي المحترف السعودي مشاركته

موفق النويصر

TT

تترقب الكثير من الأندية السعودية بحرص بالغ دخول اللاعبين المميزين في الأندية المنافسة لها، وغيرها من الأندية الصغيرة، فترة الستة أشهر، حتى تتمكن من مخاطباتهم رسميا، وتقديم عروضها الاحترافية لهم للانضمام إليها.

حدث ذلك في الوحدة والقادسية والتعاون والرائد والاتفاق ونجران، وحاليا يحدث في الهلال بعد توالي الأنباء المتعلقة بتجديد عقود اللاعبين أسامة هوساوي وأحمد الفريدي.

في تقديري أن الكثير من اللاعبين ممن لا ينالون اهتماما واضحا من قبل إدارات أنديتهم، هم من يسربون للإعلام أخبار العروض التي تصلهم من الأندية المنافسة لهم، أو أنهم «يفبركونها» ليحظوا بانتباه مسؤولي أنديتهم، الذين عادة ما يسارعون إلى توفير المبالغ المالية اللازمة لإبقائهم بين أحضانها، رغم علمهم بأن هذه الأنباء قد لا تكون صحيحة، خوفا من غضب الجماهير، فيما لو تأكدت تلك العروض، وانتقل هؤلاء اللاعبون للأندية المنافسة.

ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك حديث أو عروض غير رسمية من بعض المنتمين للأندية أو أعضاء الشرف الفاعلين مع لاعبين معينين قبل دخولهم فترة الستة أشهر، لاستكشاف رغباتهم وتوجهاتهم في المرحلة المقبلة، سواء بالانتقال إلى ناد آخر أو البقاء مع فرقهم الحالية.

غير أن السؤال المهم، هل كل لاعب نجح أو برز اسمه مع فريقه الأساسي، واستطاع أن يحجز مكانه في خارطة فريقه، قادر على النجاح مع الفريق الجديد؟

أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ليست قطعية، فتباين الحالات التي شهدتها الأندية السعودية توضح ذلك.

فهناك مثلا أسامة هوساوي المنتقل قبل 3 مواسم من صفوف نادي الوحدة إلى الهلال، استطاع منذ اليوم الأول له في الفريق أن يحجز مقعده في خط الدفاع، ليس ذلك فحسب، ولكن أيضا في دفاعات المنتخب الأول، كما نجح في حصد نجومية الموسم الماضي وقبل الماضي كأفضل لاعب دفاع.

على النقيض من ذلك، هناك عيسى المحياني، الذي انتقل قبل موسمين من ذات الفريق، بسمعة كبيرة وقدرة تهديفية عالية وضعته في مصاف المهاجمين المرموقين، إلا أنه عجز عن تمثيل الهلال كلاعب أساسي، وظل حبيس دكة الاحتياط أغلب مباريات الموسمين الماضيين، إلا من مشاركات محدودة وخجولة في بعض المباريات.

وينطبق الحال كذلك على محمد السهلاوي في النصر، وعبد الرحمن القحطاني خلال تجربته الاحترافية في الاتحاد والنصر، وأخيرا في الاتفاق، وأيضا يوسف السالم قبل أن يستقر به الحال في الاتفاق، وحاليا مختار فلاتة مع الشباب.

الأكيد أن الإغراء المالي هو من حدد وجهة معظم اللاعبين السعوديين الاحترافية في الفترة الماضية، ولكن من الواضح جدا أن البعض ممن اكتوى بنار دكة الاحتياط، ندم كثيرا على ارتهانه للعرض المالي على حساب المشاركة الفعلية في المباريات.

ولعل نموذج المفاوضات التي تعثرت بين إدارة ناديي القادسية والهلال على انتقال الظهير الأيسر ياسر الشهراني إلى صفوف الأخير، يعد مثالا صارخا على التعاقدات «الخاطئة»، ففريق كالهلال يعج باللاعبين المحليين في هذه الخانة، نجده يبحث طوال موسمين متتاليين عن التعاقد مع الشهراني.

في حين أنه كان من الأجدى له البحث عن لاعب بمواصفات الشهراني ولكن في خانة الظهير الأيمن، التي يعاني منها الفريق، لوجود محمد نامي وحيدا في هذا المركز.

لذلك ينبغي على اللاعب الراغب في الانتقال من ناديه إلى آخر مراعاة عدة أمور بجانب العرض المادي، حتى لا يفاجأ بنفسه على دكة الاحتياط، ومن ثم يستجدي المشاركة، وسط أجواء لا تحكمها عادة العوامل الفنية فقط.

[email protected]