رحيل ديل بييرو بهذه الطريقة يمثل خيانة

لويجي جارلاندو

TT

لن يلعب ديل بييرو مع اليوفي بداية من الموسم المقبل. ومع إعلان آندريا أنيللي رئيس اليوفي عن الخبر رسميا، أصيبت جماهير اليوفي بقلق شديد من أن يكون رئيس النادي قرر الاستغناء عن ديل بييرو لوجود خلافات. لكن رئيس اليوفي أكد أن القرار تم اتخاذه بالاتفاق مع اللاعب. وعندما كتب ديل بييرو يوم 25 فبراير (شباط) الماضي على موقعه على الإنترنت عن استعداده للتوقيع لليوفي «على بياض»، أضاف اللاعب: «سيكون العقد الأخير لي مع اليوفي». وبالتالي كان ديل بييرو يعرف ويرغب بأن يكون الموسم الحالي هو الأخير له مع اليوفي. وقد قام اللاعب بتجديد عقده يوم 5 مايو (أيار) الماضي مقابل مليون يورو بالإضافة إلى المكافآت، ووعد الجماهير قائلا: «سأبقى من أجل الفوز بدرع الدوري». وكان آندريا أنيللي إلى جانبه وأوضح قائلا: «سيكون الموسم الأخير لديل بييرو مع اليوفي». لقد كان كل شيء واضحا ومحددا.

لكن لماذا شعر رئيس اليوفي بضرورة تذكير الجميع بنهاية مسيرة ديل بييرو مع نهاية الموسم الحالي؟ إن الرواية الرسمية لأنيللي تقول إنه فعل ذلك تكريما لديل بييرو في آخر اجتماع لمساهمي النادي في حضور بونيبيرتي الذي اكتشف اللاعب وضمه لليوفي. وكان ديل بييرو هو أفضل لاعبي فريقه في مباراة الدوري الأخيرة أمام كييفو وسدد كرة خطيرة ارتدت من العارضة، كما أنقذ فريقه من هدف محقق من على خط المرمى وأثبت أنه قادر على العطاء بطول الملعب. وما زالت جماهير اليوفي تنظر إلى ديل بييرو بصفته لاعبا خالدا دائم العطاء. ونجح اللاعب في فرض إمكانية بقائه لموسم آخر مع اليوفي. فإغراء اللعب في دوري أبطال أوروبا على استاد اليوفي كبير، وقد أشار اللاعب نفسه لذلك أكثر من مرة. وكان ديل بييرو قد صرح في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي لجريدة «لاغازيتا» قائلا: «إنني أعيش كرة القدم بشكل شامل وتلقائي و(حيواني)، وأحاول دائما استغلال كل شيء لأصبح أفضل في اليوم التالي». ويوما بعد يوم، ومن خلال تدريباته مع كرازيتش وإيليا، تزداد قناعة ديل بييرو بقدرته على لعب دور مفيد في اليوفي الجديد الذي يتم تكوينه حاليا. وتثق الجماهير في ذلك أيضا. ويعتبر منح ديل بييرو موسما آخر مع اليوفي هو أقل ما يستحقه لاعب يتمتع بتاريخ طويل مثله.

وربما أراد آندريا أنيللي رئيس اليوفي بإعلانه عن رحيل ديل بييرو وضع نهاية لهذه الآمال وتأكيد سياسة النادي بالاعتماد على الشباب مع رحيل ديل بييرو في يونيو (حزيران) المقبل. فالعرفان بالجميل شيء والمشروع الرياضي شيء آخر. ولعل أنيللي كان يرغب أيضا في منح المزيد من الدعم لكونتي مدرب الفريق؛ فديل بييرو يعتبر منذ يوم الثلاثاء الماضي أشبه بشخص أحيل للتقاعد، وبالتالي، سيكون من الأسهل بالنسبة للمدرب عدم إشراكه رغم ضغوط الجماهير. لقد نجح ديل بييرو في إحراج النادي عندما أعلن على موقعه في السابق عن توقيعه لليوفي «على بياض»، ورد عليه النادي من خلال تحركه بشكل فردي من أجل أن يوضح للعالم مَن يقوم باتخاذ القرارات ومن الذي يفرض الالتزام بها.

إن كل ما يحدث طبيعي ومنطقي، بداية من منطق النادي في التعامل مع المسألة، ووصولا لقلق الجماهير التي تحب نجومها وتقدرهم. لكن ما غاب عن هذا الأمر برمته هو «القلب» والود؛ فإذا كان اليوفي يرغب في الإعلان في الوقت الحالي عن رحيل ديل بييرو، فلماذا لم يتم التنسيق مع اللاعب والإعلان عن الأمر خلال اللحظات التاريخية المليئة بالمشاعر التي واكبت افتتاح الاستاد الجديد؟ ولعل ظهور أنيللي وديل بييرو معا للإعلان عن الأمر بشكل مختلف، كان سيلقى قبولا كبيرا من جانب الجماهير التي كانت ستتفهم الأمر بشكل أفضل. فلا يمكن إنزال علم من أعلام النادي خلال اجتماع للمساهمين. فهذا يشبه التخلي عن شخص أحببته لـ20 عاما من خلال رسالة قصيرة على الهاتف. ولن يساعد الخطأ في توقيت وطريقة الإعلان عن رحيل ديل بييرو كونتي في مسيرته مع الفريق خلال الفترة المقبلة.