«روك سنتر مع براين ويليامز» .. برنامج يدخل «إن بي سي» عالم القنوات الإخبارية

قد يتمكن من إزاحة برنامج «60 دقيقة» عند عرضه

براين ويليامز
TT

هناك أمر مربك في رؤية براين ويليامز يجلس أمام التلفزيون. لقد كان يتذمر في شقته في نيويورك مساء الخميس الماضي من جهاز التحكم عن بعد ويشاهد قناة «سي إن إن» ويتابع الأخبار المحلية، بينما يشير إلى أنه بعد أسبوعين من يوم الاثنين سوف تشارك قناة «إن بي سي» بإسهاماتها في عالم القنوات الإخبارية التلفزيونية من خلال برنامج «روك سنتر مع براين ويليامز» ومدته ساعة.

وقد يتمكن البرنامج من إزاحة برنامج «60 دقيقة» عند عرضه، لكن قناة «إن بي سي» التي تملكها مؤسسة «كومكاست» حاليا تأمل أن تقدم أداء جيد يجعل منها في يوم ما منافسا مهما. وأعجب ويليامز بفكرة تسمية البرنامج «روك سنتر»، ليس فقط لأنه يستحضر المبنى الذي يعمل فيه، لكن أيضا لأنه يعيد إلى الأذهان «ثيرتي روك». ويقول: «قد يتوقع الناس رؤية تينا» في إشارة إلى شخصية «تينا»، بطلة مسلسل «ستار». وأضاف: «أعتقد أن هذا الخلط قد يساعدنا. ألا ترى معي ذلك؟»، صحيح.

ويعد برنامج «روك سنتر مع براين ويليامز» محاولة لمد ما يتمتع به ويليامز من قبول في الأخبار إلى برنامج يتناول أخبار المجلات، وهي خطوة ذكية، لكنها ليست رهانا يمكن أن تعتمد عليه مؤسسة «كومكاست»، التي وضعت البرنامج على قائمة أولوياتها بعد شراء الشبكة عام 2009 والحصول على موافقة الحكومة لشراء «إن بي سي» بداية العام الحالي. صحيح أن برنامج «60 دقيقة» يحظى بالاحترام أكثر مما يعاني من نقاط ضعف، لكن تستعرض «إن بي سي» ما لديها من مواهب ونقاط قوة من خلال برنامج «نايتلي نيوز» الذي يقدمه ويليامز، و«توداي شو» و«ميت ذا بريس» الذي يحتل كل منهم المركز الأول بحسب الفئة التي يصنف تحتها. لذا من الصعب أن يكون إضافة برامج إخبارية طويلة خطأ.

تتراوح ميزانية برنامج إخباري باذخة بين 250 ألف و300 ألف دولار، وهي أقل من ميزانية إنتاج مسلسل درامي قد تبلغ تكلفة إنتاج الحلقة منه نحو 3 ملايين دولار. ومن المقرر أن يكون موعد عرض «روك سنتر» ليلة الاثنين في العاشرة مساء، وهو الموعد الذي كان مخصصا لمسلسل «بلاي بوي كلاب».

تاريخ المحاولات الجادة في مجال البرامج الإخبارية الأسبوعية يتسم بشجاعة عقبها كثير من الأشلاء. تذكر أن برنامجي «ديت لاين» و«48 ساعة» بدأ بجذب عدد كبير من المشاهدين قبل الانزلاق في وحل الإيحاءات الجنسية وفضائح المشاهير. مع ذلك، لا يبدو أن «إن بي سي» منغمسة في هذا الأمر، فبرنامج «روك سنتر» استعان بسبعين شخصا، في الوقت الذي تستمر فيه أقسام الأخبار في الشبكات الأخرى في العمل على تقليص عدد العاملين لديها. كذلك تنفق الكثير على المواهب سواء التي تظهر أمام الكاميرا أو وراءها. والمنتج المنفذ، روم هارتمان، محارب قديم في «بي بي سي» وبرنامج «60 دقيقة»، حيث أنتج أكثر من 100 حلقة.

من المراسلين الذين تم تعيينهم هاري سميث وميريديث فيرا وكيت سنو وريتشارد إنجل وتيد كوبل، بحسب ما تم إعلانه الأسبوع الماضي. ويدعمهم مجموعة من المنتجين البارعين شارك بعضهم في برنامج «60 دقيقة» الذي يعرف بصعوبة بزوغ نجم المواهب فيه لكثرتها. وأثارت هذه الأسماء إعجاب العاملين في هذا المجال، لكن بقيتنا سوف يتابع ويليامز. إن ويليامز يحتل مكانا ما بين كرسي المذيع وظهوره المرح مع مقدمي برامج تعرض في وقت متأخر من الليل مثل ديفيد ليترمان وجون ستيوارت. إن أسلوبه يتسم بالسهل الممتنع، فهو يبدو مثلنا، لكنه أفضل أو ربما أكثر شهرة منا. لقد سمعت البعض من جمعية المحاربين القدامى من ميدويست يثنون عليه، لكنه حظي أيضا بالثناء من القائمين على البرامج الصباحية في وسائل الإعلام الرقمية. ويعد ويليامز شخصية متوافق عليها في عالمه، ليس لأنه «العم والت»، بل لأنه يقدم مزيجا يجمع بين الجدية والمعرفة.

أول تنويه عن البرنامج مبني على ابتسامة ودودة مصطنعة على شعار الشبكة. يقول: «أجلس وسط ديكور (إن بي سي نايتلي نيوز) ووراءنا ديكور برنامج (روك سنتر). إن أحداث حياتي ستدور في هذه الغرفة». وأضاف وهو يتجول في المكان: «هناك نية لإقامة بار للمعجنات في الخلف هنا». أجزاء الاستوديو التي يتم التنقل بينها بحسب الموضوعات سوف تكون على الهواء وتقدم مشهدا يناقض النص المكتوب بعناية لبرنامج «60 دقيقة». الأهم من ذلك، هو أن ويليامز يفضل العمل بهذه الطريقة. وقال وهو يشير نحو الصندوق المشع ضوءا على الجدار في شقته: «عندما تراني على شاشة التلفزيون، فأنا هناك حيث أنتمي. أنا كائن البث المباشر».

ويليامز خبير في التحدث أمام الملايين على الهواء مباشرة، فقد كان من أبرز مقدمي النشرات الإخبارية المسائية منذ أن دخل هذا المجال قبل سبعة أعوام. قد يشير البعض إلى أنه يحب أن يكون الملك ذو العين الواحدة في أرض يسكنها العميان بالنظر إلى عالم شبكات القنوات الإخبارية، لكنه يفوز لأنه مذيع تمتع بمصداقية في نقل الأخبار خلال الثورة المصرية، وكذلك لأنه تصرف تصرفا عاديا حين تمكن من الهروب من خلال الاتصال بـ«تارغيت» أو «تار - زاي» خلال النشرة كما فعل الأسبوع الماضي. ما يجعله يتمتع بقبول هو هذه الغمزة بالإضافة إلى الانطباع الذي يعطيه للمشاهد بأنه يعرف حقا الطريق إلى الهدف. إنه نموذج لمذيع أخبار محلية نحب مشاهدته، فهو مرح ولطيف ووسيم مع فارق وحيد؛ هو أنه يتحدث إلى 8 ملايين مشاهد كل ليلة عن قضايا عالمية ومحلية. كثيرا ما يتصرف ويليامز، وكأن حياته المهنية توقفت مصادفة على المنشطات، وأنه تجاوز الموقف، وأنه يدعي الجهل بالمعايير التي منحت له ولطريقة إذاعته قيمة.

وقال: «ليس لدي أي فكرة عن تكلفة إرسال شاحنة أخبار إلى دالاس لشغل مساحة وقت البث المباشر لبرنامج (نايتلي نيوز). لا أعرف شيئا عن تكلفة الإعلانات خلال وقت بث برنامجنا. من الأفضل أن التزم بدوري. إنهم يستعينون بخبرتي من أجل التحدث عن الصور، وأنا أحب كثيرا القيام بذلك».

ويقسم ويليامز أنه سيذهب إلى قناة «نيويورك 1» إذا رُفت غدا. يذكر أنه خلال إعصار إيرين ظهر لقرابة ساعة على شاشة «دابليو إن بي سي» التابعة لقناة «نيويورك 1» من أجل منح المذيعين هناك فرصة للراحة. ويتمتع ويليامز بموهبة كبيرة، لكنه يميل نحو الأداء الطبيعي وهو من النوع الذي يسعد بالعمل كمتطوع في المطافئ أو من النوع الذي لم يتم دراسته الجامعية لأنه مهتم بأمور أخرى في الحياة وهذا ما قد فعله. ونظرا لانشغاله بتحضير برنامجه الجديد، ولارتباطي بموعد نشر المقال، تقابلنا في شقته في ميدتاون التي يقيم فيها مع زوجته جين، التي تغطي أخبار التعليم في إذاعة بلومبيرغ، وابنته أليسون الممثلة التي ستظهر قريبا في مسلسل «غيرلز» على قناة «إتش بي أو». وفي حين كان يتحدث، كان المشهد الذي نراه من النافذة يصلح لأن يتصدر بطاقة معايدة من مانهاتن، حيث كنا نرى مركز روكفلر وما زالت الأحرف الأولى لمؤسسة «جي إي»، التي تمتلكها أقلية حاليا، ظاهرة في المشهد. لن يقول ويليامز هذا مباشرا، لكن التغيير كان أمرا إيجابيا. وقال مشيرا إلى شكل البرامج الإخبارية الأسبوعية: «لقد سألت جيف زوكر عن هذا الأمر منذ بضع سنوات»، بينما سألني ملاكها الجدد ومنهم ستيف بورك وبراين روبرتس. لقد قالوا منذ البداية «فلنقم بذلك». وقاطع المقابلة لتحويل مؤشر القناة إلى «إن بي سي نيويورك»، فهو مهووس بالأخبار المحلية التي بدأ من خلالها التي يتابعها بقلق.

وقال: «لقد عملت في التلفزيون المحلي لاثني عشر عاما وهذا هو نظام التوصيل الخاص بنا. أريد أن يوفقوا في أدائهم».

وقال ستيف كابوس، رئيس «إن بي سي نيوز»، إن ويليامز استوعب «مزاج البلاد ويعرف جيدا أي القصص الإخبارية يمكن أن تجذب الانتباه». لذا سوف يلوح ويليامز بيديه وسوف تظهر الموضوعات التي تثير إعجاب مشاهدي القناة.

مع ذلك، أوضح قائلا: «ليس بالضبط، فسوف أكتب الكلمات التي سأنطقها، وسأقوم بإعداد بعض الموضوعات والمقابلات بنفسي، لكنك لن ترغب في أن أختار كل الموضوعات التي سيتم تناولها، فهي ستكون في هذه الحالة عن تاريخ الرؤساء، والمحكمة العليا، والجيش، والملاحة. بهذه الطريقة لن يرغب أحد في مشاهدة هذا البرنامج».

* خدمة «نيويورك تايمز»