المراقب الصحفي: التقارير الألمانية في «الشرق الأوسط»

TT

تتحفنا «الشرق الأوسط» بتقارير متنوعة وجميلة من ألمانيا. هذه التقارير مثال على ما يجب أن نتوقعه من مراسلين يقيمون في بلدان العالم المتطور الذي يحظى بالكثير من الدراسات والتجارب العملية والعلمية التي تستحق أن نقدمها للقارئ العربي.

من هذه الموضوعات على سبيل المثال لا الحصر: تقرير يظهر أن لدى الموظفين الكبار ميولا «لصوصية»، وآخر عن فرامل لا سلكية للدراجات الهوائية، ودراسة عن الأطفال العدوانيين الذين يفضلون ألعاب الكومبيوتر الوحشية، وتقرير بعنوان: لماذا يصفق المسافرون عند هبوط الطائرة؟ وعلماء ألمان يتحدثون عن إسمنت أقوى من الحديد، وأول إعلان تلفزيوني يثير شهية الكلام، ودراسة تقول: إن الألمان لا يسمعون جيدا.. ما قد يسهم في ارتفاع نسبة الطلاق، وتقرير عن الجيش الألماني الذي يهدر نحو ملياري يورو على سيارات لا يحتاجها.. وغيرها.

هذه التقارير وغيرها يغلب عليها الطابع العلمي، وهو أمر مهم للقارئ. ولا نذيع سرا إن قلنا: إن من قراء «الشرق الأوسط» شريحة كبيرة من المثقفين العرب ومتخذي القرار، وإن تقديم مادة علمية لهم من دولة بحجم ألمانيا وغيرها يحفز أذهانهم للتفكير، فرب فكرة بسيطة يقرأها باحث عربي أو مسؤول تدفعه إلى اتخاذ قرارات مهمة في بلاده، كتقديم دراسة مماثلة لمشكلة عربية، أو إصدار قرارات شبيهة لما جرى في بلدان متقدمة فيستفيد المجتمع العربي من هذه الحلول.

ولا ننسى أن الصحيفة يفترض أنها تعطي بعدا أعمق للموضوع من وسائل الإعلام الأخرى المرئية والمسموعة، وهنا تكمن أهمية ما ينشر على صدر صفحاتها من مواد يجب انتقاؤها بعناية تامة، خصوصا من قبل مراسلي «الشرق الأوسط» حول العالم. فما تختاره عزيزنا المراسل سيكون له صدى لدينا بشكل أو بآخر، غير أن بعض القراء للأسف الشديد لا يتفاعلون مع المراسلين بصورة إيجابية، كالثناء عليه ببضع كلمات، فالصحافي بشر تحركه دوافع التشجيع والإطراء والثناء وغيرها، فلا تبخل عزيزنا القارئ بها لتتطور هذه المطبوعة، وتقدم لك أفضل مادة مهنية ومفيدة للمجتمع وأفراده.