الإنتر يتخطى ليل الفرنسي ويعتلي مجموعته في دوري أبطال أوروبا

باتزيني سجل هدف الفوز.. ورانييري قال إن 3 نقاط ستمنحهم معنويات كبيرة

TT

اقتنص فريق الإنتر ثلاث نقاط مهمة قفزت به إلى صدارة المجموعة الثانية في دوري أبطال أوروبا، بعدما تغلب خارج ملعبه، أول من أمس على ليل الفرنسي بهدف دون مقابل سجله باتزيني في الدقيقة 21.

إن جامباولو باتزيني هو ذلك الذي «لا بد أن يلعب لأنه يسجل دائما جبلا من الأهداف»، بحسب عبارة ماسيمو موراتي التي أطاحت بالمدرب غاسبريني من تدريب الفريق، وهو ذلك الذي يحمل وجه ألعاب الفيديو، ويضع يده اليمنى تحت عينيه ليحتفل بالأهداف، والذي لم يكن يلعب أساسيا في بداية الموسم، وفكر رانييري في «الانطلاق من عنده ثم نرى». أجل، يبدو الأمر هكذا تحديدا، وفي ليلة من الجليد أطلق مهاجم الإنتر والمنتخب الإيطالي ما يمكن أن نسميه نوعا من الثورة على النفس، لأن الفريق في حالة سيئة باحتلاله المركز قبل الأخير في الدوري المحلي برصيد أربع نقاط، وفي حالة جيدة جدا في أوروبا، بتصدره لمجموعته. وقال باتزيني عقب اللقاء: «إنه فوز مهم جدا، وحملناه إلى جعبتنا أيضا بمعاناة، وكنا نحتاج لثلاث نقاط وكفى. إنني سعيد بالهدف، أيضا لأنه حاسم. شنايدر كان يسدد وصرخت فيه بكل قوة حتى يترك لي الكرة، وقد سارت الأمور على نحو جيد. يتعين العمل من أجل التحسن لكن من خلال الفوز يكون التحسن باستمرار».

لنقل شيئا آخر أيضا، وهو أن هدف التقدم تم لعبه عبر أقدام ذهبية، تلك الخاصة بشنايدر، وهو زر الإطلاق لتاريخ جديد. ولم يكن اللاعب الهولندي متاحا أبدا من قبل مع رانييري. ويقول ماورو زاراتي الذي تألق أيضا: «إن الهدف هو ثمرة جملة تكتيكية جميلة، وكان شنايدر عظيما في منحي تلك الكرة في لعب كرة سريعة ومن ثم هدف باتزيني. إن تمريرتي تساوي ثلاث نقاط، لكن الآن نفكر في مباراة كييفو».

مخاوف شنايدر: إذن، التفكير في كييفو، فحينما ترك مكانه لستانكوفيتش، خرج شنايدر واضعا كيس الثلج على العضلة التي أرقته. مخاوف؟ هل هذه إشارة لتوقف جديد قادم؟ كانت هذه هي المرة الأولى التي يعتمد فيها رانييري عليه، ولم «يعشه» أبدا وأخيرا أمسك بالفريق جيدا من حوله. شنايدر يفكر في كرة القدم ثانيتين قبل الآخرين، وربما لا يغيب أمام كييفو، وصرح اللاعب لدى توجهه إلى غرفة الملابس قائلا: «كل شيء على ما يرام، لا مشكلة». لم يكن ممكنا أن يلعب المباراة كاملة فهو عائد من توقف طويل، بعدما كان قد تعرض للإصابة في 23 سبتمبر (أيلول)، إلا أنه يملك الكثير من تلك المهارة التي من شأنها أن تملأ جولات الإنتر المقبلة. من دون توقف.

وسط كل هذا، هناك أيضا جوليو سيزار، والذي يبدو وقد عاد نشطا جدا ودقيقا، ويتمتع بجاهزية كبيرة، وإذا كان فريق ليل قد قام بمحاولات جيدة ولكن من دون نجاح، فالفضل يرجع لوجوده هو في حراسة المرمى، والذي خاض مباراة كاملة رغم عودته من إصابة كان قد تعرض لها مع المنتخب البرازيلي منذ أسبوعين. أما الهدف فهو الثالث لباتزيني مع الإنتر هذا الموسم، لأنه بعد فترة تدريب غاسبريني، ولد من جديد في بولونيا، وسجل في موسكو وليلة الثلاثاء في شمال فرنسا. إنه الهداف الكبير الذي قام بدور القرصان في أراضي الآخرين، دائما ما سجل خارج ملعبه، ما يعني قوة اللاعب. ويختتم باتزيني قائلا: «الآن، لنلق بأنفسنا في بطولة الدوري».

رانييري: لمعرفة إذا كان الإنتر قد تجاوز فترة «الطقس السيئ» فإنه يحتاج لاستمرارية النتائج، والتي حتى يوم أول من أمس كانت سلبية فقط. لكن بالطبع بإمكان رانييري أن يستمتع بلحظة الهدوء القادمة من ليل. في انتظار تقديم مباراة، وليس فقط السيطرة على مجريات اللعب، نجح الفريق أخيرا في تضييق المساحات وفي تركيز شديد طوال 90 دقيقة. بالطبع، لم تغب المعاناة، كما أن هناك مسألة أول مرة يخرج فيها الإنتر من دون أن تهتز شباكه خارج ملعبه هذا الموسم (كان قد حدث مرة واحدة في آخر 13 رحلة خارجية، بينما لأول مرة منذ 13 مباراة أوروبية لا يسجل ليل على ملعبه)، وهي إشارة مهمة. ويهاجم رانييري: «لأن الطقس السيئ جدا الذي كنت أشير إليه عشية اللقاء لم ينته، لكن ثلاث نقاط تمنحنا معنويات كبيرة. لم تكن مباراة غاية في الجمال، لكن في لحظة الأزمة هذه نتقبل أي شيء. ونظرا للطريقة التي ظهرنا بها فقد قدمنا أداء كبيرا. فريق ليل كان بحالة جيدة، وفي الشوط الثاني حاول القيام بكل شيء لكننا سمحنا فقط بالتسديدات من خارج المنطقة».

صيدلي: ويصر رانييري على مسألة وجود مشكلة عامة في اللياقة، ويتابع: «شنايدر وتياغو موتا قاما بالمران ثلاث مرات فقط، إلا أنهما نقطتان مرجعيتان لكافة زملائهما. يتعين علي إدارة من هم أفضل كما لو كنت صيدليا، ويتعين علي ضرورة تجريب كافة اللاعبين لإيجاد القليل من الطبيعية. إننا نفكر في التدرب جيدا وحصد نقاط، وكي يحدث هذا لا بد من التنظيم الذي رأيناه هنا. سيزار كان بارعا جدا، ومزحت مع كييفو وقلت له إنه أدى كقلب دفاع بشكل رائع جدا، فيما اقتصر لوسيو من خروجه عن مركزه، حتى وإن كان قد قام بذلك مرتين (يضحك). لكن الجميع كان في تركيز حتى النهاية، وارتكبوا خطأين أو ثلاثة طوال المباراة».

طريقة الرومبو وتاريخ جديد: ولأنه كان يعلم أن الحالة البدنية للاعبي الفريق متراجعة، فقد بدا رانييري مغامرا باعتماده ليس فقط على شنايدر ورأسي الحربة، وإنما على تياغو موتا الذي لم يكن يلعب منذ أكثر من شهر، ويحلل المدير الفني: «كنت أود تفادي تكرار نهاية مباراة كاتانيا، حينما ظللنا متراجعين كثيرا للوراء وكنا نتعب من أجل الانطلاق مجددا. تسألونني عن تبديل زاراتي في الشوط الثاني؟ كنا نعاني في خط الوسط ووضعت رأس حربة إضافيا. لا أريد قلب أي شيء، وفي هذه المرحلة من الأفضل ترك الفريق كما هو. هل خرج شنايدر مصابا؟ لا، في نهاية المباراة المشدودة كهذه، فإن كيس الثلج لدى الجميع في غرفة الملابس. لكن هذا فريق حقيقي، وقرر أن يضع الماضي خلف ظهره لكتابة صفحات جديدة من التاريخ».

موراتي: إنها كلمات أشبه بالموسيقى بالنسبة لموراتي، في ثاني لقاء خارجي عقب مواجهة سسكا موسكو، وقد حقق إلى الآن العلامة الكاملة فيهما، ويقول رئيس النادي: «كنا في حاجة لفوز كهذا، أيضا من أجل رؤية شخصية اللاعبين مجددا. لقد كان نجاحا ذكيا، وضروريا في هذه اللحظة الخاصة. باتزيني أحد من يسجلون دائما، ولا يبدو لي هذا أمرا يسيرا. لكن الآن لا بد من معاودة حصد النقاط في بطولة الدوري أيضا، بالطبع هناك لن يكون معنا الحكم ويب، وهو حكم بارع ويجلب لنا الحظ (مع الحكم الإنجليزي، لم يدخل مرمى الإنتر أي أهداف وحقق أربعة انتصارات، من بينها نهائي أبطال أوروبا الشهير في مدريد في عام 2010. هازارد؟ أكد كونه موهوبا جدا. تصريحات مورينهو؟ إنها تأكيد لحبه لنادي الإنتر».