افتتح أندريا أنيللي، رئيس نادي يوفنتوس، الجمعية العادية وغير العادية لمساهمي نادي اليوفي يوم الثلاثاء الماضي بإعلان مهم أكد فيه أن أليساندرو ديل بييرو نجم الفريق الكروي وقائده سيرحل عن نادي اليوفي بنهاية الموسم الحالي. وطالب أنيللي الحاضرين بالتصفيق لأليساندرو ديل بييرو، أحد العناصر الدائمة الذي رغب بقوة في الوجود هنا في آخر موسم له مع نادي اليوفي. ولا شك أن خبر رحيل ديل بييرو عن اليوفي كان معروفا للكثيرين قبل الإعلان عنه، لكن المفاجأة تمثلت في الإعلان المفاجئ عن الأمر وفي هذا التوقيت من الموسم. وبالإعلان عن رحيل النجم الفذ تغلق صفحة من الصفحات المجيدة في تاريخ نادي اليوفي ولاعبه المخضرم الذي عشقه بجنون لسنوات طويلة. وكان أنيللي قد لمح في السابق عدة مرات إلى أن الموسم الحالي قد يكون الآخر لديل بييرو مع نادي السيدة العجوز، وجاءت آخر هذه التلميحات يوم الخامس من شهر مايو (أيار) الماضي عند الإعلان عن تجديد عقد القائد المخضرم ديل بييرو لموسم واحد. وقد تحدث أحد المساهمين خلال اجتماع الثلاثاء عن شعوره بالخجل لإجبار ديل بييرو قائد الفريق على التوقيع على عقده الأخير «على بياض»، لكن أندريا أنيللي رد عليه قائلا: «لا أرى ما يخجل في الأمر. ولعلي أشعر بالخجل بصورة أكبر إذا جئت إلى هنا لتبرير قيام النادي بالتوقيع (على بياض) على أحد العقود. إننا نفضل دائما تحديد الأرقام بأنفسنا ومع ذلك يدين نادي اليوفي بالكثير لديل بييرو. ومن قبلي يوجد من قام بتوقيع أول عقد مع ديل بييرو وهو جامبييرو بونيبرتي. وقد حظيت أنا بشرف توقيع العقد الأخير. وهناك حب كبير يربطنا بديل بييرو ويربطه بنادي اليوفي». وبعد بضع ساعات عاد أندريا أنيللي للحديث عن ديل بييرو في مركز لينغوتو التابع لنادي اليوفي: «أكرر، لقد رغبت في تكريم النجم الكبير والإنسان العظيم، وهو أمر واجب في هذا المكان وأمام مساهمي النادي. وكان أمرا متفقا عليه أن ينهي ديل بييرو مسيرته مع اليوفي عام 2012، وكان ديل بييرو نفسه أول من قال هذا». وعند سؤاله إن كان ديل بييرو مستعدا لتولي أحد الأدوار الإدارية مع النادي أجاب أنيللي على الفور قائلا: «سنتحدث في ذلك الأمر في الوقت المناسب». وبدا من الواضح أن رئيس اليوفي كان يرغب في تجنب إمكانية تحول مسألة رحيل ديل بييرو إلى أزمة قد تتسبب في الإضرار بمسيرة اليوفي الناجحة في الدوري الإيطالي هذا الموسم وسعيه إلى التأهل من جديد للبطولات الأوروبية الكبيرة.
رد غائب: ولم يتقبل ديل بييرو الإعلان عن رحيله بشكل جيد، لكن المقربين منه يؤكدون أنه يتمتع بهدوء كبير. وربما كان اللاعب المخضرم يأمل في إمكانية البقاء مع اليوفي ويحلم باللعب في دوري أبطال أوروبا على ملعب النادي الجديد. ولعله كان ببساطة يرغب في الإعلان عن رحيله بشكل مختلف وعلى لسانه هو. وقد احتشدت المواقع الرياضية على الإنترنت بالرسائل المؤيدة لديل بييرو الذي فضل حتى الآن التزام الصمت. ولا شك أن ديل بييرو سيبدأ جديا في التفكير في مستقبله ويقرر هل سيعتزل الكرة أم سينتقل للعب في الخارج. ومع أدائه في بداية الموسم الحالي يبدو الحل الثاني هو الأقرب. وتحاول بعض الأندية الأميركية ضم ديل بييرو منذ فترة، كما يحظى اللاعب أيضا باهتمام بعض الأندية القطرية.
ميزانية غير محتملة: وبعيدا عن مسألة ديل بييرو حملت الجمعية العادية لمساهمي نادي اليوفي بعض الجوانب الأخرى مثل الحديث عن الميزانية التي تمت زيادتها بمقدار 120 مليون يورو. وتم إغلاق ميزانية عام 2011 بخسائر وصلت إلى 95.4 مليون يورو ووصفها أندريا أنيللي بأنها «حقا ميزانية غير محتملة، والأسوأ في تاريخ نادي اليوفي، رغم أن النادي اتخذ بالفعل عدة خطوات إيجابية في سبيل تقليل حجم رواتب اللاعبين وفي الاستثمار على قطاع الناشئين، بالإضافة إلى الكثير من التضحيات التي تكللت ببناء الاستاد الجديد للنادي. إننا أول ناد في إيطاليا ينفذ مثل هذا المشروع ويحقق ما يفعله المنافسون الكبار في أوروبا. لقد عملنا في الموسم الماضي على سد بعض الثغرات التي كانت موجودة في الماضي بعد أربع سنوات من الجمود في تجديد الجانب الرياضي مما تسبب في حالة من الركود». ووجه أندريا أنيللي الكثير من الانتقادات للقيادة السابقة للنادي مؤكدا أنها تسببت في تراجع المستوى على الصعيدين الرياضي والاقتصادي. وأشاد بأنطونيو كونتي المدرب الحالي للفريق بعد بدايته الناجحة هذا الموسم. وأوضح ماتسيا المدير الإداري لنادي اليوفي أن النادي «يستطيع من الناحية المادية تحمل موسم آخر دون المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن من البديهي أن المشاركة الأوروبية هي الهدف الأول لنا». وصرح المدير التنفيذي لنادي اليوفي بيبي ماروتا قائلا بشأن سوق الانتقالات في يناير القادم: «سنقوم ببعض التغييرات الضرورية لكن الإنفاق المادي الأكبر تم خلال الصيف الماضي وتحسن مستوى الفريق بصورة ملحوظة، وبالتالي يمكننا التركيز على بعض الصفقات الصغيرة والموجهة».