قانون الانتخابات بمصر يجبر «الإسلام السياسي» على مراجعة موقفه من «ولاية المرأة»

جميلة إسماعيل انسحبت من قوائم التحالف الديمقراطي الذي يقوده حزب الإخوان

«تي شيرتات» للبيع بميدان التحرير، بوسط القاهرة، أمس، كتب عليها عبارات عن روح ثورة يناير، مثل: «أحبك يا مصر» و«ثورة يناير» و«ركن مع الثورة» (رويترز)
TT

حملت لافتة لأحزاب تمثل تيار الإسلام السياسي في مصر شعارا بدا مبشرا لعدد من المراقبين.. يقول الشعار «الانتخابات قادمة فليكن شعار نساء مصر.. أنا امرأة ولن أعطي صوتي لمن يعتبره عورة».. لكن المؤتمر النسائي الأول لحزب النور السلفي، وهو أحد الأحزاب التي شاركت في التوقيع على الشعار، بالإضافة لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، جاء محبطا بالنسبة للمراقبين، حيث خلت منصة المتحدثين من أي تمثيل للمرأة، رغم أنه مؤتمر نسائي كما يقول اسمه.

وفاقم تفسير حزب النور لخوض المرأة الانتخابات على قوائمه من مخاوف الليبراليين في البلاد، حيث قال رئيس الحزب الدكتور ياسر برهامي إن هناك إشكالية في مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية من حيث الولاية العامة و«نحن نرى أنه لا يجوز للمرأة أن تتولى الولاية العامة، ذلك أن من حق أعضاء مجلس الشعب والشورى أن يقوموا بعزل الحاكم وتعيين رئيس الوزراء، ولكن طالما فرض ذلك علينا أن تدخل المرأة إلى مقاعد البرلمان ولا بد أن توجد امرأة على كل قائمة حزبية، فلا مجال للتراجع عن الترشح».

ويتابع برهامي خلال المؤتمر الذي عقد قبل يومين بقوله: «نخشى من سيطرة غير الإسلاميين (على البرلمان) حتى لا يتلاعبوا بالمادة الثانية من الدستور (التي تنص على أن دين الدولة الإسلام وأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع)».

وأعلنت الإعلامية جميلة إسماعيل مساء أول من أمس انسحابها من الترشح على قوائم التحالف الديمقراطي، الذي يقوده حزب الإخوان، بعد أن تم وضعها في الترتيب الثالث ضمن القائمة الانتخابية للتحالف، بدلا من تصدرها للقائمة، قائلة إنه تم إبلاغها بأن السبب وراء ذلك هو موقف الإخوان من تصدر امرأة القوائم الانتخابية.

ويرى مراقبون أن «هذا التناقض هو إعادة إنتاج لسلسلة من الشعارات التي ترفعها التيارات الإسلامية، لتحسين صورتها، قبل أن تتبخر في الممارسة العملية».

ونفى الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان (أعلى سلطة تنفيذية في الجماعة)، والذي يعد مفتي الإخوان، وجود تمييز ضد المرأة في الانتخابات البرلمانية قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا فرق بين أن تأتي المرأة على رأس القائمة أو أن تتذيلها.. الأصل في المبدأ، فإن قبلنا مبدأ المشاركة وهو موقفنا، يتحدد الموقع في القائمة بحسب المواءمة السياسية». وأضاف البر أستاذ الحديث بجامعة الأزهر بقوله: «سبق أن تم ترشيح جمال أسعد عبد الملاك (وهو مسيحي الديانة) على رأس قائمتنا في انتخابات 1987».

وخالف حزب الحرية والعدالة التزاما قطعه على نفسه بالتنافس على 50 في المائة من مقاعد البرلمان، الذي تنطلق أولى جولات الاقتراع فيه نهاية الشهر المقبل، وتقول المؤشرات منذ بدء فتح باب الترشح قبل أسبوع أن الحزب يسعى للمنافسة على نحو 65 في المائة من المقاعد (بنظامي القوائم والفردي) لتحقيق أغلبية مريحة في البرلمان، الذي يخشى مراقبون وقوى سياسية من هيمنة الإسلاميين عليه.

ودفعت جماعة الإخوان أمس بأبرز قياداتها ونوابها السابقين بمجلس الشعب للترشح على ستة من المقاعد الفردية من إجمالي ثمانية مقاعد على مستوى محافظة الإسكندرية، وأكد مصدر إخواني لـ«الشرق الأوسط» أن حزب الحرية والعدالة سوف يتقدم بقوائم مرشحيه عن الحزب اليوم (الخميس) وأن القيادي الإخواني صبحي صالح سوف يكون على رأس قائمة الحزب بدائرة شرق الإسكندرية فيما ستضم القوائم مجموعة من شباب الجماعة دون الثلاثين عاما لأول مرة.

وبينما تستعد الجماعة الأكثر تنظيما في البلاد للهيمنة على أغلبية مقاعد البرلمان، واصل الإخوان اتصالاتهم بالولايات المتحدة الأميركية حيث التقى أول من أمس الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمود غزلان، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، بوفد مشترك من منظمة «فريدم هاوس» وبعض مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي.

يأتي هذا اللقاء عقب نحو أسبوعين من زيارة قام بها بريم كومار، مدير قسم مصر في الأمن القومي الأميركي، وإيمي ثيا كاثرين، سكرتير أول السفارة الأميركية في القاهرة، لمقر الحزب بمحافظة الجيزة (المتاخمة للعاصمة المصرية).

وقال المتحدث الرسمي للجماعة الدكتور محمود غزلان إن حوارا موسعا دار حول المناخ السياسي في مصر وأثره في الانتخابات المقبلة، وموقف الإخوان المسلمين منها، وكذلك دار حوار حول الإسلام.