تعليق صورة لابن علي لاستفزاز التونسيين وحثهم على المشاركة في الانتخابات

أثارت الذعر في عدد من سكان حلق الوادي

ثلاث تلميذات تونسيات ينظرن الى الملصقات الانتخابية التي الصقت على جدران مخصصة للحملة الانتخابية في تونس العاصمة امس ( أ ب )
TT

أصيب عدد من سكان مدينة حلق الوادي شمال العاصمة تونس بالذعر والهلع، بعد أن أفاقوا على صورة عملاقة للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي معلقة على جدار مسرح «الكراكة» الذي يقع عند مدخل هذه المدينة التي كانت معقلا لأشقاء زوجة بن علي (ليلى الطرابلسي).

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها أمس الأربعاء بشكل واسع على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مواطنين من الجنسين ومن مختلف الأعمار مصابين بالذهول، وهم يتأملون الصورة وبعضهم يتساءل «هل رجع؟».

وانهال بعض المارة على بن علي بالسباب والشتائم عند رؤية صورته معلقة مثلما كانت قبل ثورة 14 يناير (كانون الثاني) 2011 التي أنهت حكمه وأجبرته على الفرار إلى السعودية مع زوجته ليلى الطرابلسي واثنين من أبنائهما. ودعا أحد المارة على بن علي بعدم العودة إلى البلاد قائلا باللهجة الدارجة «الله لا يرجعك يا سارق».

وبعد دقائق هجم المارة على الصورة وأزالوها وسط التصفيق والتصفير وزغاريد النسوة، ليجدوا وراءها لافتة عملاقة كتب عليها باللهجة العامية «فيق الديكتاتورية تنجم ترجع.. نهار 23 أكتوبر امشي صوت»، أي «أفيقوا الديكتاتورية يمكن أن تعود، واذهبوا إلى الانتخاب يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول)».

وأعلنت جمعية «التزام مواطني» (غير الحكومية) أنها علقت صورة بن علي، وتحتها رسالة إلى التونسيين لحثهم على التوافد على مكاتب الاقتراع يوم الانتخابات. وقامت الجمعية بتسجيل مشاهد فيديو لما جرى ونشرته على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت إحصائيات نشرتها «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» (غير الحكومية) التي ستشرف على مختلف مراحل العملية الانتخابية، أن عدد التونسيين الذين قاموا بقيد أسمائهم في سجلات الانتخابات لا يتجاوز 4.4 مليون شخص من أصل 7.5 مليون شخص يحق لهم الانتخاب قانونيا (أعمارهم فوق 18 سنة). كما أظهرت دراسة اجتماعية أعدها «المرصد الوطني للشباب» (حكومي) أن نحو 25 في المائة من شباب البلاد لا يعتزمون المشاركة في العملية الانتخابية بسبب «عدم اقتناعهم» بها.

يذكر أن التونسيين تخلصوا بعد ثورة 14 يناير من عشرات الآلاف من صور مختلفة الأحجام لابن علي كانت معلقة في الشوارع وفي مقرات الحزب الحكام وفي كل الإدارات العمومية.

وحول هذه الطريقة التي تعمد إلى الدفع بالمواطنين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، قال الصحافي التونسي لطفي الماكني إنها طريقة ذكية للدعاية السياسية بشرط أن تكون الغاية من ورائها ليس جس نبض التونسيين وردود فعلهم حول إعادة تعليق صور الرئيس السابق.

واعتبر الإعلامي الشاب طارق البوغانمي أن المسألة كانت من الناحية الدعائية ناجحة للغاية، وجلبت اهتمام قسم كبير من التونسيين ممن لم ينتبهوا خلال الفترة الماضية للحملة الانتخابية لعشرات الأحزاب والقوائم الانتخابية دفعة واحدة. وقال إن المفاجأة كانت مذهلة لجميع الحاضرين، وأبدوا استغرابهم وتعجبهم ثم فرحهم تباعا.