دكتورة في الألسنية تتصدر قائمة «القطب الديمقراطي» في فرنسا الشمالية

نادية شعبان تنافس 47 لائحة تتنوع توجهاتها من الحركات السلفية إلى أقصى اليسار

نادية شعبان
TT

بعد أن كانت عنصرا فعالا في الاتحاد العام التونسي للطلبة في فرنسا، وجمعيات نسائية تنشط في أوساط المهاجرين، تستعد الدكتورة نادية شعبان لخوض أول انتخابات من نوعها في أوساط الجالية التونسية، تبدأ نهاية هذا الأسبوع، لاختيار مرشحين من صفوفها لعضوية المجلس الوطني التأسيسي، وهي الهيئة التي تتطلع لوضع دستور جديد للبلد الأخضر الذي افتتح ثورات الربيع العربي.

وتتصدر شعبان قائمة «القطب الديمقراطي الحداثي»، وهي واحدة من 47 قائمة في فرنسا الشمالية تتنوع توجهاتها من الحركات السلفية إلى أقصى اليسار. وخصصت لفرنسا دائرتان انتخابيتان بحسب أعداد نفوس المهاجرين التوانسة فيهما، «شمالية» تشمل المسجلين في قنصليات باريس وبانتان وستراسبورغ، و«جنوبية» تشمل قنصليات مرسيليا وتولوز ونيس وغرونوبل. وزاد عدد المسجلين على القوائم الانتخابية المائة ألف شخص بالغ ممن يحق لهم التصويت، من مجموع عدد يتراوح ما بين 580 ألفا و600 ألف تونسي مقيم في فرنسا. ومن المنتظر أن تفرز انتخابات فرنسا 10 نواب من مجموع 217 من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي.

وما بين اجتماع لقائمتها وندوة انتخابية وجولات هنا وهناك، وجدت شعبان الوقت لتشرح لـ«الشرق الأوسط» أن «القطب التقدمي الحداثي» هو قائمة تشكلت على أساس برنامج دستوري يضع الديمقراطية والمساواة في المقدمة، وعلى أساس رؤية اجتماعية تقدمية لا لبس فيها. فمن الواضح، لمن يتابع الشأن الاجتماعي في هذا البلد العربي الصغير الرائد، أن هناك فئات واسعة من التونسيات تخشى من أن يتنازل واضعو الدستور الجديد الذي سيخلف القديم الموضوع عام 1959، عن المكاسب الفريدة التي كانت تتمتع بها المرأة. لهذا فإن برنامج «القطب» ينص على إقرار مدنية الدولة وعلى المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في كافة المجالات وصيانة المكاسب الحداثية لتونس وتطوير مجلة الأحوال الشخص، وإشراك الشباب والنساء في الشأنين السياسي والعام.

نادية شعبان من مواليد نابل، في الشمال التونسي، جاءت إلى فرنسا بعد أن أنهت الدراسة الثانوية، عام 1984، ولم يكن عمرها يزيد على 17 عاما. وأكملت دراستها في جامعة باريس، وحصلت على الدكتوراه في الألسنية. وخلال دراستها انتمت إلى الكثير من الجمعيات النسائية الفرنسية، وأسست جمعية للمرأة المهاجرة. وهي اليوم ترى أن هناك أسماء نسائية كثيرة في القوائم الانتخابية للتوانسة في فرنسا لكن حضور المرأة ما زال دون المطلوب بسبب النقص في أعداد المهاجرات بالقياس للمهاجرين.

هل تتوقع نادية شعبان الفوز بمقعد في المجلس التأسيسي؟ إنها تتمنى لقائمتها أن تربح لكنها تقول إن الساحة غير واضحة ولا أحد يعرف من هو التيار الأوفر حظا. كما أن من الصعب تقدير أعداد الناخبين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في القنصليات، وفي بعض البلديات الفرنسية التي فتحت قاعاتها كمراكز انتخابية إضافية.