الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني يجدد ثقته في حكومة برهم صالح

يؤيد نضال أكراد سوريا.. ويعتبر تشكيل حكومة الأغلبية في العراق المخرج من الأزمة السياسية

TT

أصدر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني بلاغا ختاميا في أعقاب اجتماع المجلس القيادي للحزب المنعقد في مدينة السليمانية خلال يومي 17 - 18 من الشهر الجاري، والذي كرس لبحث تطورات الأوضاع المحلية والعراقية والإقليمية.

وحول كردستان العراق أكد البلاغ «أن المشاكل الخلافية العالقة بين أربيل وبغداد ما زالت على حالها دون إحراز أي تقدم يذكر، وأن هناك الكثير من الاستحقاقات الدستورية للشعب الكردي لم تتحقق بعد، أما على الصعيد المحلي فرغم التقدم الاقتصادي والديمقراطي الحاصل، فإن الصراعات الدائرة بين الأطراف الكردستانية ما زالت تحول دون التوجه نحو تعميق أسس الجهد المشترك، فما زالت الخلافات الحزبية تتغلب على الكثير من الأطراف السياسية، ولكن الجهود ستتواصل من أجل توحيد البيت الكردي».

وحول الوضع العراقي أشار البلاغ إلى «أن الحكومة العراقية ما زالت أسيرة خلافات ظهرت منذ بداية تشكيل الحكومة العراقية برئاسة السيد نوري المالكي، وأن تلك الخلافات تتعقد يوما بعد آخر، وتضمحل معها الحلول الموضوعية وتضعف جهود الأطراف الساعية إلى احتوائها، مما يفقد الثقة بين الأطراف العراقية ويباعد فيما بينها». ووصف البلاغ الخلافات «التي تعصف بالقوى العراقية والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد التآمر بعضها ضد البعض بأنها خطيرة، ويخشى أن تأخذ تلك الخلافات طابعا طائفيا ما سيعرض مستقبل العراق إلى مخاطر كبيرة وحقيقية، لذلك يدعو الاتحاد الوطني الأطراف العراقية إلى التفاهم والعمل على تدعيم حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية، وإلا فإن اللجوء إلى تشكيل حكومة الأغلبية وما سيترتب عنها من المخاطر سيكون هو الخيار الوحيد».

وأضاف البلاغ «فيما يتعلق بالخلافات العالقة بين أربيل وبغداد، ورغم كونها جزءا لا يتجزأ من مجمل الخلافات العراقية، فإن من شأن حلها بالعودة إلى الاتفاقات التي وقعت في أربيل والاتفاقات المشتركة بين التحالف الكردستاني ودولة القانون أن يمهد للتخفيف من حدة الخلافات العراقية الأخرى».

وأعرب المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني عن قلقه من «حدوث الفراغ الأمني الذي يخلفه انسحاب القوات الأميركية من العراق، وأشار إلى التداعيات السلبية لذلك الانسحاب، خاصة قبل أن يتمكن العراقيون من تسوية خلافاتهم الأساسية حول حكومة الشراكة الوطنية وقبل تحقيق الحلول الموضوعية لمشاكل الإقليم والمركز».

وحول ما يوصف بـ«الربيع العربي» وتطورات المنطقة توقف البلاغ عند تلك الأحداث، وأبدى دعمه وتأييده للتحركات الشعبية وإرادة التغيير الديمقراطي واحترام سيادة الدول.. وبهذا الصدد فإن قيادة الحزب بعد تقييم أوضاع الكرد في سوريا، تؤكد دعمها الكامل للمطالب الديمقراطية المشروعة للشعب الكردي في سوريا، وتدعو الشباب الكردي والقوى السياسية إلى أن تؤطر مطالبها الشرعية في إطار النضال السلمي والمدني.

وجدد الاتحاد الوطني دعمه للتحالف القائم بينه وبين حليفه الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وأشار بلاغه إلى «أنه من منطلق الحرص على مصلحة الإقليم وشعب كردستان، فإن قيادة الاتحاد تقيم عاليا التحالف القائم مع الحزب الديمقراطي، وتعتبره فرصة مهمة لتحقيق مكاسب الشعب عبر تشكيل حكومة ائتلافية موحدة تخدم الشعب الكردستاني، وأكد الاجتماع على ضرورة العمل لتعميق ذلك التحالف الاستراتيجي بين الحزبين، وجدد التزام الاتحاد الوطني بالاتفاقات الموقعة بينهما». وأشار البلاغ إلى «أنه في هذا الإطار فقد أكدت قيادة الاتحاد الوطني وبشبه إجماع أعضائها دعمها لحكومة إقليم كردستان التي يقودها برهم صالح، وتعتبرها حكومة ناجحة، خصوصا في مجال تحقيق الكثير من المكاسب لتحسين الأوضاع المعيشية لفئات المجتمع من الفقراء والعاطلين والشباب والطلبة، وصياغة أسس العدالة الاجتماعية وترسيخ دعائم البنية التحتية للاقتصاد الكردستاني».