هيرمان كاين وميت رومني يتقدمان بعد خامس مواجهة جمهورية في أميركا

المناظرة شهدت فكرة مبادلة معتقلين من غوانتانامو على غرار صفقة شاليط

بيري (يمين) ورومني خلال احتدام الجدل بينهما، أثناء المناظرة الجمهورية، مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

تحول تركيز الجمهوريين المتنافسين على الفوز بترشيح حزبهم لهم لانتخابات الرئاسة العام المقبل، من الهجوم على الرئيس باراك أوباما إلى الهجوم على بعضهم البعض. فقد شهدت مدينة لاس فيغاس بالساحل الغربي مساء أول من أمس خامس مناظرة جمهورية، انتقد فيها كل مرشح سياسات منافسه، وأظهر استطلاع للرأي في الختام تقدم المرشحين هيرمان كاين وميت رومني.

وتنوعت القضايا المثارة بين الرعاية الصحية إلى الهجرة والتعليم إلى السياسة الخارجية ومساندة إسرائيل. وتصاعدت وتيرة الصدامات والهجوم المتبادل بصفة خاصة بين ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس وريك بيري حاكم ولاية تكساس. وتبادل المرشحان الاتهامات حول سياسات الهجرة، فوجه بيري اتهاما لرومني بأنه استعان بعمال من المهاجرين غير الشرعيين في أعماله الخاصة، ووصف بيري رومني بالمنافق. وفي المقابل، اتهم رومني بيري بأنه لم يفعل شيئا لمواجهة الهجرة غير الشرعية عند حدود تكساس. وازداد الصدام حول من استطاع خلق فرص عمل في ولايته وخفض نسبة البطالة. وبينما احتدم الجدال بينهما، قاطع بيري حديث رومني عدة مرات، فهاجمه رومني قائلا «إذا أردت أن تكون رئيسا فيجب أن تتعلم أن تصمت حتى يتحدث الآخرون».

ودخل هيرمان كاين رجل الأعمال ذو الأصول الأفريقية على الخط، وتلقى هجوما حادا من منافسيه حول خطته لإصلاح نظام الضرائب التي يطلق عليها (9 - 9 - 9). ووجه رومني هجوما كبيرا لخطته، مؤكدا أنها سيؤدي إلى زيادة في الضرائب التي يدفعها الأميركيون. كما تلقى كاين هجوما شديدا عندما قال إنه في حال فاز بالرئاسة وطرحت عليه افترضا فكرة مبادلة معتقلين من غوانتانامو مقابل جندي أميركي، على غرار صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، فإنه سيقبل. وهاجمه بقية المرشحين قائلين إن الولايات المتحدة لا تتفاوض مع إرهابيين.

وبدوره، عزف عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية تكساس رون بول عزفا منفردا بمطالبته وقف كل المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة لدول مثل مصر وإسرائيل. واعتبر أن الولايات المتحدة لم تعد تتحمل الاستدانة، والمساعدات الخارجية هي أسهل شيء يمكن تخفيضه. وقال مشيرا إلى ما سماه الديكتاتور في مصر «المساعدات الخارجية تأخذ المال من الفقراء في هذه البلاد وتعطيه لأغنياء في دول فقيرة». وعندما سئل ما إذا كان يرى أيضا وقف المساعدات لإسرائيل، قال: «تلك المساعدات الخارجية تجعل إسرائيل تعتمد علينا ويجب أن يستعيدوا سيادتهم». واعترض بقية المرشحين على وقف المساعدات لإسرائيل. ودافعت النائبة ميشيل باكمان بشدة عن استمرار المساعدات وقالت: «لا يجب أن نوقف المساعدات لإسرائيل فهي حليفنا الأكبر».

أما نيوت غينغريتش، فوقف مستاء من محاولات منظم المناظرة أن يجعل المرشحين يهاجمون بعضهم البعض. وجاء حديث ريك سانتورم، حاكم ولاية بنسلفانيا السابق، مركزا عن إنجازاته وفوزه على منافسه الديمقراطي في انتخابات الولاية مما يؤهله ليكون، برأيه، أفضل المرشحين لمواجهة الرئيس أوباما.

وقد انعكس هذا الانقسام في صفوف الناخبين الجمهوريين حول مرشحهم الأفضل لمواجهة الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012. وبعد مناظرة لاس فيغاس التي تعد الخامسة خلال الشهور الماضية، كشف استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» تفوق هيرمان كاين على منافسيه بحصوله على تأييد 34% من الناخبين مقابل 28% لرومني و14% لبيري، الذي كان تصدر استطلاعات الرأي بعد إطلاق حملته الانتخابية في منتصف أغسطس (آب) الماضي. وقد تراجع تأييد الناخبين له بعد قيام السلطات الفيدرالية بتحقيق حول شبهة عدم قانونية استخدامه لطائرة رجل الأعمال بريان باردو في جولاته الانتخابية، إضافة إلى آرائه الحادة حول الهجرة غير الشرعية والرعاية الاجتماعية. وجاء رون بول في المركز الرابع.