أسير سوري من بين الأسرى المحررين.. أضرب عن الطعام خلال سجنه تضامنا مع المتظاهرين

شعارات منددة بنظام الأسد خلال استقباله في بلدة بقعاتا.. والإعلام الرسمي تغاضى عن الخبر

طلاب يهتفون لرحيل الأسد في حمص، أمس
TT

من بين الأسرى المحررين غير الفلسطينيين، الذين شملتهم صفقة التبادل بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، كان الأسير السوري وئام عماشة الذي قضى في السجون الإسرائيلية عشر سنوات، على خلفية اتهامه في عام 2005 بتشكيل خلية لمناهضة إسرائيل والارتباط بمنظمات محظورة، والتخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي، وصدور حكم لاحق بسجنه لمدة 21 عاما ونصف العام.

وكان عماشة، المتحدر من هضبة الجولان المحتلة، وصل أول من أمس إلى قرية بقعاتا، بعد أن أطلق سراحه من مركز شرطة كتسرين، وكان في استقباله الكثير من أهالي الجولان في ساحات القرية، مرددين شعارات وهتافات مؤيدة للثورة السورية «الله سوريا حرية وبس»، و«حرية حرية حرية»، و«يا درعا إحنا معاكي للموت».

ويظهر شريط فيديو تم تنزيله على موقع «فيس بوك» حجم الأعداد التي استقبلت عماشة أول من أمس، وترديد المستقبلين لشعارات منددة بمعظمها بالنظام السوري وممارساته القمعية ضد المدنيين المطالبين بحريتهم. وعلق الناشط السياسي السوري المعارض محمود طيبة على صفحته على «فيس بوك» بسخرية لاذعة، قائلا: «يخرج أسير من سجون الاحتلال الصهيوني، ويهتف مستقبلوه ضد احتلال النظام السوري.. لا نعرف أي الاحتلالين مجرم أكثر من الآخر، لكن يبدو أن الأولوية للشعب السوري هو التخلص من احتلال النظام السوري».

وتجاهل الإعلام الرسمي السوري حدث إطلاق سراح الأسير، فوضعت صحيفة «تشرين» الحكومية عنوانا رئيسيا عن «ستة عشر أسيرا فلسطينيا وصلوا إلى دمشق بموجب الصفقة المتفق عليها»، متجاهلة الأسير السوري الذي خرج من السجون الإسرائيلية. وكان عماشة قد أعلن من سجنه في 23 مايو (أيار) الماضي إضرابا عن الطعام «احتجاجا على ما يمارسه النظام السوري من اعتقال تعسفي وسفك دماء السوريين العزل وصل إلى حد المجازر الجماعية، وتضامنا مع المحتجين ودعما لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية، وانطلاقا من قناعتي الراسخة بأن الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة لهي أهم توازن استراتيجي يمكن أن تحدثه سوريا على الإطلاق في مواجهة تحديات العصر، وفي مواجهة العربدة والبطش الإسرائيلي لاستعادة الأراضي العربية المحتلة».

وبينما تخوف ناشطون سوريون من أن يتعرض الأسير المحرر إلى ضغوط من قبل النظام السوري لتغيير موقفه المساند للثورة السورية المندلعة منذ 15 مارس (آذار) الماضي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لفت مراقبون إلى أن «خروج عماشة من الأسر وتحول الاحتفالات باستقباله إلى مظاهرة منددة بالنظام السوري، سيحرجان كثيرا النظام في دمشق». وتساءل أحدهم: «كيف يمكن أن يدعي النظام السوري أن هناك مؤامرة إسرائيلية عليه، وثمة أسير خرج للتو من سجون إسرائيل، يندد بهذا النظام وممارساته الوحشية ضد شعبه». وأضاف: «استبعاد خبر تحرير الأسير عماشة عن الإعلام الرسمي السوري يؤكد حالة الحرج الذي أصيب بها نظام الأسد، وخاصة أن وئام رفض وفقا لمصادر مقربة منه أن يتحول استقباله إلى مسيرة مؤيدة للنظام السوري، مصرا على موقفه المؤيد للثورة السورية في لحظة استقباله».

ولا يستبعد مراقبون أن «يؤثر موقف عماشة على الشارع الدرزي الذي ينتمي الأسير المحرر إليه، متوقعين أن تنخرط مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في المظاهرات المطالبة برحيل الأسد بشكل أوسع».

وأنشأ ناشطون على موقع «فيس بوك» صفحة بعنوان «رسائل محبة إلى الأسير وئام عماشة المتضامن مع حرية شعبه»، ضمت رسائل من سوريين تهنئه على خروجه من سجون إسرائيل، وتتمنى خروج المعتقلين السوريين في سجون نظام بشار الأسد».

وكانت الأسيرة المحررة سها بشارة، قد أعلنت في وقت سابق موقفا مؤيدا لثورة الشعب السوري، وأكدت في حوار نشرت أجزاء منه على صفحات «فيس بوك» أن «سوريا والشعب السوري هم بالتأكيد ضمن سياق ثورات (الربيع العربي)، والسؤال هو إلى متى سيستمر الشعب السوري تحت سلطة نظام ديكتاتوري فاسد يضطهد شعبه تحت حجة المقاومة والممانعة».