صراع أجيال بين مردوخ الأب والابن

بعد فضيحة التنصت على الهواتف في بريطانيا

TT

في مشهد يعكس الوحدة والوئام بين الأب والابن روبرت مردوخ ونجله جيمس، يسيران جنبا إلى جنب في وسط العاصمة البريطانية، لندن، أثناء مواجهتهما للأزمة التي عانتها شركتهما بسبب فضيحة التنصت على الهواتف. ولكن الحقيقة أن الكشف عن فضيحة التنصت على الهواتف في شركة «نيوز أوف ذي وورلد» لم يكن إلا أحدث الحلقات وأكثرها جدية لاختبار العلاقة بين الأب ونجله، التي توترت خلال السنوات القليلة الماضية. وقد أدى هذا الصدع في العلاقات، الذي لم يكن معروفا سوى لبعض الأشخاص المقربين في الشركة، إلى إثارة سؤال يتعلق بشكل محوري بإرث إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، هل من الممكن أن يترأس أحد أبنائه الإمبراطورية الإعلامية التي تصل قيمتها إلى 62 مليار دولار؟

وتنبع هذه الخلافات، التي تم وصفها بالتفصيل من قبل أكثر من 6 مسؤولين سابقين وحاليين في الشركة وغيرهم من الشخصيات المقربة من عائلة مردوخ، من الرؤى المتضاربة لجيمس، ذلك الشاب التكنوقراطي الذي درس الإدارة الحديثة، وروبرت مردوخ، ذلك الرجل التقليدي الذي يحكم مؤسسته بالغريزة. وقد ازداد التوتر سوءا بعد أن أصبح من الصعب سد الفجوة التي حدثت بين المقر الرئيسي للشركة في نيويورك من جانب وعمليات جيمس مردوخ في لندن، التي يشرف من خلالها على ممتلكات الشركة في أوروبا وآسيا من جانب آخر.

وقد وصل مردوخ الأب إلى نقطة الغليان خلال فصل الشتاء الماضي، حسب تصريحات أحد المسؤولين السابقين، وقام بتوجيه إنذار صريح لنجله، وقال له: «إما أن تعود إلى نيويورك وإما أن تذهب بعيدا خارج الشركة برمتها».

وانصاع الابن لرأي أبيه بالفعل، ولكن أصبح دوره في الشركة مهددا بشدة الآن بعدما وضع المستثمرون مزيدا من الضغوط على عائلة مردوخ للانفصال عن الشركة التي سيطرت عليها بإحكام على مدار 3 أجيال. وسوف يجتمع المساهمون يوم الجمعة في لوس أنغليس لكي يقرروا ما إذا كان سيتم إعادة انتخاب مجلس إدارة شركة «نيوز كوربوريشن» الذي يضم كلا من روبرت مردوخ وجيمس مردوخ والابن الأكبر لاكلان مردوخ. (تفاصيل إعلام)