صحيفة سورية حكومية تتهم الجامعة العربية بالعمل وفق أجندة أميركية ـ إسرائيلية

ليبيا تعترف رسميا بالمجلس الوطني السوري.. وصحيفة «حرييت»: لقاء أوغلو بممثلي المجلس طريق مختصر للقول: إن على الأسد أن يرحل

TT

اعترف المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض كسلطة شرعية في سوريا، في بيان أصدرته الحكومة الليبية الجديدة.

وجاء ذلك في وقت شنت صحيفة «الثورة» الحكومية السورية هجوما عنيفا على الجامعة العربية متهمة إياها بالعمل وفق أجندة قوى دولية «عدوانية» تمارس «فعلا تخريبيا» مضادا للمصالح العربية. ورأت الصحيفة أن قرار الجامعة «لطالما كان أسير تلك القوى المتسلطة المهيمنة التي لا تعمل وفق أجندة العمل العربي المشترك بل وفق أجندة كلفتها بتنفيذها قوى دولية عدوانية كأميركا وإسرائيل وحلفائهما من الدول الأوروبية الغربية».

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا مساء الأحد في بيان صدر في ختام اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و«أطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوما»، إلا أن سوريا تحفظت على هذا البيان.

ودعا البيان أيضا إلى «الوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الأمنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الأهلي وحماية المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري».

واعتبرت الصحيفة أن الجامعة بذلك انتقلت «من حالة العجز المزمن التي عاشتها طويلا إلى حالة الفعل التخريبي المضاد للمصالح العربية»، مشيرة إلى أنها تحولت إلى «سوط إضافي يسوط الجسد العربي بيديه دون الحاجة إلى أياد خارجية».

وأضافت الصحيفة: «إن قراءة ما فات من زمن يجعلنا أكثر قناعة بأن الأزمة ستنتهي على الأرض ولكن المؤامرة الخارجية ستستمر وبأشكال وألوان مختلفة وستأخذ أكثر من طابع اقتصادي وسياسي وإعلامي شرس».

من جهتها، اعتبرت صحيفة «حرييت» التركية أمس أن «اعتراف تركيا بالمجلس الوطني السوري إثر لقاء وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأعضاء من المجلس للمرة الأولى قبل يومين هو طريق مختصر للقول: إن على (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يرحل»، وهو ما دعت إليه واشنطن والاتحاد الأوروبي قبل أسابيع.

ورأت الصحيفة أن ضغوط تركيا على نظام الأسد، من الأرجح أن ترتفع خلال الأشهر المقبلة، خصوصا بعد زيارتين متوقعتين لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، هما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) المقبلين. وذكرت الصحيفة التركية أن اللقاءات مع كلينتون وبايدن، ستركز أيضا على إيران التي تراجعت علاقتها بشكل حاد مع أنقرة بعد موافقة الأخيرة على السماح لحلف شمال الأطلسي، الذي ينتمي إليه، بنشر نظام رادار للإنذار المبكر على أراضيها.

وتصادم البلدان مؤخرا حول 3 قضايا دبلوماسية، أولاها الأزمة الحاصلة في سوريا، وثانيتها رادار الإنذار المبكر، وثالثتها قتال تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، وحزب الحياة الحرة في كردستان التابع لحزب العمال الكردستاني في إيران. وقالت الصحيفة إنه «لا شك أن من ضمن خطط واشنطن، تجميد العلاقات بين تركيا وإيران عبر الفوضى في سوريا».

وقالت الصحيفة إن استقبال أوغلو للمجلس الوطني السوري، ومسؤولين من حماس زاروه من دون موعد مسبق لترتيب تفاصيل وصول الأسرى العشرة المحررين من السجون الإسرائيلية، في اجتماعين منفصلين «يؤشران على أن أياما حاسمة بانتظار تركيا». واعتبرت «حرييت» أن لقاء داود أوغلو بأعضاء من المجلس الوطني السوري هو «رسالة ملموسة» للنظام السوري الذي يرفض وقف استخدام العنف ضد شعبه. وقالت إن اللقاء هو «ثمرة أشهر طويلة من عملية بناء المعارضة التي بدأت في الصيف بأنطاليا»، وإنه يدل «على أن تأسيس فريق تحت مظلة واحدة يمكن أن يوحد المعارضة السورية لشن حملة فعالة أكثر ضد نظام الأسد».