اليمن: استمرار المواجهات في صنعاء.. ومئات الآلاف يتظاهرون ضد الرئيس صالح

اتهامات حكومية لجماعة الأحمر ومن تسميهم السلطات «ميليشيات الإخوان المسلمين» بمهاجمة طلاب الكلية الحربية في العاصمة

فتيات يمنيات يشاركن في مظاهرة في صنعاء أمس مرتديات قبعات مكتوب عليها عبارات تهنئة لليبيين لمقتل القذافي وينادين برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (أ.ب)
TT

شهد اليمن أمس المزيد من المواجهات المسلحة، بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، وأنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، في وقت استمرت فيه المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس اليمني عبد الله صالح وأيضا المظاهرات المؤيدة له.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن انفجارات ضخمة شهدها حي صوفان ومنطقة الحصبة منذ فجر الجمعة، جراء قصف قوات الحرس الجمهوري لهاتين المنطقتين اللتين تعدان أهم معاقل صادق الأحمر وأشقائه، وهم من ألد خصوم الرئيس اليمني صالح في الوقت الراهن. وأكدت المصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى في الاشتباكات بين الطرفين والتي اندلعت أول من أمس، عقب انهيار جديد لوقف إطلاق النار، الذي لم يصمد سوى بضع ساعات، بعدما تم التوصل إليه عبر لجنة الوساطة التي يرأسها اللواء غالب مطهر القمش، رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات).

وحسب مصادر محلية، فإن أسلحة كالمدفعية الثقيلة وقذائف «الهاون» والـ«آر بي جي» والرشاشات، استخدمت في المواجهات التي أدت إلى مزيد من موجة النزوح عن تلك الأحياء التي شهدت القتال، فيما شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل قتلى ومصابين إلى عدد من المستشفيات.

وفي الوقت الذي اتهم فيه الأحمر قوات صالح بـ«الاعتداء عليه وعلى إخوته»، وأكد الاستمرار بالالتزام بالهدنة، قالت السلطات اليمنية إن عددا من المواطنين جرحوا في «استمرار عصابات أولاد الأحمر في إطلاق الرصاص والأعيرة النارية على المناطق والأحياء الآهلة بالسكان خلف وزارة الداخلية ومنطقة صوفان بالحصبة، مستخدمة في ذلك السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف». ودعا مصدر في وزارة الداخلية اليمنية «اللجنة المكلفة بإزالة الاستحداثات إلى القيام بمهامها بمنع أولاد الأحمر من استمرار إطلاق النار واحترام الهدنة»، مؤكدا أن الوزارة ستقوم بمهامها الدستورية والقانونية في ضبط النظام والقانون.

وفي سياق الاتهامات الرسمية لجماعة الأحمر ومن تسميهم «ميليشيات حزب الإصلاح أو الإخوان المسلمين»، قالت السلطات إن هؤلاء قاموا بمهاجمة «طلاب الكلية الحربية المكلفين بحراسة مبنى مجلس الشورى بمنطقة الحصبة بصنعاء»، وأضاف مصدر أمني أن «تلك الميليشيات قامت بإطلاق النار والقذائف على طلاب الكلية الحربية في محاولة لإجبار الطلاب على مغادرة المبنى والاستيلاء على الكلية التي سبق لهم مهاجمتها ونهبها، إضافة إلى منشآت حكومية بمنطقة الحصبة ومنها وزارتا الإدارة المحلية والصناعة والتجارة، وهيئة أراضي وعقارات الدولة، ومبنى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، ومؤسسة المياه، وشركة (الخطوط الجوية اليمنية)، والهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة».

على صعيد آخر، استمرت المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح ومحاكمته وأركان نظامه، وحسب تقديرات منظمات محلية فإن أكثر من مليون شخص تجمعوا في «شارع الستين» بغرب صنعاء لإحياء «جمعة الانتصار للشعب» التي أحيتها المعارضة و«شباب الثورة»، كما طالب المتظاهرون مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار شجاع لصالح «الثورة اليمنية»، وذلك في الوقت الذي يتم التداول فيه في مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع قرار بشأن الأزمة اليمنية. وفي الوقت نفسه، احتشد الآلاف من أنصار الرئيس صالح في «ميدان السبعين» بجنوب العاصمة صنعاء في ما سمي بـ«جمعة اقرأ باسم ربك».