فرحان صباغ : هدفي أن أجعل العود آلة عالمية محبوبة كما في الشرق

TT

في الذكرى المئوية لتأسيس المتحف الاسيوي في برلين، وامام جدار معبد عشتار البابلي جلس فرحان صباغ بمواجهة جمهور خاص كان يتقدمه الرئيس الالماني السابق رومان هيرتزوك، وراح يعيد تنظيم اوتار عوده على نغمات ازمنة الشرق الذهبية.

ومنذ عام 1981 تاريخ أول دعوة وجهت اليه من خارج الوطن العربي، وصباغ ينتقل بين عواصم العالم ليعزف منفردا، او ليشارك عازفين حازوا تقدير العالم واحترامه كالهندي ل. سوبرا ماينام والاميركي جيرو فايتسمان، او ليحاضر عن اسلوبه في العزف على آلة العود.

في برلين حيث يقيم ويعزف بشكل متواصل مع فرقة تختص بموسيقى العصور الوسطى في متاحف المدينة الكبرى، التقيته وكان المدخل الى عالمه مدينة حمص التي كان يرافق والده فيها الى حلقات الذكر.

ـ كنت في الخامسة حينها، وكنت احفظ الموشحات والاغاني الصوفية، كان جدي يقود تلك الحلقات التي كانت تتم بمرافقة الآلات الايقاعية، ومنه تعلمت الايقاع، اما العزف على العود فقد اخذته عن والدي.

كما ترى الظروف هي التي اخذت بيدي ووضعتني على درب الموسيقى، وما كان علي سوى اكمال ما بدأته.

تابعت دراستي الموسيقية في المواديات (حمص)، ثم درست في معهد الخيام للموسيقى العربية الكلاسيكية، الحقتها بدراسة اخرى في معهد الفنون المسرحية، فدراسة في معهد الموسيقى العربية في القاهرة.

وعندما عدت الى دمشق حصلت على جائزة الفارابي للتلحين الموسيقي وكان ذلك عام 1973.

الدعوة الاولى من خارج الوطن العربي جاءت من اليونان تلتها دعوات من انجلترا وفرنسا والمانيا، حيث عملت مع المؤسسة العالمية لموسيقى حضارات العالم التابعة لليونسكو.

* هناك لغط حول عدد اوتار العود، ومن ساهم في تطوير هذه الآلة، وادخل عليها اوتارا جديدة، ما هو تقييمك لهذا الموضوع؟

ـ عرف العود في الألف الثالث ق. م في بلاد وادي الرافدين، وكان لزرياب الفضل في اضافة وتر خامس مزدوج اليه، ومنذ فترة اتابع دراساتي على تطوير تقنية العزف على العود، والموسيقى العربية نظريا وعمليا.

ولكي اتمكن من عزف الحان الحضارات الاخرى قمت باضافة وترين احدهما مزدوج للاصوات الحادة.

وباعتقادي فإن الفنان جميل بشير هو من اضاف وجودا في هذا المضمار، وله كتاب قيم لتعليم العود.

* جاوزت اقامتك في اوروبا العقدين، هل تعتقد بأنك استطعت ان تقدم هذه الآلة الشرقية الى الغرب بالشكل المطلوب؟

ـ انصرف اهتمامي منذ البداية الى الموسيقى الثقافية، وعليه وجدت نفسي في اوروبا كرسول مهمته تقديم الفن العربي الراقي بافضل واجل حلله، وبالجدية اللازمة، واعتقد انهم لمسوا هذا الزخم الحضاري، وتوصلوا الى معرفة هذه الحضارة الموسيقية بشكل لائق جدا. وانا ألمس ذلك من خلال الاقبال الكثيف على الحفلات الموسيقية التي اقدمها في شتى ارجاء العالم، ففي سان بطرسبورج مثلا نفدت التذاكر قبل اسابيع من الحفل، وكذلك في كازاخستان.

الهدف الاول من وجودي في اوروبا هو ان اجعل آلة العود آلة عالمية محبوبة كما في الشرق، لأنها في الحقيقة تتوفر على جميع المقومات التي يجب ان تضعها بين افضل الآلات الموسيقية في العالم.