«آلو دولاب».. تجربة لبنانية رائدة لمفهوم «كاراجات» التصليح المتنقلة

فكرة تريح معظم سائقي السيارات والمركبات في بيروت الكبرى ومحيطها

إحدى مجموعات «آلو دولاب» تؤدي عملها ليلا («الشرق الأوسط»)
TT

لا شك أن تعطل دولاب (إطار أو عجلة أو كفَر) السيارة أثناء عودتك من سهرة في مطعم أو عند صديق أمر مزعج، لأنه كفيل بأن يحول قيادة السيارة إلى عبء صعب.

هذه المشكلة أصبح لها حل سريع بفضل شركة «آلو دولاب»، التي غدت أول شركة في لبنان تمتلك «كاراجات» متنقلة ومجهزة تجهيزا كاملا لخدمة السيارات والآليات وتصليحها. وبمجرد إجراء اتصال هاتفي بفريق «آلو دولاب» لن يحتاج السائق المتصل للانتظار أكثر من 15 دقيقة، وذلك يعود إلى انتشار هذه «الكاراجات» في أماكن متعددة من منطقة بيروت الكبرى، التي تضم العاصمة اللبنانية وضواحيها ومحيطها.

«باختصار إنه الـ(ديليفيري) المخصص لتدليل السيارة»، كما يقول مروان مراد، صاحب الشركة والفكرة، في حوار مع «الشرق الأوسط»، ويضيف «لقد راودتني الفكرة لأشهر عدة، إلى أن اكتملت عناصر ترجمتها، لا سيما بعدما وجدت أن المواطن بحاجة إلى هذه الخدمة الفريدة. هدفنا تقديم الخدمات على مدار 24 ساعة وطيلة الأسبوع، للذين ليس لديهم الوقت أو الاهتمام بأمور سياراتهم، أو الإلمام بما تحتاجه، وبالأخص، للذين يتعرضون لحالات طارئة أثناء تحركهم بالسيارة ليلا».

هنادي منيمنة، المسؤولة الإدارية في الشركة، توضح من جهتها أن «لا تعصب.. تلق الخدمة» هو شعار الشركة، متابعة «إن الاحتراف هو من أهم مزايا الفريق العامل، الذي تتنوع خدماته بين ميكانيكية وكهربائية ومعالجة إطارات سيارات، مع ما تتضمنه كل واحدة منها من اختصاصات».

وردا على سؤال تجيب منيمنة «انطلقت الشركة في أواخر عام 2010، وهي تتخذ من وطي المصيطبة، بوسط بيروت، مقرا رئيسيا لها، وتشمل خدماتها جميع طبقات المجتمع، وللأعمار من 20 سنة وما فوق. ومن زبائننا اليوم المحامون والعسكريون والمهندسون وأصحاب المهن الحرة بجانب أهل السياسة والفن، وبات لدينا عشرات الزبونات من السيدات من عمر 25 سنة وما فوق».

أما في ما يتعلق بنطاق التغطية لخدمات «آلو دولاب»، فإنه اتسع خلال الأشهر الأخيرة، حسب مراد لـ«يشمل بيروت الكبرى وضواحيها كمناطق الدكوانة والمنصورية والحازمية والحدث، إضافة إلى مناطق جبل لبنان الأوسط الممتدة من نهر الموت (شمال شرقي بيروت) حتى الدامور (جنوب بيروت) بساحل الشوف، وذلك بعدما ارتفع عدد الفنيين والعمال إلى 14 فنيا وعاملا، موزعين مع (كاراجاتهم) المتنقلة في أماكن معينة مختلفة، كفيلة بأداء ما يطلب منهم بسرعة، وفي المكان المحدد، لقاء أسعار مدروسة».

لا مشكلة تذكر في تأمين الخدمة المطلوبة لراحة الزبون، لا بالنسبة لنوع المركبة أو حجمها، أكانت شاحنة أو دراجة نارية أو سيارة ركاب، ولا لجهة وجود الزبون، أكان في المنزل أو في مكان عمله أو على الطريق.. سواء كان رئيسيا أو فرعيا.

غير أن حوادث طريفة، وأخرى تأخذ الطابع الإنساني، لا تخلو منها يوميات فريق العمل، كما يروي رامي، أحد الفنيين، فيقول «في إحدى الليالي تلقينا اتصالا من مجموعة شبان، أفادنا أحدهم بأن أحد إطارات سيارته تعرض للثقب. وعند وصولنا إليهم تبين أنه لا مشكلة يعانون منها، بل راحوا يمازحوننا مقترحين أن نرافقهم لنمضي بقية السهرة معا في أحد المطاعم!».

ويتذكر صاحب الشركة، الذي لحق بفريق العمل ذات يوم، بعد اتصال تلقاه من امرأة مذعورة في محلة عوكر، بقضاء المتن (شمال شرقي بيروت)، ووجد أن النصف الخلفي لسيارتها على وشك الوقوع في حفرة عميقة كانت قد حفرت لتشييد مبنى، وذلك بعد تعرضها لحادث مروري وفقدان صاحبتها السيطرة عليها. ويضيف «لكن لم تمض إلا دقائق معدودة، وبفضل جهود مكثفة بذلها الفريق، حتى أمكن إنقاذ المرأة وسيارتها.. وكأن الدفاع المدني هو من قام بالمهمة. وفي الختام كان الأجر مضاعفا، مقارنة مع الأجر المعتمد، من امرأة غمرها السرور والبهجة». ومما يذكر هنا، أن «الكاراج المتنقل» يتحرك وفق اتفاق شفهي يحصل عبر الهاتف مع إدارة الشركة، ويتضمن موافقة الزبون على قيمة الخدمة، التي تضاف إلى تكلفة التصليح وسعر قطع الغيار.

العديد من زبائن «آلو دولاب» أصبحوا، حقا، «أصدقاء» لهذه الشركة، عبر موقعها على «فيس بوك» حيث الصور تبرز مثلا عمليات مساعدة حصلت بين الواحدة والرابعة فجرا، من بينها صور لشباب فرغت بطارية سيارتهم، لانشغالهم بالاستماع للأغاني على الكورنيش البحري لعدة ساعات. فلدى الشركة اليوم موقعها الإلكتروني الخاص بها، وبفضله يمكن تأمين الخدمة حيث تتم عبر البريد الإلكتروني، وما على الراغب في تزويد سيارته بإطارات جديدة، إلا وضع كل المعلومات المطلوبة والعنوان، فيؤمن له ما أراد من دون أن يحرك ساكنا.

من ناحية أخرى، تتلقى منيمنة يوميا تعليقات كثيرة عبر الهاتف، منها «ابتكار جميل، فكرة حلوة، فكرة جديدة وذكية، خدماتكم مميزة»، لافتة إلى أن «الخدمة لاقت خصوصا شعبية في أوساط طلاب الجامعات، وموظفي البنوك، ولذا ارتفعت نسبة إقبال الزبائن كثيرا عما كانت عليه عند انطلاقة المشروع».

وفي الفترة الأخيرة، تلبية لاحتياجات الزبائن وتقديم أفضل الخدمات المتعلقة بالسيارات، أطلقت الشركة «عقود خدمة سنوية» للسيارات، ضمن القوانين والأنظمة المرعية في لبنان، وبأسعار مدروسة، تتضمن الخدمات الميكانيكية والكهربائية والإطارات والزيوت. أما أبرز ما في جديد «آلو دولاب» فهو «مستشفى للسيارات» سيفتتح قريبا في ضاحية إنطلياس، شمال شرقي بيروت، سيكون مجهزا بأحدث المعدات والتقنيات في عالم خدمة السيارات، وهو تحت إشراف مراد ومتخصصين في كل قسم من «المستشفى».. لتعزيز راحة الزبون و«تدليل» سيارته.