الفيضانات صنعت «بحر بانكوك» في العاصمة التايلاندية

اختفاء السلع من أرفف المتاجر في المناطق التي لم تغمرها

مجموعة من سكان ضواحي العاصمة بانكوك ينتظرون قاربا تابعا للجيش لنقلهم إلى مناطق بعيدة عن الفيضانات (أ.ف.ب)
TT

امتدت الفيضانات التي اجتاحت أكثر من 40 إقليما في شمال ووسط تايلاند على مدار شهرين، لتصل إلى العاصمة بانكوك مطلع هذا الأسبوع.

ففي ضاحية دون موانغ شمال بانكوك، حيث يوجد المطار المحلي، غمرت المياه بعض الطرق وحولتها إلى مجار مائية، حيث أصبح مشهد الزوارق الصغيرة المختلفة في الممرات شائعا مثل السيارات التي تجرب حظها مع المياه التي ارتفعت إلى مستوى إطاراتها.

تعامل السكان مع الفيضانات في الأيام الأولى دون فقد توازنهم، بل إن البعض تساءل عن الغرابة في ذلك.

وفي مرأب للسيارات في أعمق المناطق التي غمرتها المياه في دون موانغ ، تمكنت ثلاث سيارات من الارتفاع عن مستوى المياه باستخدام رافعات هيدروليكية، بينما وقف رجل وسط المياه التي تغطي ركبتيه ليطهي طعامه على شواية تعمل بالفحم رفعها على منضدة.

واستخدمت فتاة صغيرة حوضا من البلاستيك كقارب لتسير به في مياه الفيضانات بينما أخذت سيدة تتطلع لما حولها من مياه وهي جالسة على مقعد مرتفع.

وفي الطريق، يقف رجل على رصيف المشاة وتغطي المياه كاحله ويمر أمامه عدد من قائدي الدراجات يشقون طريقهم ببطء وسط المياه التي غطت إطارات دراجاتهم أيضا.

ويقول الرجل لهم «إنه بحر بانكوك».. فيرد أحدهم قائلا «عمري 40 عاما وأعيش هنا طوال حياتي لكني لم أر بحر بانكوك من قبل».

شهدت بانكوك الكثير من الفيضانات خلال العقود السابقة، ولكن كان أغلبها في المناطق المنخفضة قرب النهر وليس في المناطق المرتفعة قرب المنطقة التي كان يشغلها المطار الوحيد في بانكوك حتى عام 2006.

وبقي العمل جاريا في المطار المحلي نفسه مطلع هذا الأسبوع، ونفس الأمر ينطبق على مطار سوفارنابومي الدولي، الأكبر والأحدث، في جنوب شرقي العاصمة.

أغلقت المتاجر على طول الشوارع المغمورة بالمياه واختفت السلع من على أرفف المتاجر في المناطق التي لم تغمرها الفيضانات، وخاصة مياه الشرب والسلع الضرورية الأخرى، بينما قام المواطنون بتخزينها مسبقا. واستمر الباعة الجائلون في العمل في المناطق الجافة في دون موانغ .

وعلى بعد كيلومترات قليلة جنوب غربي دون موانغ في اتجاه وسط بانكوك، يجري استخدام معدات ثقيلة لتعزيز الحواجز على قناة كلونج برابا.

وذكر بونتشو ثونجفاك، وهو معلم محلي يساعد شقيقه الأصغر في العمل مع طاقم لتشغيل المعدات الثقيلة، أنه من الممكن رفع حواجز القناة لمتر واحد إضافي فقط لأن أي زيادة أخرى ستشكل خطرا.

وقال بونتشو «لا يمكن أن نرفع الحواجز أكثر من ذلك، حيث إنه إذا تحطمت ستتدفق مياه كثيرة».

وأشار إلى أن «الحواجز تبدو غير ثابتة على حالها، الطين يتراكم فوق بعضه ليحجز موجة المد الآخذة في الارتفاع. يمكن لأي تسرب بسيط أن يبدأ سيلا عبر الحواجز على نحو قد لا يتوقف. وهذا الحاجز الطيني الجديد يمتد لكيلومترات. إنها منطقة لاكسي التي شهدت فيضانات من قبل».

وكتب بونتشو تواريخ على راحة يده. وحسب التقويم التايلاندي، يكتب عام 2011 على أنه عام 2544. وأشارت التواريخ التي كتبها إلى عامي 1983 و1995.

وقال عن الفيضانات في هذه التواريخ «لقد كانت أسوأ.. ولكن الفيضانات لم تستمر لهذه المدة الطويلة».

وتتزايد المشكلات الصحية نتيجة مياه الفيضانات، حيث نقلت وكالة الأنباء الحكومية في تايلاند عن وزير الصحة العامة ويتيا بوراناسيري القول إنه جرى الإبلاغ عن 720 ألف حالة مرضية مرتبطة بغمر الفيضان لمناطق في البلاد. وتم علاج نحو مائة ألف شخص أصيبوا بالتوتر.

وقالت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا أمس (الأحد)، إنها قلقة للغاية بشأن الفيضانات العارمة في منطقتي دون موانغ ولاكسي شمال بانكوك اللتين كانتا أول منطقتين تجتاحهما المياه، كما حذرت من احتمال استمرار الفيضانات لفترة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع.

وخلفت الفيضانات التي بدأت في شمال تايلاند في يوليو (تموز) الماضي دمارا في مسارها متجهة نحو الجنوب. وقال المركز الوطني للوقاية من الكوارث أمس (الأحد)، إن الفيضانات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 356 شخصا وفقد شخصين اثنين.