العالم يواصل نعي سلطان.. والسعودية تترقب وصول الجثمان

خادم الحرمين الشريفين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي * المجلس الوطني الانتقالي الليبي يعزي بوفاة ولي العهد.. وعباس يصفه بـ«القائد البارز»

خادم الحرمين الشريفين والأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز والأمير متعب بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير عبد الاله بن عبد العزيز في إحدى المناسبات (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

لليوم الثاني على التوالي، واصلت الدول العربية والعالمية نعيها لفقيد السعودية، الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي وافته المنية فجر السبت في الولايات المتحدة الأميركية.

وتلقت القيادة السعودية المزيد من برقيات واتصالات العزاء من رؤساء الدول العربية والعالمية، حيث تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اتصالا هاتفيا، أمس، من الرئيس باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، اطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين الشريفين، وقدم عزاءه ومواساته له في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (رحمه الله).

وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين للرئيس أوباما عن بالغ شكره على مشاعره النبيلة.

وكان من آخر ردود الأفعال على خبر وفاة ولي العهد، نعي المجلس الوطني الانتقالي الليبي، على لسان رئيسه مصطفى عبد الجليل، له في أعقاب إعلان المجلس عن تحرير كامل الأراضي الليبية من فلول نظام القذافي.

ويأتي ذلك بينما تترقب السعودية، مساء اليوم، وصول جثمان ولي العهد الراحل من الولايات المتحدة الأميركية، يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وأبناء الفقيد الراحل.

ونعى مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ولي العهد السعودي، الأمير سلطان بن عبد العزيز، مقدمين التعازي للسعودية في هذا المصاب.

وفلسطينيا، عبر الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن بالغ عزائه ومواساته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في وفاة الفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

وقال محمود عباس: «بنفس راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبقلب خاشع مفعم بالإيمان والرضا بما كتبه الله عز وجل وقسمه، وبتأثر أخوي كبير، تلقينا نبأ انتقال المغفور له بإذنه تعالى ولي عهدكم الأمين صاحب السمو الملكي، الأخ الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، إلى رحمة الله تعالى ورضوانه، بعد عمر حافل بالعطاء والعمل المخلص، والتفاني في خدمة شعبه ووطنه وأمتنا بأسرها، وبرحيله خسرت المملكة الشقيقة وأمتنا العربية والإسلامية بأسرها قائدا بارزا، وإنسانا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ورجل دولة حكيما عز نظيره، كرس حياته في خدمة وطنه ودينه والإنسانية جمعاء، وستظل أعماله ومنجزاته راسخة في الوجدان، وستبقيه نموذجا يقتدى به في القيادة والبذل والعطاء».

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد عبر، بحسب وكالة الأنباء السعودية، عن حزنه العميق لوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ونوه أوباما بالدور المهم الذي أداه الأمير سلطان في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث قال: «كان سموه داعما قويا لشراكة عميقة وثابتة بين بلدينا صيغت قبل نحو سبعة عقود»، مضيفا أن الأمير سلطان كان صديقا وموضع تقدير واحترام للولايات المتحدة.

إلى ذلك أشاد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء بمملكة البحرين، بمناقب الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، معتبرا أن حياة الأمير سلطان كانت حافلة بالعمل والعطاء المخلص لوطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية، مستذكرا مواقف الفقيد الداعمة لمملكة البحرين، وما تركه من سيرة عطرة رسخت محبته في قلوب الجميع.

وأضاف آل خليفة أن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود كان واحدا من الرموز الذين قدموا خدمات جليلة لوطنهم ولأمتهم، وقد كانت له مواقفه المشرفة في الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية، مؤكدا أن للأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، محبة وتقديرا كبيرين من إخوانه في مملكة البحرين قيادة وشعبا، وأن البحرين خسرت بوفاته أخا عزيزا، ورجلا حكيما، وأن أعماله ستخلد ذكراه بعد حياة مليئة بالبذل والخير.

وأشار إلى أن الفقيد أسهم في بناء النهضة الحديثة التي تعيشها السعودية، وعُرف عنه مواقفه الداعمة لتوطيد أواصر التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال: «إن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود غرس محبته في القلوب، بإخلاصه وحبه لوطنه ودفاعه القوي عن قضايا أمته، وكان على الدوام أهلا للمسؤولية، وأدى الأمانة كما ينبغي أن تكون».

وأعرب عن خالص مشاعر التعزية والمواساة إلى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، وقال: «إن البحرين إذ تشارك الأشقاء في السعودية في مصابهم الجلل، لتدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يمد أسرته الكريمة وشعبها بجميل الصبر والسلوان».

من جهته، أشاد الرئيس نيكولا ساركوزي، رئيس الجمهورية الفرنسية، بالأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، حيث قال إنه «اضطلع بدور رئيسي في تحديث السعودية»، وكان «صديقا وفيا لفرنسا». وقال ساركوزي في رسالة تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، نشرها قصر الإليزيه يوم أمس: «إن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود اضطلع بدور رئيسي في تحديث المملكة العربية السعودية، وخصوصا في مجال الدفاع، وإن وفاته خسارة كبيرة لبلادكم».

وأضاف الرئيس الفرنسي أن ولي العهد السعودي «أقام مع فرنسا علاقات ثقة وصداقة وأعطى شراكتنا التي ظل متمسكا بها، بعدا جديدا»، معتبرا أن غياب الأمير سلطان يعد «خسارة لصديق وفي وصادق».

بينما عبر الرئيس ديميتري ميدفيديف، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، عن تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بوفاة أخيه الأمير سلطان، وقال ميدفيديف: «ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز»، معربا لخادم الحرمين الشريفين ولجميع شعب المملكة العربية السعودية، عن خالص العزاء والمواساة في هذا المصاب الجلل.

إلى ذلك أعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عن بالغ حزنه وألمه بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن حياة الأمير سلطان كانت حافلة بالبذل والعطاء من أجل بلاده والأمتين العربية والإسلامية.

وتوجه آل نهيان إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين وأشقاء الفقيد وأسرة آل سعود والشعب السعودي، بخالص العزاء وصادق المواساة في هذا المصاب الجلل، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.

من جانبه عبر الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح، رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، عن صادق التعازي والمواساة لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وقال: «إن فقدان الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يمثل خسارة كبيرة ليس للمملكة فحسب، بل للأسرة الخليجية وللأمتين العربية والإسلامية».

واستذكر رئيس مجلس الوزراء الكويتي المواقف الطيبة والمآثر الكثيرة للفقيد، منوها بما عرف عنه من دور مشهود في المجال الإنساني وأعمال الخير، ومؤكدا على أن الشعب الكويتي لن ينسى أبدا وقفته الأخوية الشجاعة والمملكة الشقيقة لنصرة الحق الكويتي، ومواجهة العدوان الآثم، واستعادة دولة الكويت وشعبها الحر لسيادتها وكرامتها.

ودعا الشيخ ناصر الصباح بأن يتغمد الله الفقيد بالرحمة والرضوان، وأن ينعم عليه بفسيح جناته، وأن يديم على المملكة العربية السعودية وشعبها دوام العزة والرخاء تحت راية خادم الحرمين الشريفين، وفي ظل قيادته الحكيمة.

ومن جهته أشاد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر، بمناقب الأمير سلطان بن عبد العزيز، منوها بحكمته في النقاش وصدره المفتوح، ودوره في التقارب القطري السعودي، ودوره في القضايا الدولية.

وقال آل ثاني في تصريحات للصحافيين، على هامش اليوم الأول من أيام منتدى الاقتصاد العالمي، المنعقد حاليا بمنطقة البحر الميت في الأردن: «لقد كانت لسموه، رحمه الله، بصمة تاريخية، ونسأل الله له الرحمة».

إلى ذلك ألغت سفارة النمسا لدى السعودية الاحتفال باليوم الوطني، الذي كان مقررا أن يقام مساء السبت 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمقر السفارة بحي السفارات بالعاصمة السعودية الرياض، على خلفية نبأ وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان. وفي الصدد ذاته ألغت سفارة جمهورية كوريا الجنوبية بالسعودية، احتفالها باليوم الوطني، الذي كان من المقرر إقامته بمنزل السفير الكوري بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. من جانبه نعى عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والمرشح المحتمل للرئاسة بمصر، الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، مؤكدا أن العالم العربي فقد شخصية متميزة شاركت في الحركة السياسية العربية لفترة طويلة، وقال: «كان الأمير سلطان بن عبد العزيز ذا رؤية سياسية ثاقبة، ودور لا ينسى في مسيرة المملكة العربية السعودية، وفي المسيرة العربية بشكل عام». وأضاف موسي: «أتقدم بخالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلي الأسرة المالكة بالسعودية، وإلى الشعب السعودي.. رحم الله الفقيد الكبير وأسكنه فسيح جناته». وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، عن حزنه العميق في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، رافعا لخادم الحرمين الشريفين وأفراد الأسرة المالكة، تعازيه ومواساته، وداعيا الله عز وجل أن يتغمد الأمير سلطان بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته.

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية، في بيان له، بمواقف الأمير سلطان، الذي اعتبره العربي رجل المواقف المشهودة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وفي تعزيز التضامن العربي، وتشجيع المبادرات والمساعي الخيرة التي تخدم مصالح الأمة العربية والإسلامية، وتعزز الأمن والسلم العالميين.