السعودية تودع رائد العمل الإنساني

الرؤوم الذي أزال الألم عن شعبه.. وإسهاماته تاريخ شهدت عليه الأسرة البيضاء

تعاطف الأمير سلطان وهتاف الطفل عبد الله يتصدران صفحات التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
TT

وصف سعوديون شخصية الأمير سلطان بن عبد العزيز الإنسانية، بالرؤوم التي لا تهدأ سريرتها وأحد أفراد شعبه يلوكه المرض ويعييه التعب، واصفين إسهاماته في علاج المرضى بالتاريخ الذي وثقته آلام المرضى، وشهدت عليه صرخات المكلومين في بلد رامت أطرافه كل الاتجاهات.

واعتبر السعوديون رحيله خسارة كبيرة التي كسرت الكاهل، وأدمت الحنايا، حين ترك في القلوب جرحا لم ولن يندمل، واصفين يده بالسخية التي لم تبخل، وروحه بالحانية التي توخت الخير وتعلقت به، فكم من مريض بعد الله ودع الأسرّة البيضاء بفضل مساعيه وإسهاماته في الخير.

وعرف السعوديون عن أميرهم سلطان بن عبد العزيز مشاركته وتفاعله مع المرضى، فلا تجد مواطنا يلجأ عبر أي وسيلة للبحث عن علاج سواء بداخل السعودية أو خارجها، إلا ويجد اتصالا وتفاعلا من الأمير سلطان بتوجيه رسمي للقائمين في مؤسساته الخيرية، وكان رحمه الله لا يكتفي بالتوجيه وإنما يمتاز بإشرافه ومتابعته للحالات الإنسانية، وعند مرض الأمير وتلقيه للعلاج في الخارج تعاطف السعوديون معه، وكانوا بجانبه بالدعاء والمشاركة الوجدانية.

ولأن العين والقلب كانا شاهدي عطائه، نحى الأمير سلطان بن عبد العزيز، طرق الخير مبكرا في شبابه، ولا أدل من ذلك على استقبال الأمير سلطان الطفل عبد الله الجريد ذي الخمس سنوات قبل 4 سنوات في مكتبه في المعذر، وتكفله بعلاجه على نفقته الخاصة خارج السعودية، ليجسد مثالا حيا لمواقفه الإنسانية، وحين رأى الطفل الأمير سلطان عند دخوله، هتف بكل جوارحه: «بابا سلطان.. بابا سلطان.. أنا أحبك»، ليرد الأمير مبتسما كعادته: «وأنا أحبك». وهو ما عكس قلب هذا الأمير الرائع الذي يلامس بحنانه قلوب المحتاجين، وما تفضل به من مشاعر الأبوة الحانية التي غمرهم بها، سواء بالمساهمة في علاج المرضى بداخل السعودية أو خارجها، وهو ما أكسبه لقبا أجمع عليه زعماء ورموز ومثقفو دول العالم (رائد العمل الإنساني).

وتصدرت في حينها صورة ومقاطع الطفل عبد الله الجريد، وهو محمول بين أكتاف الأمير سلطان، معظم صفحات التواصل الإلكتروني، عقب تلقيهم خبر وفاة الأمير سلطان يوم أمس، التي اعتبروها وصفا للمواقف الإنسانية للأمير.

وخلال زيارات الأمير سلطان للمدن والمناطق السعودية، كان يحرص على استقبال المواطنين، ويخصص من وقته لتلبية احتياجاتهم وحل مشكلاتهم، وكان مطالباته بالعلاج لا ترد، بل كان يعمد إلى توجيهها والإسراع في مساعدة أصحابها، بالعلاج على نفقته سواء في القطاع الخاص أو العام ومن استصعب علاجه بالداخل يتم توجيهه إلى الخارج، عبر سفارات وقنصليات السعودية في الخارج.

وتعد مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية أحد مشاريع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، أهم مؤسسة خيرية في السعودية، ومن شواهد الخير الممدودة على ثرى السعودية، وتشهد بتفرد امتيازات سلطان الخير، التي تعمل تحت شعار «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم»، وافتتحت المدينة في عام 2002م في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وهي عبارة عن مركز تأهيلي طبي يشتمل على 450 سريرا، حيث تقدم الرعاية المطلوبة لكل من المرضى المنومين وغير المنومين، ويقدم لهم أفضل مستوى من الرعاية الطبية، والأطباء من ذوي الكفاءة العالية، وهذه المدينة تقدم برامج التأهيل متعدد الاختصاصات مع الأخذ في الاعتبار الحاجات الخاصة للمرضى. وتعتبر المدينة من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، حيث تضم مركزا متكاملا للفحوص الطبية، والمخبرية، والإشعاعية، وغرفا للعمليات الكبرى الصغرى، ومركزا للتأهيل الطبي، كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشكلات الصحية المعقدة. وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال سعودي.

وأقيم المشروع في حينه على أرض مساحتها مليون متر مربع في منطقة بنبان شمال الرياض وعلى بعد 30 كيلومترا منها، وبلغت المساحة الإجمالية للمباني نحو 200 ألف متر مربع، وتتألف المدينة من مركز للتأهيل الطبي وآخر للاستشفاء والنقاهة وعيادات خارجية، وخدمات لجميع التخصصات ومركز لتنمية الطفل ومنشآت سكنية للموظفين، ويهدف مركز التأهيل الطبي إلى تقديم خدمات تأهيلية متطورة وبرامج لرعاية تأهيلية في وحدات الرعاية الطبية لمرضى التنويم الداخلي، والعيادات الخارجية للأشخاص المعاقين، عبر الرعاية الصحية المتواصلة فيما يتعلق بجميع النواحي البدنية والاجتماعية والفسيولوجية، وكذلك النواحي الروحية للصحة. وتشمل برامج المدينة: برنامج التأهيل العام، وبرنامج تقييم عسر الكلام وبرنامج التغذية، وبرنامج تأهيل الأطفال، وبرنامج التأهيل العصبي، وعيادة التأهيل الخارجية، وبرنامج تأهيل الإصابة الدماغية للكبار وبرنامج تأهيل إصابة العمود الفقري للكبار، وبرنامج تأهيل إصابة الجلطات، في حين يقوم مركز الاستشفاء والنقاهة بالخدمات العلاجية والمساعدة التعليمية المصممة لاستعادة الصحة وعمل الأعضاء بعد المرض الحاد وإتاحة الفرصة للعودة إلى منزل الأسرة، بهدف تحسين وظيفة كبار السن المنومين حديثا بالمستشفى وتحسين الصحة العقلية، من خلال توفير بيئة إيجابية وملائمة ومريحة وتحسين مقدرة الأسرة على العناية بكبار السن الضعفاء، وتمكين عودة كبار السن إلى عائلاتهم، وتوفر العيادات الخارجية والرعاية الصحية الأولية والخدمات العلاجية التخصصية بما في ذلك تشخيص الحالات وعلاجها، ومتابعتها في بيئة يتم فيها تلبية احتياجات ومتطلبات المرضى المتعددة أثناء فترة العلاج، وتقدم المدينة خدمات الرعاية الصحية الأولية، والفحص والطب الباطني وطب الأسرة والإسعاف وطب الطوارئ إضافة إلى التخصصات الطبية في أمراض القلب، التنفس والحساسية وأمراض الجهاز الهضمي والروماتيزم والمناعة وأمراض الكلي والغدد (الميتابولزم وأمراض الدم)، الأورام، الأمراض المعدية، التغذية، الجلدية، الأعصاب، النفسية، والوراثية وتقدم التخصصات الجراحية خدمات الجراحة العامة، وجراحة الأطفال، وجراحة العظام (للكبار والصغار) وجراحة المسالك البولية والأنف والأذن والحنجرة وجراحة الجمجمة والوجه. وكان للأطفال نصيب من هذه الخدمات من خلال الطب العام والقلب والتنفس والأعصاب، إضافة إلى تخصصات النساء والولادة والعقم والأسنان والعيون وعيادات الأطفال ومركز علاج سكري القدمين والأشعة العامة والموجات الفوق صوتية (التصوير بالموجات الفوق صوتية) وتصوير الثديين والتصوير بالرنين المغناطيسي والطب النووي ويتم في المدينة إجراء الاختبار الوظيفي المتعلق بتشخيص أمراض القلب واختبار تمارين التحمل وتشخيص الأمراض العصبية وتخطيط المخ وتخطيط العضلات ووظائف الرئة، إضافة إلى العلاج التخصصي من خلال وحدة المناظير ومناظير الجهاز الهضمي ومنظار الشعب الهوائية والتنظير الخليوي ووحدة غسيل الكلى، كما تجري في المدينة عمليات جراحة مختارة تحت التخدير العام أو الموضعي في بيئة آمنة؛ إذ يتم علاج المريض وإخراجه في اليوم نفسه.

ووصف الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، المؤسسة في تقرير سنوي لعمل المدينة بـ«إضافة حقيقية للعمل الخيري في السعودية، وبداية لخروج المؤسسات الخيرية من دائرة المبادرات المحدودة والفردية، إلى فضاء العمل المؤسسي الممنهج الهادف إلى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع وتغيير واقع الناس إلى الأفضل، عبر تبنيها رسالة (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم)».

وأضاف: «خلال السنوات الماضية، شهد أداء المؤسسة قفزات ملموسة في مسعى لتلبية تطلعات الأمير سلطان بن عبد العزيز خاصة فيما يتعلق بتبني برامج ومشاريع استراتيجية طويلة المدى، وأيضا تحقيق التكاملية مع جهود التنمية الحكومية، وإحداث نقلة في نشاطات مؤسسات العمل الخيري، وخاصة في الرعاية الصحية حيث تعد مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية رائدة جهود المؤسسة في مجال تطوير الرعاية الصحية في السعودية، وقد تمكنت المدينة من تعزيز مكانتها المحلية والإقليمية والعالمية كمركز تشخيصي وعلاجي وتأهيلي وتدريبي محققة مستويات عالمية من الجودة وسلامة الخدمة، وانفردت بالتعامل مع الكثير من برامج التأهيل العالمية لتتوّج بها منظومة خدماتها التي قدمتها لأكثر من 500 ألف شخص.

كما حققت المدينة الكثير من الاعتماد والجوائز العالمية والإقليمية والمحلية، ومع تزايد أعداد المتطلعين لخدمات المدينة، تنامى دور الصندوق الخيري لمعالجة المرضى بالمدينة ليلبي احتياجات الحالات غير القادرة ماديا، التي بلغ عددها أكثر من 4 آلاف حالة.

وإلى جانب عمل المدينة، تسهم مؤسسة الأمير سلطان الخيرية ببرامجها في الجانب الطبي والصحي وتلخص عمل المؤسسة، وهي مؤسسة خيرية ذات شخصية اعتبارية، رؤيتها في أن تكون صرحا رائدا في تقديم خدمات إنسانية مميزة للمجتمع، في داخل السعودية وخارجها، وفي توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعوقين والمسنين من الجنسين، أو أي حالات أخرى يرى مجلس الأمناء شمول الخدمات لها، وذلك وفقا للشروط التي تحددها اللائحة التنفيذية، إيجاد دور للنقاهة والتأهيل والتمريض، وتوفير الإمكانات البشرية والتجهيزات المعملية والإكلينيكية على مستوى من الكفاءة والقدرة، والعمل على نشر الوعي بضرورة استخدام وسائل ومستلزمات الرعاية المنزلية والاجتماعية للمعوقين، والمسنين والمساعدة على توفيرها، كلما تطلب الأمر ذلك، وكذلك نشر الوعي للتعرف على مظاهر الشيخوخة المبكرة والعجز البدني والعقلي بشكل يحول دون حصولها، أو التقليل منها بالوسائل المناسبة، وتوفير الأجهزة التعويضية والمساعدة التي تساعد المعوقين والمسنين على التكيف مع ظروفهم، ومحاولة وضع كل الإمكانات والوسائل المساعدة لجعلهم في وضع سوي، أو على الأقل التخفيف من معاناتهم، حتى تتهيأ لهم سبل المشاركة في الحياة مع غيرهم من الأسوياء والأصحاء. وتوفير الإمكانات اللازمة لإجراء الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية التي تقدمها المؤسسة، والدراسات الأكاديمية والتطبيقية في جميع المجالات المتصلة بالإعاقة والشيخوخة المبكرة وأمراضها، ومعرفة أسبابها والعمل على تلافيها والحد من آثارها، وذلك بالتعاون مع الجامعات والمعاهد المتخصصة في هذا المجال، وتقديم هذه البحوث والدراسات للجهات الحكومية المعنية والمؤسسات والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، التي تعنى وتهتم بهذه الخدمات، وإيجاد نوع من التعاون بينها وبين المؤسسة، وتبادل المعلومات والخبرات وإقامة علاقات علمية وتقنية بينها.

وللمؤسسة الخيرية للأمير سلطان دعم سخي في دعم المراكز الطبية المتخصصة وأبرزها إنشاء مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة الذي يعد أحد أهم المراكز المتخصصة في جراحات وأمراض القلب، ويعمل ضمن منظومة الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، وتم تشغيله في عام 1414هـ، وتصل سعته إلى200 سرير، ويجري ما يقارب 4000 عملية جراحية وقسطرة في العام الواحد، ويعتبر المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، بإمكانات المتطورة، والمرتبطة في الكشف وتقنيات أمراض القلب، ويبلغ عدد المراجعين للعيادة الخارجية ما يقارب الـ25 ألف مراجع سنويا.

ومن أهم العمليات التي أجريت، زراعة صمام رئوي في القلب دون الحاجة لفتح القلب خلال 15 دقيقة، وقد أجريت لستة مرضى بنجاح تام. والعملية تجري من خلال ثقب بسيط في جدار القلب دون فتح القلب، تزرع الصمام، وقد سعت المراكز لمواكبة أحدث التطورات العلمية، لضمان تقديم الرعاية الصحية الكاملة، وفق أعلى المعايير الطبية العالمية.

ويهتم المركز بالمساهمة الفاعلة في بناء الإنسان، عبر الاهتمام بدعم البحث العلمي والتعليم المتخصص، والمنح البحثية، وتطوير منظومة الرعاية الصحية في السعودية، كذلك مركز أمراض وجراحة القلب في الإحساء، الذي حقق إنجازا طبي هو الأول من نوعه على مستوى مراكز القلب التابعة لوزارة الصحة السعودية لاستبدال وزرع للصمام الأورطي عن طريق القسطرة، المعروفة عالميا باسم «TAVI» لرجل تسعيني وامرأتين في العقد الثامن من العمر، وهي حالات تعاني من تضيقات شديدة في الصمامات.

ويتم هذا النوع من التدخل الطبي، بواسطة إجراء تصوير داخلي للقلب عن طريق آلة تصوير تعمل بالموجات الصوتية «ICE Catheter» ومن ثم استخدام قسطرة حجمها «16» فرنش، وهي وحدة قياس تعتبر الأصغر استخداما في العالم، مما يعطي مزيدا من السهولة في إجراء القسطرة، التي لا تستغرق أكثر من ساعة.

وفي جازان، تبرع الأمير سلطان بـ26 مليونا لإنشاء وحدة لمعالجة مرضى الكلى، ويضم المركز 70 سريرا، و70 وحدة لغسيل الكلى، إضافة لعشرة أسرّة للعناية المركزة، حيث خصص الدور الأرضي البالغة مساحته 3267 مترا مربعا لأقسام الإدارة والعيادات المتخصصة والمساندة، والمختبر وورشة الصيانة، والصيدلية، وقسمي غسيل الكلى للرجال والنساء، ومحطة لتحليه المياه، بينما يشمل الدور الأول المرتبط بمستشفى الملك فهد المركزي عبر جسر للمشاة على غرفة المولد الكهربائي الاحتياطي والمرافق المساندة.

ويعد مركز الأمير سلطان للقلب من المعالم الرئيسية في العاصمة الرياض، الذي أنشئ في يوم الأربعاء 28 ربيع الثاني 1417هـ وقام الأمير سلطان بن عبد العزيز بافتتاحه.

ويهدف المركز إلى تقديم العناية الوقائية والعلاجية والتأهيلية الخاصة بأمراض القلب لأفراد القوات المسلحة والمرضى المحالين للمركز، تدريب الكوادر الوطنية من جميع الفئات في هذا الاختصاص، وإجراء الفحوص الطبية المتقدمة المتعلقة بالقلب، وإجراء البحوث العلمية لدراسة الظواهر الصحية المتعلقة بأمراض القلب.

يقدم المركز العناية الوقائية والعلاجية، وذلك بتقديمه كل الخدمات التشخيصية لمرضى القلب من الكبار والأطفال، بالإضافة إلى القيام بإجراء العمليات الجراحية المختلفة، بالإضافة إلى القيام بعمليات القسطرة، التي لها أهمية كبرى في تشخيص وعلاج أمراض القلب، حيث يوجد بالمركز حاليا ضمن مرافق التشخيص والعلاج الجراحي واللاجراحي 6 معامل لقسطرة القلب مزدوجة المستوى وقسمان للأشعة فوق الصوتية للأطفال والآخر للكبار مجهز بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية في هذا المجال. ويقوم المركز بتنفيذ أكثر من 4000 عملية قسطرة للكبار والأطفال سنويا.

ويجري المركز 1500 عملية جراحية قلبية سنويا تشمل على عمليات القلب المفتوح، وعمليات زراعة القلب وتقوية عضلات القلب، وعمليات ترقيع الشرايين التاجية، وتغيير الصمامات وعملية الإنعاش عبر عضلة القلب باستخدام الليزر والعمليات الجراحية الأخرى لإصلاح العيوب الخلقية للأطفال الرضع وحديثي الولادة.

كما يقوم المركز باستخدام جميع الطرق التقنية الحديثة، ويشمل توسيع الشرايين بالبالون، واستخدام الدعامات المعدنية، كما يقوم بتوسيع الشرايين التاجية باستخدام القاطع الدوار، كما يقوم القسم بعمل توسيع الصمام التاجي والصمام الرئوي بواسطة أطباء سعوديين.

أما عن مدى نجاح العمليات فهي تتجاوز 96 في المائة، وهي من أفضل النسب في العالم، وقد حرص المركز على تدريب الخبرات والعناصر الوطنية فتمكن بعد ثلاث سنوات من التأسيس من جعل نسبة الجراحين السعوديين 100 في المائة، والمركز على اتصال دائم وتعاون مستمر مع المراكز العلمية المتخصصة بجراحة القلب في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها.

أما خارجيا، فللأمير سلطان أياد بيضاء في خارج السعودية، وتأتي الجارة اليمن بالنصيب الأكبر من المشاريع الإنسانية وفي مقدمتها إنشاء المراكز والمستشفيات، كإنشاء مركز لعلاج مرضى القلب في عدن، بتكلفة تصل إلى 18 مليون دولار، وتأهيل مستشفى عدن بتكلفة 50 مليون ريال سعودي، وإنشاء مستشفى مركزي في محافظة الحديدة يتسع لأكثر من 200 سرير، وكلية الطب في جامعة تعز بتكلفة إجمالية للمشروعين تبلغ نحو 42 مليون دولار، ومركز لعلاج السرطان في المكلا بتكلفة إجمالية تبلغ 32 مليون دولار، و20 مليون دولار للمستشفى الجامعي الذي سيتسع في مرحلته الأولى لـ116 سريرا، بينما يتسع مركز السرطان البالغة تكلفته 12 مليون دولار لـ50 سريرا.

وخلال الكوارث الطبيعية، تحرص الحكومة السعودية على دعم أشقائها في القضايا العربية والإسلامية، ودائما ما كان الأمير سلطان يفتتح التبرعات، وكان آخرها تبرعه بعشرة ملايين، أما تنظيميا، فإن الأمير سلطان يشرف على إنشاء لجنة خاصة للإغاثة تعنى بمساعدة المنكوبين من المرضى، وإجراء الإسعافات الطبية والعمليات اللازمة لهم، ومن أبرز ما قامت به اللجنة عملها في 4 دول أفريقية هي النيجر ومالي وتشاد وإثيوبيا، مما جعلها أكثر تركيزا، وعجل بظهور نتائج الدعم السخي.