سيف الإسلام القذافي: ما زلت على قيد الحياة وسأواصل المقاومة

المعتصم قال لآسريه من الثوار قبل مقتله: إصاباتي كلها أوسمة

جنود من الثوار ينقلون عربة وجدت بقصر «وغادوغو» للمؤتمرات في سرت ويعتقد أنها من ممتلكات القذافي (رويترز)
TT

في وقت أظهر فيه تسجيل فيديو جديد للمعتصم بالله، الذي قتل مع والده العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وهو يقول لآسريه من الثوار قبل مقتله إن «إصاباتي كلها أوسمة»، تعهد شقيقه (الهارب) سيف الإسلام بالثأر لمقتل والده الذي قتل في سرت يوم الخميس الماضي، على يد ثوار المجلس الوطني الانتقالي. وظهر سيف الإسلام في تسجيل صوتي بثته قناة «الرأي» السورية، وصرح بأنه ما زال على قيد الحياة، وأنه ما زال موجودا في ليبيا، وسيستمر في قتاله ضد المتمردين، وقال: «سنواصل المقاومة.. أنا في ليبيا وأنا على قيد الحياة، وعلى استعداد للقتال حتى النهاية والانتقام».

يأتي هذا كأول ظهور لسيف الإسلام بعد أن ترددت تكهنات عن إصابته وأسره أو مقتله من قبل الثوار.. وكان مسؤول جبهتي سرت وبني وليد قد قال، يوم أول من أمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن الثوار يرصدون تحركات سيف الإسلام في منطقة صحراوية جنوب مدينة زليتن القريبة من سرت، وإن القبض عليه «مسألة وقت». كما قال عبد المجيد مليقطة، القائد العسكري بالمجلس الوطني الانتقالي، أمس، إن الثوار الليبيين يطوقون منطقة يعتقد أن سيف الإسلام القذافي لجأ إليها.

وأوضح مليقطة، بحسب وكالة رويترز للأنباء، أن عبد الله السنوسي (رئيس مخابرات نظام القذافي الموجود حاليا في النيجر) كان على اتصال بسيف الإسلام لمساعدته على الهرب إليها، «لكن مقاتلي المجلس يطوقون منطقته جنوبي بني وليد». مشيرا إلى أن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي يفتشون مكاتب استخدمها سيف الإسلام في الآونة الأخيرة، وعثروا على مواد تشير إلى أنه بحث عن مناطق جنوبي بني وليد، منها مكان يسمى «وادي زمزم»، وآخر يسمى «وادي المندوم».

وعلى صعيد متصل أظهر تسجيل مصور (فيديو) حصلت عليه «الشرق الأوسط» المعتصم بالله، نجل العقيد معمر القذافي، في بداية وقوعه في يد الثوار وهو يدخل إلى الغرفة التي ظهر فيها في عدة تسجيلات أخرى، بينما يساعده الثوار في خلع سترته العسكرية، لصعوبة ذلك بالنسبة له، نظرا لوجود إصابة أعلى ذراعه الأيمن.

وظهر في التسجيل، ومدته نحو ثلاث دقائق، أربعة رجال ملتحين يرتدون بزات عسكرية مموهة، يحملون السلاح، ويعلق أحدهم نظارة ميدان في رقبته، في نفس الغرفة مع المعتصم، وهم يعطونه قنينة ماء ليشرب، بينما كان منهمكا في محاولة إيقاف نزيف دموي من أنفه وفمه، ممسكا في يده بمنديل مدمم وظهرت آثار للدماء النازفة منه على أرض الغرفة التي كان يجلس فيها.

ووجه أحد الثوار حديثا للمعتصم قائلا: «اشرب يا معتصم معمر القذافي اشرب.. راحت عليك أيام النعم.. الله الله يا دنيا.. الله أكبر ولله الحمد، هذا المعتصم القذافي موجود في المنطقة الصناعية الثانية على طريق سرت»، وأضاف مخاطبا المعتصم: «في النت توا (يقصد أنه سيضع التسجيل على شبكة الإنترنت) الدنيا تتفرج عليك».

وقال الشخص الملتحي الذي ظهرت صورته في التسجيل بنبرة ساخرة :«أنت مصاب؟ توا نعالجوك يا بابا.. توا نعالجوك»، فرد المعتصم وهو يتفحص إصابات في كتفه وذراعه: «كلها أوسمة» (يقصد إصاباته)، وقال الرجل الملتحي: «الله الله يا دنيا.. هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون.. الله أكبر».

واقترب رجل يحمل هاتفا محمولا في يده وجلس في مواجهة المعتصم لتصويره، وقال له: «اتكلم في رسالة مهمة.. اتكلم»، فلم يجبه المعتصم، فاحتد عليه الرجل قائلا بنبرة تهديد: «اتكلم قلنالك»، وسأله آخر: «قديش عندكم ما زال بالداخل»، بينما قال له آخر: «اتكلم»، فرد المعتصم: «انتم صغار.. شو اسمك أنت؟»، فرد محدثه قائلا: «بتريد تعرف أسامينا؟»، وقال آخر: «يقول إحنا صغار توا تشوف يا كلب توا تشوف إن شاء الله.. راح تشوف أنت وأبوك اللي مسكر رأسه»، ثم كال الرجال الأربعة إهانات وتهديدات للمعتصم.

وعاود المعتصم سؤال محدثه عن اسمه، فأجابه أن اسمه مصطفى، فطلب منه أن يسمح له بتغيير ملابسه المدممة. وكان المعتصم يرتدي فانلة داخلية بيضاء تغطيها الدماء، وسروالا عسكريا به بعض بقع الدماء، بعد أن خلع سترته العسكرية فور دخوله إلى الغرفة التي كانت خاوية إلا من بعض الوسائد الموضوعة على الأرض، وكان المعتصم يجلس عليها، وظهر عليه الإعياء الشديد، وكان حافي القدمين. وفي نهاية التسجيل رفع سرواله إلى ما فوق ركبته لتظهر آثار ثلاث إصابات.