عمرو موسى: القضية الفلسطينية ستظل ضمن أساسيات السياسة المصرية

يؤيد «مشروع مارشال عربيا» ويقول إنه يمكن إعادة النظر في بعض ملاحق «كامب ديفيد»

توني بلير وعمرو موسى وبرهم صالح في مؤتمر صحافي بمناسبة انعقاد المنتدى الدولي (إ.ب.أ)
TT

أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن القضية الفلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل وفقا لمبادرة السلام العربية، مسألة مهمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وستظل ضمن أساسيات السياسة المصرية.

وقال موسى خلال مشاركته في مناظرة أمس، حول «السيناريوهات الجيواستراتيجية لعام 2012» على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بالبحر الميت: «الموقف المصري من عملية السلام في الشرق الأوسط موقف استراتيجي، ولا يمكن أن يتغير بتغير النظام».

وشدد موسى، وهو مرشح محتمل للرئاسة في مصر، على أن الالتزام بالمبادرة العربية والمواثيق الدولية، أمر ثابت في السياسة المصرية، ولكن يمكن إعادة النظر في بعض ملاحق معاهدة السلام مع إسرائيل، التي لا تحقق هدفها، مثل الوضع الأمني في سيناء، وهو تطور تتطلبه الأوضاع ولا يتعارض مع الالتزامات المصرية»، وأضاف: «كانت هناك تراجعات في السنوات الأربع الأخيرة في ما يتعلق بالملف الفلسطيني، لكن هذه التراجعات انتهت، ونحن ملتزمون بالقضية الفلسطينية وحلها، ونناصر توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للأمم المتحدة، بعد أن أغلقت كل الأبواب».

وحول البرلمان المصري المقبل قال موسى: «البرلمان المقبل لن تكون فيه أغلبية وأقلية، وإنما مجموعات قوية، وهذا يطرح احتمال تشكيل تحالفات داخل البرلمان، وقد يؤدي إلى اهتزاز في الموقف السياسي، لكن وجود رئيس سيحد من المسألة».

وحيا موسى الثورة التونسية التي أطلقت الشرارة الأولى للتغيير، وقال: «لأول مرة تأتي المبادرة من المغرب العربي»، لافتا إلى أن هناك سباقا بين الإصلاح والثورة، لكن حركة التغيير بدأت. وأشار موسى إلى أن الجيش سيقود المرحلة الانتقالية في مصر، وأنه سيقود مصر نظام مدني منتخب، مؤكدا أهمية البدء في خطة إصلاح سياسي واقتصادي وتنمية.

ورحب موسى بمقترح عمل «مشروع مارشال عربي»، وقال: «المشروع لا يتعلق بالأموال فقط، بل بتغيير طريقة تعامل الحكومات مع مشكلات الناس، فهو مشروع (موديل 2011)، فالأموال موجودة والقدرة على تطوير النظام الإداري موجودة».

وقال موسى ممازحا وزير الخارجية الأردني في الحكومة المستقيلة، ناصر جودة، الذي أكد على أن الدول العربية تحتاج قيادة شابة: «نحن شباب، وعندما أتحدث عن القيادة أتحدث عن قيادة (موديل 2011)».

وحول إيران قال موسى: «إيران دولة مهمة في المنطقة لديها علاقات ومشكلات مع الدول العربية؛ أهمها الاختلاف حول كيفية حل الصراع العربي - الإسرائيلي»، مضيفا: «لا بد من بدء حوار جدي مع إيران لحل هذه المشكلات، وسبق أن اقترحت ذلك وأنا في الجامعة العربية». وتابع: «هناك حركة تركية لينة في المنطقة وحركة إيرانية خشنة، لكن أي منهما لن يقود المنطقة العربية، لأن قيادة العرب ستظل عربية».

بدوره، أكد مبعوث الرباعية الدولية توني بلير، أن حالة عدم اليقين السياسي في المنطقة العربية، هي أنسب وقت للدفع باتجاه عملية السلام وحل الدولتين، معربا عن أمله في أن «يتم استئناف مفاوضات السلام، وأن يحصل الفلسطينيون على ما يريدونه بالأمم المتحدة، فهم قدموا طلبا من حقهم تقديمه»، في إشارة إلى طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة.

وقال بلير: «الثورات العربية منحت الشعوب حق تقرير مصيرها، وتعلمنا من مصر وتونس وليبيا أنه إذا لم يكن هناك إصلاح فستكون هناك ثورة»، مضيفا: «أنا قادم من دولة استغرقت قرنا لتطوير الديمقراطية، وأنتم تريدون تحقيق الديمقراطية من لا شيء خلال شهور»، لافتا إلى أن «تغيير النظام السوري سيضع ضغطا على إيران»، وإن كان لم يستطع التنبؤ بمستقبل سوريا. وقال: «التاريخ يثبت أن انتفاضة الشارع تستطيع التخلص من الحاكم، لكنها غير قادة على حكم البلاد»، مؤيدا «مشروع مارشال عربيا لدعم الاقتصاد».