«القاعدة المغاربية» تختطف إسبانيين وإيطالية من داخل مخيمات «البوليساريو» في الجزائر

مصدر أمني جزائري لـ«الشرق الأوسط» العملية تروم إعطاء انطباع بأن الحكومة عاجزة عن تأمين الأجانب فوق أراضيها

جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية عقب لقائه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة امس ( أ ب )
TT

أفاد مصدر أمني جزائري بأن مجموعة تنتمي لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، اختطفت الليلة قبل الماضية ثلاثة مواطنين غربيين في مخيمات الصحراويين، بجنوب غربي الجزائر. ورجح دخولهم من مالي إلى الأراضي الجزائرية، لتنفيذ الاختطاف بهدف الحصول على فدية.

وذكر المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادي «القاعدة» عبد الحميد أبو زيد (اسمه الحقيقي محمد غدير) هو المسؤول عن تدبير وتنفيذ عملية الاختطاف التي وقعت في منتصف الليل. ورجح المصدر أن يحدث اتصال بين الخاطفين وحكومتي المختطفين (إسبانيا وإيطاليا) في غضون أيام قليلة، مشيرا إلى أن أموال الفدية هي الغرض من خطف الرعايا الثلاثة، وهم إسبانيان وإيطالية. وأضاف المصدر الأمني الذي يشتغل في الصحراء الكبرى في مجال محاربة الإرهاب، أن الجيش الجزائري «استنفر قواته وهو يعلم، بحكم التجربة، الوجهة التي أخذها الخاطفون والرهائن». واعتبر العملية «موجهة للحكومتين الإسبانية والإيطالية، ولكن أيضا للحكومة الجزائرية حتى يتركوا الانطباع بأنها عاجزة عن تأمين الأجانب فوق أراضيها».

وطلبت «الشرق الأوسط» من وزارة الخارجية الجزائرية، معلومات عن حادثة الاختطاف فرد عليها كتابيا الناطق باسم الوزارة السفير عمار بلاني، بقوله إنه «يؤكد اختطاف ثلاثة رعايا أجانب يعملون في مخيمات الصحراويين، وبطبيعة الحال ندين بشدة هذا العمل الإجرامي».

وأضاف: «يبدو أن العمل يقف وراءه تنظيم إرهابي، ولكني في هذه اللحظة أفضل عدم التعليق في انتظار الحصول على معطيات مؤكدة بخصوص هوية الخاطفين، ودواعي الاختطاف».

وأصدرت جبهة البوليساريو أمس بيانا، جاء فيه أن «ثلاثة متعاونين أوروبيين ينتمون إلى منظمات غير حكومية عاملة في المجال الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين، تعرضوا للاختطاف من طرف عناصر إرهابية». وأوضح البيان أن «أحد الرهائن أصيب بجروح وكذا أحد الحراس الصحراويين، خلال تبادل لإطلاق النار مع الخاطفين». وأضاف البيان أن الخاطفين «تسللوا من الأراضي المالية المجاورة ليهاجموا مقر ضيافة الأجانب بمخيمات اللاجئين الصحراويين غرب تندوف، مستخدمين سيارة رباعية الدفع وأسلحة نارية ليعودوا من حيث أتوا بعد عملية الاختطاف». وتابع: «إن الجبهة التي تدين بشدة هذا العمل الإجرامي، اتخذت الإجراءات اللازمة لملاحقة الخاطفين».

والمختطفون هم: إينوا فيرناندث دي رينكون، امرأة من جنسية إسبانية تنتمي لـ«جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي» في مقاطعة إكستريمادورا الإسبانية، وإينريك غونيالونس، إسباني الجنسية من منظمة «موندو بات» الإسبانية، وروسيلا أورو، إيطالية الجنسية من منظمة «تيشيسب الإيطالية». وتعتبر الحادثة الأولى من نوعها في مخيمات اللاجئين الصحراويين.

يشار إلى أن ثلاثة إسبانيين ينشطون لحساب منظمة غير حكومية ببرشلونة، اختطفوا نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 شمال غربي موريتانيا. وتبنت «القاعدة» الاختطاف، وتم إطلاق سراح رهينة في مارس (آذار) 2010، فيما تم الإفراج عن البقية في أغسطس (آب) من نفس العام.

وشهدت الجزائر ومنطقة الساحل اختطاف عشرات الرعايا الأجانب في السنوات الثماني الأخيرة انتهت في معظمها بدفع فدى للخاطفين من طرف حكومات غربية. ويحتجز الرهائن في الغالب في معاقل «القاعدة»، شمال مالي على تخوم الحدود مع الجزائر.