أسرة عمر عبد الرحمن تطالب بتضمين اسمه في صفقة الجاسوس الإسرائيلي

نجله قال لـ «الشرق الأوسط»: إنها فرصة لخروجه من محبسه بأميركا

TT

بعد أن أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن قرب إتمام صفقة تبادل الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل، الذي قبضت عليه الأجهزة الأمنية بعد ثورة 25 يناير، بتهمة التجسس، مع إسرائيل، مقابل ما بين 20 و30 سجينا مصريا بالإضافة إلى 3 أطفال مصريين معتقلين في سجون إسرائيل، وجهت أسرة عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية انتقادات حادة للصفقة لأنها لم تشمل والدهم الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الأميركية منذ عام 1993.

وقال الدكتور عبد الله عمر عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «طالبنا كل الجهات المعنية بالتدخل لدى واشنطن للإفراج عن والدي الشيخ الضرير، لكن لا حياة لمن تنادي، ونعتقد أن صفقة جرابيل كانت فرصة ذهبية للضغط لخروج الشيخ من محبسه». وأضاف: «في صفقة مبادلة الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، لعبت مصر دورا رئيسيا بشهادة كل الأطراف، ونحن نطالب بالدور نفسه للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن».

واعتبر أن الحكومة المصرية تكيل بمكيالين؛ إذ إنها حريصة على إعادة السجناء المصريين في إسرائيل، بينما تتجاهل والده وهو سجين مصري في أميركا، وقال: «عندما قبض على جرابيل طلب أن يعامل على أنه مواطن أميركي؛ إذ إنه يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، أي إن خروجه هو صفقة مع أميركا في الأساس». وقال: «قدمنا طلبات عدة للمجلس العسكري والحكومة ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية المصرية والسفارة الأميركية، كما نعتصم أمام مبنى السفارة الأميركية بالقاهرة منذ نحو 70 يوما، ولكن لا حياة لمن تنادي».

وكشف عبد الله عبد الرحمن عن أن والده اتصل قبل يومين بالأسرة وأبلغوه بعدم تضمين اسمه في صفقة جرابيل، إلا أنه لم يبد تعليقا على الأمر، مشيرا إلى أن والده علم بنبأ استشهاد نجله «أحمد» في غارة جوية أميركية بأفغانستان الأسبوع الماضي، وأنه فرح فرحا شديدا واحتسب نجله شهيدا عند الله.

ويقضي عمر عبد الرحمن حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن كلورادو بولاية نورث كارولينا بعد إدانته بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وكان القضاء المصري قد برأه من تهمة المشاركة في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من 3 سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت.

ومنذ نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في الإطاحة بنظام مبارك، عاد إلى القاهرة عدد من قيادات الإسلاميين، كما أطلقت السلطات المصرية سراح عدد آخر من قياداتهم في السجون المصرية وعلى رأسهم عبود وطارق الزمر المدانان بقتل الرئيس الراحل السادات.

وكان مصدر مصري مسؤول قد صرح بأن الجهود المصرية نجحت في زيادة عدد السجناء المصريين محل التبادل مع الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل إلى ما بين ‏20‏ و‏30‏ سجينا‏ بالإضافة إلى ثلاثة أطفال معتقلين بالسجون الإسرائيلية‏.

في حين قال المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن الوزارة تدرس ملف السجناء المصريين الموجودين في إسرائيل بمنتهي الدقة.

وأكد المتحدث أن هؤلاء المواطنين المصريين مسجونون على ذمة قضايا مختلفة وليسوا أسري، ومع ذلك، فإن الخارجية وفي إطار دورها وواجبها لرعاية المصريين في الخارج سوف تتعامل مع هذا الملف بمنتهي الجدية الواجبة.