حماس أعدت «كمينا دمويا» للجيش الإسرائيلي بعد أسبوعين من اختطاف شاليط

معلومات مضللة دفعت «الشاباك» لإعداد خطة لتحريره أوقف تنفيذها في اللحظة الأخيرة

TT

كشفت الإذاعة الإسرائيلية النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي نجا من كمين «دموي» أعدته له حركة حماس، بعد وقت قصير من اختطاف الجندي غلعاد شاليط. ونقلت الإذاعة، صباح أمس، عن الصحافي رونين بريغمان، معلق الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «يديعوت أحرنوت» قوله، إن جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك)، تلقى بعيد اختطاف شاليط معلومات حول المكان والبيت الذي كان يحتجز فيه الجندي الإسرائيلي. ونوّه بأن الأوامر صدرت للجيش والمخابرات، باقتحام المنزل وتحرير شاليط، إلا أن الجيش تراجع عن تنفيذ الخطة في آخر لحظة، بعدما تبين أن المعلومات التي تلقاها جهاز «الشاباك» من أحد العملاء، كانت مضللة، وإن حماس أعدت كمينا دمويا للجيش الإسرائيلي، كان سيكلفه عشرات القتلى والجرحى والأسرى. وأشار بريغمان إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية، تمنعه حتى الآن، من نشر تفاصيل حول هذه القضية، بسبب حساسيتها الكبيرة، ولعدم كشف خيوط المعركة الاستخباراتية التي كانت قائمة بين الأجهزة الإسرائيلية وحماس في قطاع غزة.

من ناحية ثانية، كشف عامير بيرتس الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع خلال عملية أسر جلعاد شاليط، أنه كاد يفرج عن شاليط فعلا، بعد وقت قصير من اختطافه، نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك.

ونقلت صحيفة «معاريف»، في عددها الصادر أمس، عن بيريتس قوله، إن المخابرات المصرية أرسلت لأجل هذا الهدف ضابطين رفيعين تواجدا بشكل مستمر في قطاع غزة. وأضاف بيريتس: «لقد أخبرني رئيس الحكومة (في ذلك الوقت) إيهود أولمرت، بعد أسبوعين من أسر شاليط، أن الصفقة تمت، وأن الجندي المختطف سيطلق سراحه يوم الجمعة الساعة الرابعة، وأن حسني مبارك أكد لنا وجود صفقة، ونحن في المقابل، وعدنا أبو مازن بإخراج عدد من الأسرى، ولكن شيئا ما حدث وانقلبت الأمور»، على حد تعبيره.

وأوضح بيريتس أن إسرائيل عملت على مسارين منفصلين؛ الأول: البحث عن خيارات عسكرية لتحرير شاليط، ويتطلب هذا جهودا استخباراتية لتحديد مكانه. والثاني: إجراء مفاوضات، مشيرا إلى أن إسرائيل عينت مبعوثا خاصا لهذا الهدف.

من ناحية ثانية، نقلت «معاريف» عن ناعوم والد شاليط، قوله إن ولده «كان محجوزا في قبو مظلم تحت الأرض، فيه غرفة واحدة للحراسة، وإنه كان موجودا في العزل طوال الفترة».