حماس تتعهد لمصر بمزيد من الأمن على الحدود مع قطاع غزة

بعد نجاح المرحلة الأولى من صفقة الأسرى مع إسرائيل

TT

قالت مصادر أمنية مصرية في شبه جزيرة سيناء، إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2006، تعهدت بتحقيق مزيد من الأمن على حدودها مع مصر، وضبط عمليات التهريب التي تتم عبر الأنفاق، والتي تزايدت في الفترة الماضية بشكل ملحوظ.

وأوضحت المصادر أن مصر طلبت ذلك من حماس، أثناء المفاوضات التي كانت تجرى لإتمام صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مضيفة أن مسؤولين أمنيين أبلغوا حماس بأن الأوضاع الأمنية على الحدود، تتطلب مزيدا من الضبط، خاصة خلال الفترة المقبلة، وأن حماس لديها القدرة على فرض السيطرة الأمنية على منطقة الحدود بسهولة. وبرز تنسيق أمني وسياسي كبير بين السلطات المصرية وحركة حماس بعد ثورة «25 يناير» في مصر وسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، تجلى في الكثير من النجاحات على صعيد القضية الفلسطينية، لعل أبرزها استكمال ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وآخرها توقيع صفقة تبادل 1027 أسيرا مقابل الإسرائيلي شاليط الأسبوع الماضي.

وقالت المصادر، إنه رغم الإجراءات المشددة التي اتخذتها مصر خلال الفترة الماضية، من أجل وقف عمليات التهريب عبر الأنفاق، فإن هذه العمليات لا تزال مستمرة وبشكل يومي، وتبدأ عادة مع آخر ضوء للنهار، حيث تظهر الشاحنات المحملة بمواد البناء وتتجه برفقة مسلحين إلى مناطق الأنفاق.

إلى ذلك، أوقفت السلطات المصرية عمل الجرافات التي كانت تقوم بسد الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة، والتي بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر تقريبا، في حملة أمنية مصرية كبيرة كانت تستهدف وقف أعمال التهريب. وقال شهود عيان إن معدات الحفر التي كانت تشارك في العملية، ما زالت متمركزة داخل معسكر لقوات الأمن قرب معبر رفح.

وكانت قوات الجيش بدأت في عمليات سد و«تدبيش» العشرات من أنفاق التهريب على الحدود بين مصر وغزة بواسطة معدات حفر ثقيلة كانت قد وصلت إلى المنطقة الحدودية في يوليو (تموز) الماضي.

وبدأت هذه المعدات عملها في منطقة حرز الله شمال معبر رفح، على بعد 500 متر من بوابة صلاح الدين الحدودية، حيث تقوم بجمع الحجارة من المنطقة وسد الأنفاق. وطالبت قوات الجيش سكان المنطقة بضرورة سد أي أنفاق للتهريب قد تكون داخل هذه المنازل، لبدء الحملة الأمنية المكثفة لتدمير الأنفاق على المنطقة الحدودية. وكانت مصر قد أوقفت تماما عمليات بناء الجدار الفولاذي أسفل الحدود مع قطاع غزة مع بدء ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني). وبلغ طول الجزء المتبقي منه 4 كيلومترات فقط، في منطقة ذات كثافة سكنية عالية، وينتشر بها عدد كبير من الأنفاق والمنازل المعرضة للانهيار، وهي المنطقة التي تقع عند بوابة صلاح الدين الحدودية شمال معبر رفح، وتتركز فيها معظم أنفاق التهريب. وكانت إسرائيل تأمل في أن يكتمل الجدار الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بحلول نهاية العام الحالي.

وتقول مصادر أمنية مصرية إن تدمير الأنفاق يتم بطريقة آمنة جدا، وإنه لا يمكن أن يتم تدميرها بشكل مباشر باستخدام معدات أو وسائل ثقيلة؛ نظرا لطبيعية المنطقة. وإنه يتم التخلص من الأنفاق بطريقتين، الأولى: عن طريق تفجيرها إذا كانت في منطقة خالية من السكان، والثانية: عن طريق سدها بالحجارة إذا كانت في منطقة سكنية.