سلطان بن سلمان: ولي العهد «الأب الحقيقي» لقطاع السياحة.. وهو من رشحني للمنصب

قال: ما تحقق اليوم في قطاع السياحة هو نتاج توجيهاته وأفكاره في العمل المنضبط

الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز وإلى يمينه العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة والأمير نايف بن عبد العزيز والأمير متعب بن عبد العزيز.. إلى يساره الأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير خالد الفيصل («الشرق الأوسط»)
TT

قاد الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة سابقا، تجربة فريدة في مجال تنمية السياحة في المملكة وتطويرها، ورفع مستوى الوعي الاجتماعي بأهمية القطاع السياحي في البلاد.

هذا ما ظهر جليا خلال العقدين الماضيين من اهتمام ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، بتنمية السياحة في المملكة وتطويرها، الأمر الذي قامت عليه مشروعات سياحية عملاقة، أسهمت في ترسيخ مفهوم السياحة في المملكة، حتى أصبحت صناعة استثمارية ناجحة بكل المقاييس الاقتصادية والاجتماعية.

هذا ما يؤكده دوما الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بأن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، هو المؤسس الحقيقي للهيئة العامة للسياحة والآثار، باعتبار أن السياحة رافد اقتصادي مهم وأنها ستلقى القبول الكبير بين المواطنين، واليوم نرى ما رأى ولي العهد متحققا.

«الشرق الأوسط» أجرت اتصالا هاتفيا بالأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، تحدث من خلاله عن هذا الكيان المتمثل بولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، ولكن هذه المرة بنبرة يشوبها الحزن معبرا عن أسفه لوفاة فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي وضع بصماته في كل الأماكن من خلال محبته للناس، وبإيجابيته العفوية لصالح الخير، ووطنيته التي تعتبر من أعلى مستويات الوطنية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الأمير سلطان بن عبد العزيز رأى في قطاع السياحة أنه قطاع اقتصادي كبير، وهذا ما قاله لي بالضبط، أنه يرى في السياحة الوطنية خيرا كبيرا للمواطنين، وذلك بتوفير فرص العمل والمحافظة على تراث وحضارة البلاد. وكان يرى - رحمه الله - أنه يجب أن لا يستمر خروج السياح والمستثمرين إلى خارج البلاد. ومن هذا المنطلق كان يجد السياحة مخرجا اقتصاديا كبيرا في البلاد، وهي ستستمر على ذلك بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين. ولم يخف الأمير سلطان بن سلمان أن ولي العهد هو من رشحه لهذه الوظيفة المتمثلة برئاسة الهيئة العامة للسياحة والآثار. وقال: «لقد اعتذرت في البداية وقدمت اعتذاري بحكم عدم الاختصاص أولا، بالإضافة إلى عدم تقبل الآخرين لهذا التوجه وعدم إمكانية تحقيقه في تلك الفترة على أرض الواقع.

وعن تفاصيل اختياره أمينا للهيئة العامة للسياحة والآثار، قال: «تفضل الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران واتصل بي، وأبلغني أنه يريد أن يرشحني لهذه المهمة الحساسة والكبيرة والمعقدة التي تحتاج الكثير من الإقناع، وفيها كثير من التداخلات والتراكمات وتنازع الصلاحيات».

وزاد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار: «اعتذرت من ولي العهد بأدب وطلبت منه أن يعفيني، ليس هروبا من المسؤولية، لكنني لا أفهم شيئا عن السياحة بحكم عدم الاختصاص، وأبديت له رغبتي في التفرغ تماما للعمل الخيري الإنساني، وقلت له أيضا إنني خريج مؤسسة عسكرية وقد لا أناسب هذا المنصب إطلاقا، عندها قال لي مازحا بما يشبه الأمر: نحتاج رجلا عسكريا لهذا المنصب. وعندما قال لي ولي العهد نريدك لهيئة السياحة، أحسست بأن صاعقة ضربتني، فأنا أعرف هموم السياحة وتحدياتها، ورأيت ما تحقق في الدول المتقدمة التي أصبحت تقوم وتقتات وتعيش على منتجات السياحة».

وبيّن: «لم يكن أمامي تجاه هذه الإرادة من ولي العهد غير الامتثال وقلت له الشور لكم، أما إذا رغبتم رأيي فاعفوني، فأنا لا أصلح لهذا المكان، وبعد يومين وعند الموعد اتصلت به مبديا موافقتي على هذا الحمل الثقيل، فقال: على بركة الله. وطلبت منه مهلة قصيرة، حيث إنني متوجه إلى لندن لإلقاء محاضرة عن التراث العالمي في عهد الوزير غازي القصيبي، وبينما أنا هناك في لندن، صدر قرار تعييني أمينا عاما للهيئة العامة للسياحة، وأعلن الخبر الوزير المرحوم غازي القصيبي على حضور مناسبة المحاضرة».

وأضاف الأمير سلطان، أن ولي العهد هو السند الحقيقي بعد الله، وذلك خلال أول اجتماع بعد تولي المنصب وقال لي أنا معك قلبا وقالبا، وثق أن هذا المشروع كبير جدا للوطن ويوم من الأيام سيرى المواطنون أهمية هذا المشروع لما فيه من خير كبير للبلاد والعباد.

وقال الأمير سلطان إن ما تحقق اليوم في قطاع السياحة الوطنية متمثلا بمؤسسة محترمة لها وضعها العالمي وقد حازت جوائز عالمية، وهي تؤدي خدمتها لتطوير العمل الإداري على المستوى الوطني بالتعاون مع المؤسسات الأخرى ذات العلاقة، وهي نتاج توجيهات ولي العهد وأفكاره في العمل المنضبط والمركز، وكان ولي العهد هو أب حقيقي لقطاع السياحة في المملكة.

كما كان ولي العهد رحمه الله رائدا للسياحة وتنميتها وتطويرها، وكان رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة سابقا عند إنشائها، حيث تحققت العديد من الإنجازات في مجال السياحة وتأتي في مقدمتها الاستراتيجية العامة لتنمية صناعة السياحة وتطويرها، كما وجه بضرورة رسم الخطط وتقديم الدراسات العلمية والاستراتيجيات من أجل تنمية القطاع السياحي.

ومن هذا المنطلق قام في السعودية عدد من المراكز والكليات المتخصصة التي حظيت باهتمام ولي العهد رحمه الله ودعمه مثل كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والفندقة لتكون مركزا لتأهيل الموارد البشرية للعمل في مجال السياحة والفندقة، من خلال تقديم تعليم متميز يواكب مستوى الدراسة بالمعاهد المماثلة في الدول المتقدمة، كما تم إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية ليقوم بإنتاج البحوث والدراسات والكتب ونشرها في مختلف مجالات العلوم البيئية والسياحية.