زلزال بقوة 7.3 درجة يضرب شرق تركيا والقتلى أكثر من 1000.. والهزة تصل إلى كردستان

تل أبيب تعرض على أنقرة مساعدتها.. وأردوغان يزور الإقليم المنكوب

تركية في حالة صدمة في وسط مدينة فان بعد الزلزال الذي أدى إلى انهيار بعض المباني وسقوط المئات من القتلى (أ.ف.ب)
TT

ضرب زلزال قوي، بلغت قوته 7.3 درجة، بحسب المعهد الأميركي لرصد الزلازل، أمس، في محافظة فان الشرقية القريبة من إيران، موقعا، بحسب السلطات، أضرارا كبرى وعددا غير محدد من القتلى. وأعلن مصطفى جديك، مدير مرصد قنديلي لرصد الزلازل في إسطنبول، أن الزلزال القوي الذي ضرب الأحد محافظة فان قد يكون أدى إلى سقوط 500 إلى 1000 قتيل. وصرح جديك خلال مؤتمر صحافي بأنه «زلزال قوي.. قد يكون أسفر عن سقوط 500 إلى 1000 قتيل».

وبدأ الصليب الأحمر التركي في توزيع خيام وأغطية ومواد غذائية في المنطقة المتضررة. وقال وزير الصحة رجب أقداغ: إن طائرة إسعافات وعدة مروحيات سيتم إرسالها إلى المنطقة المتضررة من الزلزال.

وأظهرت لقطات بثتها قناة «إن تي في» التركية السكان وقد هرعوا إلى الشوارع وسط حالة من الرعب، كما تناثرت الأوراق والأثاثات داخل المكاتب. وتوجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من إسطنبول إلى إقليم وان. كما عرضت إسرائيل مساعدتها على الحكومة التركية على الرغم من التوتر الدبلوماسي الكبير بين البلدين. وأبلغت سفارة إسرائيل لدى تركيا السلطات التركية بأن الدولة العبرية مستعدة لتقديم مساعدة إنسانية بعد الزلزال القوي الذي ضرب شرق تركيا، كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أيضا، في بيان، أن إسرائيل مستعدة لأن تقدم إلى تركيا «كل مساعدة يمكن أن تكون بحاجة إليها».

كانت إدارة الأحوال الطارئة، الهيئة الرسمية التي مقرها في أنقرة، قد أعلنت في وقت سابق أن «الزلزال كان قويا جدا وشعر به سكان فان (التي تعد 380 ألف نسمة) وضواحيها وتسبب، بحسب المعلومات الأولية، بأضرار وخسائر بالأرواح البشرية». وأكدت وسائل الإعلام أن أشخاصا طمروا تحت أنقاض منازلهم.

وقال نائب رئيس الوزراء بشير أتالاي إن 40 بناية انهارت في محافظة فان في أقصى شرق تركيا، حيث غالبية السكان من الأكراد، الواقعة على بعد أكثر من 1200 كم شرق أنقرة.

كانت وكالة أنباء الأناضول قد ذكرت أن منازل عدة انهارت إثر الزلزال في محافظة فان شرق البلاد. وأوضحت أن 50 شخصا نُقلوا إلى مستشفيات مدينة فان؛ حيث قالت السلطات المحلية إن المطار المدني لا يزال يعمل. وكانت محطات التلفزة قد أشارت إلى أنه تعرض لأضرار وتم إغلاقه.

وأكدت الوكالة أن الهزات الارتدادية متواصلة وحددت إحداها على بعد 19 كم شمال شرقي فان وبلغت قوتها 6.5 درجة بحسب المرصد الأميركي. وحدد مركز الزلزال أيضا على بعد 19 كم شمال شرقي هذه المدينة وعلى عمق 2.7 كم، بحسب المرصد الأميركي.

كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان موجودا في إسطنبول عند وقوع الزلزال، ومن المتوقع أن يغادر إلى فان مع الكثير من الوزراء، بينهم وزير الصحة، بحسب ما ذكرت محطة «إن تي في» التركية الخاصة.

وقال رئيس بلدية فان، بكير كايا، لمحطة «إن تي في»: «إن بعض المباني تعرضت لأضرار، لكننا لم نتلقَّ معلومات عن سقوط ضحايا. وأثارت الهزة ذعرا كبيرا». وأكد رئيس البلدية أن شبكة الهاتف في فان تعرضت لأضرار كبرى. والزلزال الذي شعر به السكان في المحافظات المجاورة أثار موجة ذعر كبرى. وأظهرت الصور الأولى التي بُثت عددا من السكان يغادرون منازلهم وسط فوضى. وبدأ الهلال الأحمر إرسال الخيم ورجال إنقاذ إلى المنطقة المنكوبة.

وقال رئيس هذه المنظمة الخيرية لطفي أكان: «إنه زلزال قوي يمكن أن يحدث خرابا كبيرا». وسيقوم الجيش أيضا بإرسال عناصر إنقاذ. وعادة تسجل أعلى نسبة دمار منازل في القرى النائية حيث لا يتم البناء وفقا لمعايير السلامة.

وتشهد تركيا زلازل متكررة. وكان زلزالان قويان في المناطق الصناعية المكتظة بالسكان في شمال غربي البلاد قد أوقعا نحو 20 ألف قتيل في أغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني) 1999. ويتفق الخبراء على القول: إن منطقة إسطنبول مهددة بزلزال قوي. وفي عام 1976 أوقع زلزال أكثر من 3800 قتيل في كالديران في محافظة فان.

وفي إقليم كردستان هز زلزال قوي بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر مدينة دهوك وقضاء العمادية من دون أن تقع خسائر مادية أو بشرية، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق كردستان هزة أرضية بهذه القوة. وسارعت السلطات المحلية إلى وضع جميع أجهزة وأفراد الشرطة بحالة الاستنفار القصوى تحسبا من توابع الزلزال.

وفي تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام المحلية، أكد أوميد مائي، مدير دائرة رصد الزلازل في المحافظة، أن «الهزة الأرضية بلغت قوتها 6.6 درجة على مقياس ريختر ضربت مدينة فان التركية ظهر أمس، ويبدو أن الهزة التي ضربت مدينة دهوك وقضاء العمادية هي من توابع زلزال فان التركية وبلغت قوتها 6.4 درجة على مقياس ريختر، ولكن الحمد لله لم تقع أي خسائر بشرية أو مادية جرَّاء الهزة التي تعد الأولى من نوعها في مناطق كردستان». وأشار مائي إلى أن «مركز الهزة بالنسبة لمحافظة دهوك يقع على بعد 256 كيلومترا عن مركز المدينة، وهذا ما أدى إلى عدم وقوع خسائر بشرية أو مادية كبيرة، لكنها أحدثت حالة من الفزع لدى سكان المحافظة الذين سارعوا بالخروج من منازلهم إلى العراء بعد اهتزاز أبنية دورهم».

في غضون ذلك، أعلنت مديرية شرطة محافظة دهوك حالة الاستنفار القصوى بين أجهزتها وأفرادها تحسبا من توابع الزلزال، وهيأت فرق إسعافات ودوريات متجولة في أنحاء المحافظة تحسبا لأي طوارئ بعد حدوث الزلزال.

إلى ذلك، أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن حزنه الشديد لسماعه أنباء وقوع زلزال كبير ضرب تركيا في جنوب شرقي البلاد وتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح وأضرار مادية كبيرة، وأعرب الحلف، من خلال بيان لرئيسه أندرس راسموسن، عن حزنه العميق وقدم التعازي لأسر الضحايا والسلطات التركية، وأكد أن الناتو مستعد لتقديم المساعدة لتركيا العضو في الأطلسي، إذا لزم الأمر.

وفي بروكسل أيضا قدم الاتحاد الأوروبي تعازيه للسلطات والشعب التركي، وقال كل من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو في بيان مشترك: «نشعر بالحزن لسماع أنباء وقوع زلزال في جنوب شرقي تركيا، وقلوبنا مع عائلات الضحايا والمصابين».