وزير الداخلية الافغاني ينجو من محاولة اغتيال

كرزاي: أفغانستان ستدعم باكستان إذا خاضت حربا مع أميركا

TT

نجا وزير الداخلية الأفغاني، بسم الله خان محمدي، أمس، من محاولة اغتيال نفذها انتحاري في ولاية باروان بشمال كابل، كما أعلن الناطق باسم الوزارة، صديق صديقي. وأضاف أن الاعتداء لم يوقع ضحايا، موضحا أنه سيعطي المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.

وقال، عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكنني أن أؤكد أن محاولة الاغتيال التي استهدفت الوزير قد فشلت. وقد نفذها انتحاري من دون أن يتسبب بوقوع ضحايا». وولاية باروان التي تعتبر هادئة نسبيا تحد كل النصف الشمالي لولاية كابل.

وكان بسم الله أحد أبرز مساعدي القائد أحمد شاه مسعود خلال مقاومة القوات السوفياتية ثم طالبان وقد عينه كرزاي وزيرا للداخلية في يونيو (حزيران) 2010. وينتمي بسم الله، المتحدر من إثنية الطاجيك، الذي مسقط رأسه وادي البنشير مثل مسعود، إلى «الجماعة الإسلامية»، حزب الرئيس برهان الدين رباني، الذي اغتاله شخص قال إنه موفد من طالبان في 20 سبتمبر (أيلول) في منزله بكابل.

وعلاوة على اغتيال رباني، تلك الشخصية البارزة في المجموعة الطاجيكية بشمال البلاد، تأتي محاولة الاغتيال هذه بعد اعتداء انتحاري ارتكب في البنشير في 15 أكتوبر (تشرين الأول) هو الأول في تلك الولاية منذ بداية تمرد حركة طالبان في نهاية 2001. وقتلت شخصيات عدة قريبة من الرئيس كرزاي خلال الأشهر الأخيرة في أفغانستان، من بينها خصوصا أخو كرزاي غير الشقيق أحمد والي كرزاي، الرجل القوي في جنوب أفغانستان معقل طالبان الذي قتله في منتصف يوليو (تموز) أحد المقربين منه. ولم تتضح بعد ملابسات مقتله.

وقد امتد تمرد طالبان وتكثف خلال السنوات الأخيرة على الرغم من نشر تعزيزات غربية.

وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد عين خان محمدي، أحد أبرز المسؤولين العسكريين لدى القائد أحمد شاه مسعود بطل المقاومة ضد السوفيات، ثم ضد طالبان، في هذا المنصب في يونيو (حزيران) 2010.

من جهة أخرى، قال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في مقابلة مع قناة تلفزيونية باكستانية خاصة، إن «بلاده ستدعم باكستان في حالة نشوب نزاع عسكري بينها وبين الولايات المتحدة». وتتناقض التصريحات بشكل صارخ مع التوتر الحالي بين البلدين بشأن الغارات عبر الحدود والاتهامات الأفغانية، بأن باكستان ضالعة في قتل كبير مبعوثي السلام في أفغانستان، الرئيس الأسبق برهان الدين رباني، في هجوم انتحاري في 20 سبتمبر (أيلول).

وقال كرزاي في المقابلة مع تلفزيون «جيو»: «لا قدر الله إذا نشبت حرب بين باكستان وأميركا فإن أفغانستان ستقف مع باكستان. إذا تعرضت باكستان لهجوم وإذا احتاج الشعب الباكستاني لمساعدة أفغانستان فإن أفغانستان ستكون معهم». ومن غير المرجح إلى أبعد حد حدوث مثل هذه الحرب. وعلى الرغم من أشهر من التوتر والجدل الحاد بين واشنطن وإسلام آباد فإن الجانبين يعملان، فيما يبدو، لتخفيف حدة التوتر.

وفي زيارة استغرقت يومين لإسلام آباد، وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تحذيرات قوية، وطالبت بمزيد من التعاون في مساعي إنهاء الحرب في أفغانستان، لكنها استبعدت «نشر قوات على الأرض» في شمال وزيرستان؛ حيث تدفع واشنطن باكستان للتعامل مع شبكة «حقاني». و«حقاني» هي جماعة من المتشددين أنحت واشنطن عليها باللائمة في شن سلسلة من الهجمات في أفغانستان مستخدمة ملاذات آمنة في المنطقة القبلية في باكستان على الحدود الأفغانية.

وقال كرزاي: إن التوترات بين الولايات المتحدة وباكستان ليس لها أي أثر على توجه بلاده نحو باكستان. ولم تذكر قناة تلفزيون «جيو» متى أجريت المقابلة. ولدى الأفغان شكوك منذ زمن بعيد في نوايا باكستان تجاه بلادهم ويشككون في وعدها بالمساعدة في إقرار السلام. وكرر كرزاي هذه المخاوف في تصريحاته. وقال: «أرجوكم إخوتي أوقفوا استخدام كل الأساليب التي تضرنا والآن تضركم، دعونا نتواصل انطلاقا من قاعدة مختلفة، قاعدة يتقدم من خلالها الأشقاء نحو مستقبل أفضل في سلام وتناغم».