زلزال تركيا: الهاتف الجوال ينقذ أحد الناجين وهروب 200 سجين في محافظة فان

رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين عالقين تحت أنقاض منازلهم.. غداة مقتل 265 شخصا

TT

واصل رجال الإنقاذ أمس أعمال البحث عن ناجين محتملين من الزلزال القوي الذي ضرب الأحد شرق تركيا وأسفر عن سقوط 265 قتيلا على الأقل، بينما يخشى أن يكون الكثيرون لا يزالون عالقين تحت أنقاض منازلهم المدمرة. كما تمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى شاب، 19 عاما، كان محاصرا بين حطام أحد المباني، وذلك بعدما أطلق نداء استغاثة عبر هاتفه الجوال. وذكرت تقارير إعلامية تركية أن الشاب أصيب في ساقه بعدما حوصر بين حطام مبنى من ستة طوابق في مدينة أرجيس، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وقد أعلن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين أن مائة شخص قتلوا في مدينة فان و117 في منطقة أرجيس، بينما أصيب 1090 شخصا في الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة واعتبر الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ سنوات. وقال إن نحو 80 مبنى انهار في أرجيس، حيث سجل حجم الدمار الأكبر، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول، بينما لا يزال هناك أحياء تحت أنقاض نحو 40 مبنى انهار من جراء الزلزال.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تفقد المناطق المنكوبة في محافظة فان التي تسكنها غالبية كردية والتي ضربها الزلزال الأحد. وأظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون فرق الإنقاذ والبحث تنتشل جثثا من تحت الأنقاض في فان وأرجيس.

وقال رئيس بلدية فان بكير كايا لمحطة «إن تي في» إن «الناس أصيبوا بالذعر وقد قطعت الاتصالات ولا يمكننا الاتصال بأحد».

وفي فان أغلقت السلطات جامعة يوزونجي يل وأعادت أكثر من أربعة آلاف طالب إلى بلداتهم، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وفي أرجيس يعتقد أن الكثير من الطلبة طمروا تحت أنقاض المباني المنهارة بعد سقوط مبنى كان ينام فيه الطلبة. وهرب نحو مائتي سجين من سجن في محافظة فان إثر تعرضه لأضرار من جراء الزلزال، كما أفادت وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن نحو خمسين منهم عادوا إلى السجن في وقت لاحق بعدما تمكنوا من رؤية عائلاتهم.

وقال أحد سكان أرجيس لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك جهود لإنقاذ الناس، لكن الخسارة كبيرة. لقد رأيت ثلاث أو أربع جثث». وقد أمضى عدد كبير من الأشخاص ليلتهم في الخارج وسط درجات حرارة متدنية.

وحشدت تركيا نحو 1275 عنصرا من فرق الإنقاذ من 38 مدينة، وكذلك 145 سيارة إسعاف لتسريع نقل المساعدات للمنكوبين. وكان فريق إنقاذ ضم نحو 650 شخصا يعمل في أرجيس بينما كان هناك نحو 300 شخص يعملون في وسط مدينة فان، كما أفادت الأناضول. وأعلن الجيش أن 6 وحدات تشارك أيضا في أعمال البحث والإنقاذ.

وأرسلت ست مروحيات بينها أربع مروحيات إسعاف وكذلك طائرة شحن عسكرية من طراز «سي - 130» إلى المنطقة لنقل الخيام والمواد الغذائية والأدوية.

وبدأ مسؤولون بتوزيع المياه والحليب والبسكويت للناجين في أرجيس الذين أمضوا ليلتهم في العراء أمام منازلهم المهدمة حيث لا يزال الكثير من أقربائهم تحت الأنقاض.

وأرسل الهلال الأحمر التركي نحو 7500 خيمة وأكثر من 22 ألف بطانية ونحو أربعة آلاف مدفأة إلى المنطقة، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وأضافت أنه تم إرسال مخابز نقالة أيضا إلى فان، وبدأ مسؤولون بنصب خيام في ملعب أرجيس الرياضي.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يتابع التقارير عن الكارثة «بقلق كبير»، وقدم تعازيه وعرض مساعدته.

وقال معهد قنديلي لرصد الزلازل إن مركز الزلزال حدد في تابانلي في محافظة فان. وكان المعهد الأميركي لرصد الزلازل قدر في بادئ الأمر قوة الزلزال بـ7.3 درجة ثم عاد وخفضها إلى 7.2. وسجلت عدة هزات ارتدادية. وشعر السكان بالزلزال عبر حدود شمال شرقي إيران، ما أثار الذعر في مدن كبرى كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية.

إلى ذلك، أعلن وزير الطوارئ الروسي سيرجي شويجو أن فرق مواجهة الطوارئ الروسية على أهبة الاستعداد ويمكن أن تصل المنطقة المتضررة بالزلزال في تركيا خلال ساعات. وذكر شويجو في تصريحات نقلتها وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن الرئيس ديمتري ميدفيديف أصدر التعليمات لوحدات البحث والإنقاذ بالاستعداد للتحرك فور طلبهم إلى مقاطعة وان التركية.

وقال شويجو: «يقول مسؤولون أتراك حاليا إنه بإمكانهم مواجهة الموقف بأنفسهم، ولكن إذا طلبت تركيا مساعدتنا سنقدمها على الفور».

ومن جهة أخرى أرسلت لجنة الهلال الأحمر الإيرانية فرق إنقاذ وعربات إسعاف ومستشفى ميدانيا إلى تركيا للمساعدة في عمليات الإنقاذ التي تجري في المناطق التركية التي ضربها الزلزال، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس.

ونقلت الوكالة عن محمود مظفر رئيس لجنة الهلال الأحمر قوله إن «المسؤولين الأتراك حددوا منطقة في محافظة فان ليعمل فيها الفريق الإيراني للإنقاذ ويقدم المساعدة الطبية للجرحى. وأرسلت إيران 20 عامل إنقاذ و20 عربة إسعاف ومستشفى ميدانيا وإمدادات غذائية و50 خيمة للإيواء الطارئ في المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا، والواقعة قرب الحدود الإيرانية، حسب مظفر.