واقعان جميلان وعودة فريق ميلانو مجددا

أندريا سكيانكي

TT

بخلاف فريق أودينيزي، اللامع والمنفرد بصدارة ترتيب فرق الدوري الإيطالي، وفريق لاتسيو المتميز الذي يتجاوز يوفنتوس ويحتل المركز الثاني، يبدو دوري الدرجة الأولى الإيطالي، أكثر من كونه بطولة، وكأنه دورة «لعبة الورق»، فالهدف ليس الحصول على ورق وإنما ترك أثقل الأوراق على الطاولة، وقد مارس هذا التكتيك، في السبع جولات الأولى من الدوري، كل الفرق الكبرى بشكل ديمقراطي، مثل الميلان، يوفنتوس، نابولي والإنتر.. وجميعهم اليوم ما زال يشعر أن من حقه أن يأمل، وأبرز أمثلة «لعبة الورق» تتعلق باليوفي ونابولي، فقد استيقظ اليوفي في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري وهو متقاسم الصدارة مع أودينيزي، وكان فريق نابولي في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة. وبعد انتهاء فترة التوقف بسبب الارتباطات الدولية للمنتخبات، كانت هناك فرص كبيرة لتحقيق فارق كبير من النقاط، وعلى العكس تعثرت المحركات، وحصد فريق المدرب كونتي نقطتين فقط في المباراتين الأخيرتين، بينما حقق نابولي نقطة واحدة. إنها أحكام لا تعكس إخفاقا لكنها تؤكد أن الطريق ما زال طويلا، من الآن وحتى نضوج الفريق. إن الفريق الوحيد الذي يواصل بخطى ثابتة وأداء لامع هو أودينيزي تحديدا، واليوم سيخوض اختبارا مهما أمام أحد الفرق المرشحة للقب. في بطولة غريبة جدا ومن دون أصحاب، من الممكن أن تحدث المفاجأة.

يأتي هذا في حين اكتشف الإنتر مجددا كم هو جميل بيته استاد سان سيرو (وسجل لأول مرة على ملعبه هذا الموسم)، وسجل اسمه في السباق نحو اللقب على الرغم من البداية الصادمة، فهو يبتعد عن القمة بثماني نقاط، إلا أن لديه فريقا كبيرا، وإذا ما نجح المدرب رانييري في مداواة الجروح، فلا ينبغي استبعاده من الصراع على الدرع، ومباراة إنتر – يوفنتوس، السبت المقبل، ستعطي إجابات مهمة عن تساؤلات مثل: هل سينجح اليوفي في فرض ذاته من خلال اللعب من دون مهارات على الأجناب؟ وهل سيشهد دفاع المدرب كونتي تنظيما؟ وهل لاعبو الإنتر، بعدما ظهروا في نقاهة أمام كييفو، سيتعافون نهائيا من لعنات الموسم؟ وهل ستكون لدى فريق رانييري الطاقة الكاملة طوال اللقاء؟

في انتظار معرفة ذلك، أذهل بواتينغ دورة «لعبة الورق»، فالثلاثية التي صفع بها ليتشي، وصدم بها كل الطامحين في اللقب، تعد رسالة واضحة مفادها أن فريق الميلان لا يستسلم. وبعد التأخر بثلاثة أهداف في الشوط الأول، يحتاج الأمر لشخصية وقوة ومهارة كبيرة لوضع القطار على القضبان، بعدها يمكن النقاش، فما هو فريق الميلان الحقيقي، ذلك الذي رأيناه في الشوط الأول (المتخبط وغير اليقظ) أم ذلك الذي قلب الأمور في الثاني (المدمر الذي لا يمكن إيقافه)؟ سيتواصل الجدل. الانطباع هو أن لاعبي الميلان، في ليتشي، بعد 45 دقيقة فظيعة، قد خرجوا من غرفة الملابس ولديهم فكرة واحدة في رأسهم، من دون طرق لعب أو مكر، وهي: الآن سنظهر للجميع من نكون.. إنهم حامل لقب بطولة إيطاليا، وما زالوا هم الأفضل على الإطلاق من حيث اللعب وعناصر الفريق، حتى وإن كان يلزم دخول مرماه عدد أقل من الأهداف من أجل تكرار إنجاز العام الماضي، فلن يواجهوا دائما فريق ليتشي (مع كامل الاحترام) الذي يسمح بانتفاضة كبيرة كهذه.