حماس وطهران وحزب الله يهنئون ليبيا بتحررها.. وتحذيرات من التدخل الأجنبي

نجاد: الغرب دعم القذافي عندما كان ذلك يناسبه.. وقذفه بالقنابل عندما لم يعد يخدم أغراضه

TT

في الوقت الذي لا تزال فيه التهاني تنهال من مختلف أرجاء العالم على المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعد إعلانه تحرر ليبيا الكامل، حذرت عدة جهات - على رأسها إيران وحزب الله اللبناني - من مخاطر التوغل الغربي في ليبيا.

ووجه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، التي تديرها حركة حماس، إسماعيل هنية رسالة مكتوبة إلى رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل والشعب الليبي أمس، مهنئا بـ«الانتصار الكبير الذي حققته الثورة الليبية على الظلم والطغيان».

وقال هنية في رسالته: «تابعنا وتابع الشعب الفلسطيني الثورة الليبية لما لليبيا من مكانة مرموقة في نفوس الشعب الفلسطيني، ولما لهذه الثورة الناجحة من تداعيات إيجابية على القضية الفلسطينية ودعم الحقوق الفلسطينية الثابتة في الحرية وتقرير المصير».. معتبرا أن «انتصار الثورة الليبية هو انتصار للثورة الفلسطينية على المحتل». كما وجه المعارض السوداني علي محمود حسنين، رئيس الجبهة الوطنية العريضة، رسالة تهنئة أخرى لعبد الجليل. وقال: «لقد ظلت الجبهة الوطنية العريضة في السودان وجماهير الشعب السوداني يتابعون انتصارات الثورة الليبية العظيمة منذ تفجرها ضد الطاغية، وظللنا ندعم نضالكم بإعجاب ونؤيد قيادتكم الراشدة الرشيدة».

وأضاف حسنين أن «الثورة وانتصاراتها ليست إنجازا للشعب الليبي وحده فحسب، بل هي نبراس لكل الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها ومن أجل حريتها وكرامتها في كل مكان»، مشيرا إلى أن الشعب السوداني «يعاني كما كنتم تعانون»، عارضا التعاون المشترك بقوله: «إننا نمد إليكم أيدينا صداقة ودعما وتأييدا، ونسأل الله أن يوفقكم». وبينما أجرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، مباحثات مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أمس، قالت أشتون إنها تناولت «عددا من قضايا السياسة الخارجية، لا سيما التطورات التي حدثت مؤخرا في شمال أفريقيا، بما في ذلك ليبيا ومصر وتونس والأردن».. اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الغرب بالشروع في نهب ليبيا، في ذات الوقت الذي أكدت فيه طهران تهنئتها للشعب الليبي بتحرره.

ورحب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس «بانتصار الشعب المسلم الليبي، والتحرير الكامل لهذا البلد»، وذلك في برقية وجهها إلى مصطفى عبد الجليل، بحسب وكالة مهر الإيرانية.

وعبر صالحي أيضا عن أمله في أن يتمكن الليبيون من ممارسة «سيادتهم الوطنية وإقامة نظام يرتكز على الديمقراطية الدينية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على استقلال واستقرار البلاد من دون أي تأثير وتدخل للقوات الأجنبية».

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أشادت يوم الجمعة بمقتل العقيد معمر القذافي، معتبرة أنه يزيل أي «ذريعة» لمواصلة تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا.

ورغم إشادة طهران بالشعب الليبي، وترحيبها بإزاحة القذافي - الذي تراه ديكتاتورا غير شرعي، حذر أحمدي نجاد الليبيين من أن الغرب يهدف الآن إلى إدارة بلادهم نيابة عنهم. وقال نجاد، في خطاب تلفزيوني جماهيري أمس، إن الدول الغربية «دعمت العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي عندما كان ذلك يناسبها، لكن قذفته بالقنابل عندما لم يعد يخدم غرضها من أجل نهب الثروة النفطية لليبيا».

وأضاف نجاد: «أروني رئيسا أوروبيا أو أميركيا لم يسافر إلى ليبيا أو لم يوقع اتفاقا مع القذافي».. وتابع: «يقول بعض الناس إنهم (الغرب) قتلوا هذا الرجل للتأكد من أنه لن يقول شيئا.. مثلما فعلوا مع بن لادن». وسخر نجاد من النهج الغربي في مجلس الأمن، الذي وصفه بأنه «منظمة بلا شرف»، وقال إن «قرار الأمم المتحدة لاتخاذ إجراء ضد القذافي استخدم كتفويض لنهب النفط الليبي».. موضحا أن «أي قرار من شأنه تعزيز وجود وسيطرة نفوذ الأجانب يتعارض مع مصالح الأمة الليبية». وعلى غرار ذلك، اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله الولايات المتحدة بمحاولة استغلال ثورات الربيع العربي التي حدثت في تونس ومصر وليبيا.

وقال نصر الله في مقابلة أجرتها معه قناة «المنار» أول من أمس: «عندما دخل الأميركيون على خط الثورات، كان لديهم جملة أهداف منها تقليل الخسائر وتحسين صورتهم بالعالم العربي.. الأميركيون ركبوا موجة الثورات العربية وحاولوا حرفها عن أهدافها». وأضاف أن «ما جرى في الدول العربية هو حراك وطني حقيقي.. جاء نتيجة إرادة شعبية ولم يكن منطقيا أن يكون مشروعا أميركيا»، محذرا من أن الغرب سيحاول بث الفتنة عندما يدرك أن الأنظمة القادمة (في تونس ومصر وليبيا) لن تكون في خدمتهم.