«جبنا الذيب من ذيله»؟!

مساعد العصيمي

TT

لا شك أننا كنا نحتاج إلى الفوز على عمان، نحتاج إلى دفعة معنوية تعيد صياغة خطواتنا التي افتقدنا ترتيبها في خضم التسابق الآسيوي، لكن هل كنا نحتاج إلى تلك الفرحة العارمة التي تلت المواجهة التي جعلت كثيرين يتساءلون: هل ظفرنا بورقة التأهل عن القارة؟ الحقيقة أننا بالغنا كثيرا في رد الفعل هذا الذي تحول إلى نوبة فرح مستعرة بعد المباراة حسبنا بعدها أننا أمسكنا بـ«الذيب من ذيله».

لن أزايد على فرح، لكن وللإنصاف فقد كتبت قبل مواجهة تايلاند وعبر هذه الجريدة ما يدعو إلى التعامل المنطقي مع اللاعبين والنتيجة لأننا في خضم منافسة لن تنتهي بعد تايلاند مباشرة، لكن حسبنا أننا مفرطون في الأفراح كما الأتراح. قد أكون مخطئا، لكن لنعمد إلى المقاييس فطفقت أبحث عنها، ولا شك أن الفوز العماني على الكنغر الأسترالي أقرب حجة، فقلبت أوراق المباراة وما حدث بعدها، فلم أجد مثل ما حدث لدينا رغم أن فوز العمانيين لم يكن متوقعا كما نحن قياسا بالمنافس وحتى التاريخ، فلم أشهد سيلا من المسؤولين ولا اصطفافا من اللاعبين.. فقط اللاعبون حيوا جماهيرهم وهي ردت التحية بأحسن منها «ويوتيوب بيني وبينكم».

يا أحبة يعلم الله أننا كنا نتمنى الفوز على عمان كما أنتم، وأزيد أن الفوز حتى في المباريات الودية يثير الفرح كما المباريات الرسمية، لكن ما حدث بعد المباراة بدا وكأن هناك من كان يخشى أن لا يعرف الفرح النتائجي أبدا، وكأننا في قاع بئر عميقة والنتيجة أخرجتنا منه. لنفرح، لكن وفق الطقوس التي حدثت وسط الملعب، فلم يكن جديرا أن تحدث.. لنفرح لكن وفق إطار الإيجابية، لأننا جعلنا لاعبينا يعيشون زهو الأبطال الفاتحين، رغم أن المنافس كان تايلاند، و«الثقل قدام». أبهجنا الفوز، وأبهجنا أكثر أن نرى بعض لاعبينا وهو يستعيد ألقه وعنفوانه.. نعم نحيي كل لاعبينا ونشد على أيديهم، لكن أن نقلبها إلى فرح ومولد وهي مجرد مباراة في إطار التسابق وفق عمل لم ينح إليه العمانيون حتى، فكأننا من الضعة أن نتيجة واحدة قد تقلبنا «فوق تحت»، وها هو النتاج تعادل مخيب أمام عمان جعل آمالنا مرتبطة بما سيحدث بعد ثلاثة أشهر، وأمام من، أمام الكنغر الأسترالي.

أعود إلى ما جد في خاطري وأنا أرى اللاعبين يصطفون كرتل منظم لتقديم التهاني والتبريكات بعد مباراة تايلاند لأحاول أن أبعد ألما فرضه الموقف، لأخشى على هؤلاء المحترفين، لأننا ظهرنا وكأننا نقايضهم على تقديم الأفضل، ولا بأس بعدها من «دبلها»، ولا بأس أيضا إن كان اللاعبون كالترمومتر؛ عطاؤهم لبلدهم نزفه دائما بما يأخذون مقابله.

لن أسمح لأحد أن يزايد عليّ لأن فرط اهتمامي بتأهل الأخضر يجعلني أنتظر لقاء أستراليا على أحر من الجمر، لأنها مربط الفرس.. واثق أننا إن أحسنا التعامل مع أنفسنا فلن يقف أمامنا الاسترالي الذي أنهى مهمته بنجاح وبات عمله أمامنا تأدية واجب، ليس إلا!

فقط علينا أن نحسن تعاملنا مع أنفسنا كي نحقق ذلك، الأهم أن نستعيد الحماس المتقد، ونقصي الأفراح التي سبقت أوانها، بل ونتخلى عن الاجتماعات تلك التي ترمي إلى التثبيط أكثر من رفع المعنويات.