هل دجلة والفرات نهران عالميان؟

الديوان الشرقي ـ الغربي يقيم 4 ندوات دولية حول مشاكل المياه بالتعاون مع جامعة كولون

البروفسور كيرك يونكر في محاضرة الافتتاح
TT

يزداد عدد نفوس سكان العالم على نحو مطرد، وهذا ما سيؤدي إلى انحسار وتقلص في كميات احتياطيات المياه في العالم. ومن أجل توفير إمدادات كافية من المياه لسد الاحتياجات اليومية (مياه الشرب والزراعة والصناعة)، واحتياجات إدامة النظم البيئية الطبيعية؛ إذ لا توجد أي ضمانات لمليارات من نفوس البشر، خاصة أولئك الذين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب، ولا توجد أنظمة صحية صالحة للصرف الصحي المناسب لهم، وهذا ما يسبب عواقب وخيمة على الصحة البشرية.

ليست هناك منطقة مثل الشرق الأوسط مهددة بكوارث التصحر والتلوث والحروب في العالم، حسب تقدير العلماء الدوليين، طالما أصبحت المياه جزءا من السياسة الدولية. كمثال على ذلك نهرا دجلة والفرات المهددان بالجفاف عام 2040 إذا واصلت بلدان المنبع سياستها المائية الحالية مع العراق.

لهذه الأسباب، ولأسباب أخرى، يقيم الديوان الشرقي - الغربي في كولون مهرجانا سنويا لحماية البيئة في العراق والدفاع عن حقوقه المائية. وبعد الافتتاح الناجح يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي ناقش القوانين الدولية التي تخص المياه، يقيم الديون، بالتعاون مع جامعة كولون، 4 ندوات (سيمنار) علمية يشارك فيها عدد من الأساتذة الدوليين وطلبتهم. ويشرف البروفسور الأميركي كيرك يونكر، المحاضر في جامعة كولون، على إعداد برنامج السيمنارات بالتعاون مع الدكتور بدر الجبوري من العراق. ومن المنتظر أن يحضر الدكتور حسن الجنابي، ممثل العراق لدى منظمة الزراعة والتغذية الدولية (فاو) في روما.

والهدف الرئيسي لهذه البحوث المتعمقة هو الوصول إلى نتائج وحلول ناجعة لمشاكل المياه في العراق وفي المنطقة ككل، كما تتناول هذه الندوات موضوعات البيئة المستدامة والمياه من وجهات نظر اختصاصات متعددة، بحيث يجري الجمع بين خبراء في القانون الدولي والاقتصاد والتقنية للمياه، والعلوم الطبيعية، ورجال من العالم السياسي، مع مشاركة مباشرة مع ممثلي المجتمع المدني، يتم جمعهم حول طاولة مستديرة واحدة.

سيجري افتتاح الندوات يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل على قاعات جامعة كولون بمعزوفات موسيقية عراقية للفنان لطيف الدبو. يلي ذلك عرض مختصر للمشروع الخاص بحماية البيئة ودجلة والفرات يقدمه البروفسور كيرك يونكر والدكتور بدر الجبوري مع دراسات حول الاحتياطيات الإجمالية للمياه، والنقص المتزايد في كميات ونوعية المياه (التلوث) والأسباب التي أدت إلى ذلك. يشارك في النقاش مجموعة من الأساتذة من ذوي الاختصاص من جامعة كولون، بمشاركة بعض المنظمات الألمانية المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان (مياه الشرب والتغذية البشرية).

توزيع الثروات المائية بين الدول والأقاليم والأنهار الدولية سيكون عنوان الندوة الثانية التي يحاضر فيها البروفسور يونكر، أستاذ القانون والقضاء الدولي للبيئة والأنهار الدولية. تليها المحاضرة الثالثة عن الوضع القانوني والموقف الدولي بالعلاقة مع مشروعي الكاب وأليسو في تركيا وموقف القوانين والمواثيق الدولية منها ومن المياه الإقليمية المشتركة يقدمها الدكتور حسن الجنابي، ممثل العراق لدى منظمة الزراعة والتغذية الدولية (فاو) في روما.

الدكتور الجبوري سيستهل ندوات يوم السبت 3 ديسمبر بمحاضرة عنوانها: هل دجلة والفرات نهران دوليان؟ كما سيدير الجبوري النقاش حول ما يجري في حوضي دجلة والفرات والتلوث والتدمير البيئي وأزمة المياه في العراق.

بقية الندوات لفترة ما بعد الظهر ستخصص لدراسة مشاكل ندرة المياه في أفريقيا تديرها مجموعة طلبة الماجستير في قسم القضاء والقانون البيئي الدولي، على رأسهم السيد جون مانيتابوت. تلي ذلك دراسة مقارنة بين الأنهر الدولية متقاربة المواقع الجيو - جغرافيا مثل النيل، الألب، وغيرهما من الأنهار التي تخترق عدة بلدان.

د. بدر الجبوري، المنسق العام للفعالية، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب العراقي يعاني عمليا، بسبب انقطاع المياه وتلوثها، عمليات إبادة جماعية غدت اليوم علنية وجائرة. وأشار إلى أن الشعب العراقي الآمن يريد فقط أن يعيش ويزرع على أراضيه ويشرب من مياه نهري دجلة والفرات، ويشهد له التاريخ أنه ليس من حق أي أحد المساومة على حقوقه المكتسبة في مياه النهرين. وطالب الجبوري بالوقف الفوري لجميع أعمال الإرهاب البيئي، ودعا رجال القانون والأكاديميين والسياسيين من أصحاب التأثير السياسي إلى التباحث مع منظمة العدل الدولية وتشكيل لجان تنظر في الموقف المعارض لجميع الأعراف والقوانين والقواعد الدولية، والاعتراف بأن نهري دجلة والفرات هما نهران دوليان وفق القوانين والمعاهدات التي صدرت في هلسنكي وما لحقها من وثيقة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتمدت في 21 مايو (أيار) لسنة 1997.