الأرصاد: تستعد لموسم الأمطار بنشر 40 محطة أوتوماتيكية

خبراء يؤكدون: نوفمبر وديسمبر ويناير.. أشهر مطيرة ومتقلبة

حي أمر الخير الذي أغرقته السيول في الكارثتين السابقتين
TT

أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية نشرها أكثر من أربعين محطة أوتوماتيكية، بالإضافة إلى رادارات تغطي أجواء منطقة مكة المكرمة وصور أقمار صناعية، لرصد حركة السحب في جدة.

وأوضح حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد، أن نشر المحطات يأتي من منطلق حرص الرئاسة على توفير المعلومات الأرصادية والبيئية الدقيقة، وكذلك توفير دقة الرفع بالنسبة للتنبؤات وللطقس.

وأكد أن الرئاسة تعمل على مدار 24 ساعة، وذلك من خلال مراصدها المنتشرة في مواقع مختلفة من مدينة جدة بهدف توفير المعلومات بشكل دقيق وسريع عن الطقس، وذلك على رأس كل ساعة للجهات ذات الاختصاص التي تتعامل مع الطقس لتحقيق أقصى مدى ممكن.

وبين القحطاني أنه في حال حدوث أي مستجدات خارج التوقعات القائمة حاليا، فإن الرئاسة ستبادر بالإعلان عنها قبل توقيت حدوثها بوقت كاف، وأعلن عن قيام الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتركيب عدد من محطات الرصد الأوتوماتيكية في مدينة جدة، كما أن الرئاسة تغطي أجواء المملكة بشبكة رادارات حديثة ترصد كل الظواهر والظروف المناخية على أجواء المملكة، بالإضافة إلى صور أقمار صناعية أجواء المملكة تلتقطها الرئاسة كل خمس دقائق.

وقال «إنه في حال وجود ما يستدعي التنبيه أو الإعلان ستقوم الرئاسة بالتبليغ عنه قبل حدوث الظاهرة بوقت كاف للجهات المعنية».

وأبان أن الرئاسة وفرت هذا العام أكثر من أربعين محطة أوتوماتيكية بالإضافة إلى رادارات تغطي أجواء منطقة مكة المكرمة وصور أقمار صناعية لرصد حركة السحب في جدة، ويأتي هذا من منطلق حرص الرئاسة على توفير المعلومات الأرصادية والبيئية الدقيقة، وكذلك توفير دقة الرفع بالنسبة للتنبؤات وللطقس لتحقيق أقصى مدى ممكن.

وأشار إلى أن الرئاسة تشترك مع الجهات المعنية بالتعامل مع الظواهر الجوية وما ينتج عنها وفق خطة وطنية تشارك فيها 16 جهة حكومية، حيث يوكل للرئاسة مهام تقديم المعلومات الأولية عن حالة الطقس وهو ما تسميه الرئاسة بالملامح المناخية وعادة ما يصدر مع بداية كل فصل وبوقت كاف وتبلغ به الجهات المعنية كصورة أولية لما تشهده أجواء المملكة خلال هذا الفصل، ثم تتابع الرئاسة وفقا لمهامها من خلال إصدار التقارير الاستباقية عن أي حالة قد تمر بها أجواء المملكة، ولا تكتفي الرئاسة بذلك، بل تقوم بمراقبة الحالة الجوية قبل وقوعها بقرابة الـ5 أيام ورصدها، ثم تبدأ بإصدار التنبيهات بشكل متواصل قبل وقوع الحالة أو الظاهرة بـ48 ساعة، وتختتم الرئاسة دورها في هذا الجانب بالتحذير الفعلي من أن هناك ظواهر تستحق التحذير منها، وإبلاغ الجهة المكلفة بالتعامل مع حالة الطوارئ.

جدير بالذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمديرية العامة للدفاع المدني قامت مؤخرا بتفعيل النظام الآلي للإنذار المبكر الذي يتيح الربط المباشر بين الجانبين لتحقيق أقصى سرعة في التعامل الاستباقي مع حالات الكوارث وغيرها من الحالات التي تستلزم إجراءات معينة أو استثنائية، حيث قامت الأرصاد بتطوير النظام الآلي الجديد للإنذار المبكر للتغلب على بعض المعوقات التي كانت تواجه المديرية العامة للدفاع المدني في استقبال رسائل الرئاسة العامة للأرصاد التحذيرية والتنبيهية والتنويهية، وبعد أن أخذت الرئاسة الملاحظات التي كانت تبديها المديرية العامة للدفاع المدني بعين الاعتبار، خاصة فيما يتعلق بتأخير تسلم الرسائل أو عدم تأكيد تسلمها أو تعطل النظام.

وقسم النظام الجديد الرسائل إلى أربعة أنواع بألوان مختلفة، كان أعلاها تحت عنوان (تحذير - اللون الأحمر)، ثم (تنبيه متقدم - اللون البرتقالي)، ثم (تنبيه - اللون الأصفر)، وأخيرا (تنويه - اللون الأخضر)، ويمكن لمديرية الدفاع المدني من خلال النظام اختيار المنطقة المطلوبة على امتداد أنحاء المملكة ثم موقع البلاغ التابع للمنطقة، ثم اختيار نوع الإنذار (تحذير - تنبيه متقدم - تنبيه - تنويه) والحالة (أمطار رعدية غزيرة - رياح نشطة وأتربة مثارة - ضباب كثيف - موجة باردة - موجة حارة - أمطار متوسطة)، ثم توقيت بداية الحالة بالساعة والدقيقة مع ذكر اليوم والتاريخ، وكذلك بالنسبة لتوقيت نهاية الحالة، لتكون المعلومات غاية في الدقة، ويمكن بعدها إضافة (وصف الحالة) في خانة فارغة مخصصة لذلك للدفاع المدني ليتم تعميمها على الجهات المعنية.

ويتضمن النظام تأكيد التحذير من الدفاع المدني وإمكانية إدخال التدابير اللازم اتخاذها تجاه الحالة، سواء كانت أمطارا وسيولا، أو مخاطر الرياح والأعاصير، أو موجات الغبار والأتربة المثارة، مع قائمة مفصلة بتعليمات إرشادية للوقاية من مخاطر الحالة وكيفية تصرف المواطنين في بعض المواقف مثل القيام بالرحلات البرية أو التخييم أو إخلاء المنزل إلى موقع آخر.

وحسب وصف خبراء الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، فإن أشهر نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) تعد أشهرا مطيرة على المنطقة الغربية للمملكة، وهي الأشهر التي شهدت طوال العامين الماضيين أمطارا غزيرة وتسببت في الفاجعتين، والتي راح ضحيتها نحو 133 نفسا في جدة.

وبحسب التقرير المناخي عن فصل الخريف الذي أصدرته الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مستندة إلى معلومات السجل المناخي لأربعة عقود ماضية أشارت إلى أن مناطق غرب المملكة تتأثر في فصل الخريف بما يسمى بحزام منطقة عدم الاستقرار، وتحصل هذه الحالة في محيط المياه الدافئة لسواحل البحر الأحمر، وتظهر بوضوح الرياح النفاثة، ولذلك تأخذ هذه الظاهرة طابع الاستمرارية، كما هو الحال في الأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق غرب المملكة من الوجه إلى القنفذة في عامي 2009 و2010، حيث بلغت كمية الهطول في محافظة جدة لمدة ساعتين 70 ملم في نوفمبر 2009 حسب قياس مرصد الرئاسة في مطار الملك عبد العزيز.

في حين سجل مرصد جامعة الملك عبد العزيز 90 ملم وسجلت محافظة جدة في نوفمبر 2010 معدل 66 ملم في مرصد الرئاسة في مطار الملك عبد العزيز، في حين سجل مرصد الجامعة ما يقارب 111 ملم، وتعتبر هذه الكمية غزيرة بالنسبة لهذه الفترة الزمنية، إلا أنه تظل حالة الهطول للأمطار الغزيرة التي تأثرت بها مناطق غرب المملكة (نوفمبر 1996م) هي الأعلى من حيث الكمية وتكرار الهطول خلال عشرة أيام تقريبا على جدة، حيث بلغت (258 ملم)، الطائف (243 ملم)، مكة المكرمة (155 ملم).