كشفت وزارة الزراعة السعودية عن تفاصيل دقيقة حول الفائدة المرجوة من المنتجات العضوية والآثار المتوقعة لتطبيق الزراعة العضوية في البلاد، وذلك من خلال دراسة تعد الأولى من نوعها حول الزراعة العضوية، وذلك أمس الثلاثاء بحضور وزير الزراعة في مقر الوزارة بالعاصمة الرياض.
وقد التف عدد من الأكاديميين والباحثين والشركات الزراعية حول وزير الزراعة لمناقشة عدد من الدراسات المتعلقة بالزراعة العضوية في المملكة، من أجل التوصل إلى طرح توصيات مهمة لتطوير نشاط هذا النوع من الزراعة محليا.
وأكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم لـ«الشرق الأوسط» أن هناك إقبالا كبيرا على المنتجات العضوية بدأ يظهر جليا من خلال عرض تلك المنتجات في الأسواق التجارية، وهو ما يعكس تزايد وعي المجتمع بفوائد المنتجات العضوية.
وأضاف وزير الزراعة أن مشروع الزراعة العضوية، القائم بالتعاون بين وزارة الزراعة السعودية والمؤسسة الألمانية للتعاون الفني، من ضمن خططه إطلاق حملة توعوية على مستوى البلاد، تشمل المنتجين والمستهلكين، وتهدف إلى التوعية بالفوائد الصحية للمنتجات العضوية، مشيرا إلى أن إطلاق الحملة ستأتي مع بداية العام المالي الجديد.
وتطلع وزير الزراعة إلى مساهمة الجميع من مزارعين ومصنعين ومسوقين بأفكارهم وطرح المشكلات الحالية ومناقشة ما يتم طرحه من قبل المشروع والجمعية لتسويق منتجاتنا العضوية، مبينا أن الجهود التي تبذل حاليا من قبل الجمعية السعودية للزراعة العضوية تأتي لتسهيل دخول المنتجات العضوية إلى الأسواق بشكل أكبر من خلال عدة مواقع تم تحديدها سلفا.
جاء ذلك خلال تنظم وزارة الزراعة، ممثلة بإدارة الزراعة العضوية، بالتعاون مع مشروع تطوير الزراعة العضوية والجمعية السعودية للزراعة العضوية، اللقاء المفتوح لمناقشة نتائج دراسة الآثار المتوقعة لتطبيق الزراعة العضوية والمكافحة البيولوجية المتكاملة في الزراعة بالمملكة.
وأوضح الدكتور سعد الخليل، المشرف العام على تطوير الزراعة العضوية في السعودية، أن الدراسة التي تم عرض تفاصيلها حول الزراعة العضوية تعد الأولى من نوعها في المملكة، وقد تم إعدادها من قبل فريق بحثي في جامعة الملك سعود، وشركة الوطنية الزراعية وبدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وقال الدكتور الخليل: «إن الفريق البحثي قدم عرضا مفصلا لنتائج هذه الدراسة، كما أتيح المجال لحضور هذا اللقاء من مختصين ومهتمين لمناقشتها مع الفريق البحثي»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدراسة تحتوي على عدد من المحاور يأتي من ضمنها دراسة الوضع الراهن للزراعة العضوية في المملكة، إضافة إلى الاستدلال بتجارب بعض الشركات في استعمال المكافحة الحيوية وأثر هذا التطبيق اقتصاديا في الزراعة في المملكة.
وكانت وزارة الزراعة ومشروع تطوير الزراعة العضوية، بالتعاون مع الجمعية السعودية للزارعة العضوية، قد أقاما مؤخرا ورشة عمل لتطوير تسويق المنتجات العضوية في السوق المحلية، وأشار إلى أن برامج التأهيل والتدريب في مشروع تطوير الزراعة العضوية أخذت الطابع التطبيقي الميداني ولا سيما المرحلة الثالثة من المشروع.
وفي المحور ذاته، أظهر أحدث تقارير شركة «ريسيرتش آند ماركتس» المتخصصة في تحليل البيانات التجارية، أن سوق الأغذية العضوية تنمو بنسبة تتراوح بين 20 و24 في المائة سنويا، وتوقع التقرير أن يحقق قطاع الأغذية العضوية مبيعات تصل إلى 32 مليار دولار بنهاية العام الجاري، كما أظهر أن سوق الأغذية العضوية في العالم نمت بنسبة 10.9 في المائة في عام 2007، لتصل قيمتها إلى 43.5 مليار دولار.
وتوقع التقرير كذلك أن تبلغ قيمة سوق الأغذية العضوية في عام 2012 نحو 66.8 مليار دولار، لتحقق نموا قدره 53.6 في المائة، مقارنة بعام 2007، وذلك انسجاما مع تزايد الطلب على المنتجات العضوية في الآونة الأخيرة، في ظل ازدياد الوعي بأهميتها وفوائدها الصحية.