سباع «قصر الحمراء» ستضخ المياه نهاية هذا العام

كما كانت أيام العرب الذهبية في الأندلس

TT

أعلن مهندسو «قصر الحمراء»، أحد أجمل غرناطة والأندلس، أن ساحة السباع - أو فناء السباع - في القصر سيعاد فتحها للزوار نهاية هذا العام، وذلك بعد إكمال أعمال الصيانة والترميم، والتي ستشمل إعادة ضخ المياه من أفواه السباع، كما كانت أيام الحكم العربي في الأندلس. وكانت إدارة قصر الحمراء قد أعدت خطة، قبل سنوات، لإعادة تصميم وترميم الساحة بغية إعدادها بشكل أفضل للسياح.

وشملت الخطة سحب السباع من الساحة، عام 2007، بعدما لاحظ المختصون أنها بدأت تتأثر بشكل متسارع بالتغيرات المناخية، ففقدت بياضها وبدأت بعض أجزائها بالتآكل. ومن أهم ما توصلت إليه أعمال الترميم التي استمرت سنوات، هي أن الأسود ليست بحجم واحد، وهي الفكرة السائدة سابقا، كما أن هناك بعض الاختلافات في نحتها، خاصة عند الفم والذيل، مما يدل على أنها لم تكن من صنع فنان واحد.

هذا، وقد جرى إصلاح الأسود وترميمها تماما، كما أن الأعمال الهندسية تحت الأرض لمعرفة سبب توقف انسياب المياه باتجاه الأسود قد جرى حله. والاستعدادات جارية حاليا لإعادة ربطها لكي تستأنف الأسود ضخ المياه من أفواهها، كما كانت أيام عز الأندلس، وكما وصفها الشاعر الأندلسي ابن زمرك في قصيدته المحفورة على صحن النافورة التي ترفعها الأسود. وأعلن المهندس فرانثيسكو لامولدا أن مشروع ساحة السباع يتضمن أيضا إعادة تبليط الساحة بالمرمر الأبيض، مما سيضفي جمالا أكبر للساحة.

معلوم أن ساحة الأسود في قصر الحمراء بناها ملك غرناطة، السلطان محمد الخامس (1338 – 1391م)، وهي من أبرز معالم قصر الحمراء وأكثرها جمالا، وعلى صحن النافورة لا تزال قصيدة الشاعر ابن زمرك، في وصف النافورة والأسود، واضحة:

ومنحوتة من لؤلؤ شق نورها تجلى بمرقص الجمان النواحيا بدور لجين سال بين جواهر غدا مثلها في الحسن أبيض صافيا تشابه جار للعيون بجامد فلم ندر أيا منهما كان جاريا ألم تر أن الماء يجري بصفحها ولكنها بدت عليه المجاريا كمثل محب فاض بالدمع جفنه وغيض ذاك الجفن إذ خاف واشيا وهل هي في التحقيق غير غمامة تفيض إلى الآساد منها السواقيا