المبعوث الأممي يواصل مشاوراته في اليمن.. واستمرار الاحتجاجات

صالح يجدد التزامه بـ«المبادرة الخليجية والقرار الدولي».. ومقتل قيادي في تنظيم القاعدة في زنجبار جنوب البلاد

جانب من مظاهرة ضد نظام الرئيس صالح في صنعاء أمس
TT

يواصل المبعوث الأممي، جمال بن عمر، مشاوراته المكثفة في العاصمة اليمنية صنعاء، مع الأطراف المعنية، في وقت أعلن فيه رئيس «المجلس الوطني للقوى الثورية» في اليمن عودة وفد وقيادات المجلس إلى اليمن من زيارته الخارجية التي شملت دولا عربية وغربية.

وفي سياق مشاوراته في صنعاء، التقى ابن عمر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للمرة الأولى في إطار جولته السادسة في اليمن لحل الأزمة اليمنية والتوصل إلى تسوية سياسية بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وحسب المصادر الرسمية، فقد أطلع المبعوث الأممي الرئيس صالح على نتائج مشاوراته «التي أجراها مع جميع أطراف العمل السياسي في بلادنا حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 الرامي إلى تحقيق الاتفاق على التسوية السياسية للأزمة القائمة في بلادنا في ضوء المبادرة الخليجية»، ونقل عن المبعوث الأممي تأكيده أن «الخلافات إن وجدت يجب أن تحل بالحوار وبشكل سلمي»، وأن «قرار مجلس الأمن الدولي دعا جميع الأطراف إلى الحوار وإجراء اللقاءات المباشرة»، وقال ابن عمر: «إن الحل للقضية اليمنية لا يمكن إلا أن يكون يمنيا»، وإن «الوقت قد حان لليمنيين كي يتعاونوا من أجل حسم الخلافات والوصول لاتفاق سياسي مبني على المبادرة الخليجية للخروج باليمن من هذا الوضع»، وإنه «كلما تمت اللقاءات المباشرة بين أطراف العمل السياسي تحقق التقدم لمعالجة أي نقاط مختلف حولها».

ويكثف المبعوث الأممي مشاوراته في صنعاء منذ عدة أيام بغية التوصل إلى صيغة اتفاق بين السلطة والمعارضة على آلية تنفيذية مزمنة للمبادرة الخليجية، وهي الزيارة والجولة السادسة له في إطار الوساطة الدولية لحل الأزمة في اليمن، ويعتقد المراقبون أنها قد تكون الزيارة الأخيرة له إلى اليمن، وفشلها قد يعني فشل المساعي الدولية لحل الأزمة الراهنة، ويقدم ابن عمر أفكارا تتعلق بآلية تنفيذية للمبادرة الخليجية التي تهدف إلى حلحلة الوضع اليمني، وتتضمن المبادرة نصا صريحا بأن يتنحى الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم، خلال ما لا يقل عن شهر، عن السلطة. وأعلنت المعارضة اليمنية، ممثلة في «المجلس الوطني للقوى الثورية»، عن قرب عودة وفدها وقيادتها من الخارج، الذي يقوم بجولة منذ أسابيع في عدد من الدول، بهدف شرح طبيعة ما يحدث في اليمن، ومطالبة الدول التي زارها الوفد برئاسة رئيس المجلس، محمد سالم باسندوة، بالضغط على الرئيس علي عبد الله صالح للتنحي عن السلطة بعد 33 عاما في الحكم.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المساعي السياسية في اليمن، فإن الشارع اليمني يكثف، أيضا، من ضغوطه على الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه لدفعه إلى الرحيل، فقد تواصلت المظاهرات في صنعاء وتعز وغيرهما من كبريات المدن اليمنية، وقد شهدت العاصمة اليمنية، أمس، مظاهرة وُصفت بالمليونية، وانطلقت من ساحة التغيير بجوار جامعة صنعاء ووصلت إلى حي القاع، الذي يسيطر عليه أنصار الرئيس صالح والقوات العسكرية الموالية له. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن المركزي، التي يقودها العميد يحيى محمد عبد الله صالح، ابن شقيق الرئيس صالح، انتشرت بكثافة في المنطقة وشوهدت وهي تطلق النار في الهواء، في محاولة لتفريق المتظاهرين. ورفع المتظاهرون في اليمن من سقف مطالبهم؛ فبعد مطالبتهم بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، رفع المتظاهرون شعارات تطالب بإلقاء القبض عليه ومحاكمته وتجميد أرصدته وأفراد عائلته، خاصة بعد العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كان صالح قد ذكر، خلال لقاء متلفز، بثته قناة «فرنسا 24» الفرنسية، أنه مستعد للتنحي عن الحكم خلال 90 يوما من التوصل إلى اتفاق على آلية رسمية لتنفيذ مبادرة خليجية ترمي إلى إنهاء الأزمة التي مضى عليها 9 أشهر في بلاده، وأنه ليس لديه اعتراض على إعادة هيكلة القوات المسلحة التي شهدت انقساما بعد تفجر الاحتجاجات المناهضة لحكمه في فبراير (شباط) الماضي. وسئل صالح هل صحيح أنه رفض بعض ما جاء في الآلية ومن بينها مثلا دور الجيش وإعادة هيكلته، وهي من النقاط الخلافية مع المعارضة، فرد بالقول: «هذا غير صحيح». وجدد صالح التزامه بالمبادرة الخليجية والقرار الدولي الصادر من مجلس الأمن بخصوص الوضع في اليمن. وينتظر اليمنيون انعقاد اجتماع مجلس الأمن الدولي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لمناقشة تطورات الأزمة اليمنية ومدى تنفيذ قرار المجلس رقم 2014 بشأن الوضع في اليمن وفي ضوء التقرير الذي سيقوم برفعه إلى الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، مبعوث ومستشار الأمين العام.

على الصعيد الأمني، ذكرت وسائل إعلام، أمس الثلاثاء، أن قياديا مغربيا للمتشددين قُتل عندما قصف الجيش اليمني مدينة زنجبار الجنوبية؛ حيث انتهز متمردون فرصة الاضطرابات في البلاد لتحدي الجيش. ونقلت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية عن مقيمين قولهم إن عبد الغفور هاشم الزياتي، وهو زعيم للمتشددين يعرف باسم «أبو المغيرة»، قُتل إضافة إلى بعض رفاقه، الاثنين. وأضافت الصحيفة أن الجيش عثر أيضا على جثتين لطبيب باكستاني ورجل يمني قتلهما المتشددون على ما يبدو عندما انتقل إلى المنطقة التي كان يقصفها. ويخوض إسلاميون متشددون يشتبه بأن لهم صلات بـ«القاعدة» قتالا ضد الجيش اليمني في بعض المناطق الجنوبية منذ أن بدأت انتفاضة شعبية ضد الرئيس علي عبد الله صالح هذا العام. وأضعفت أشهر من الاحتجاجات ضد حكم صالح المستمر منذ 33 عاما سيطرة الحكومة المركزية غير المحكمة بالفعل على مساحات من الأراضي، مما أثار قلق السعودية والقوى الغربية التي كانت تنظر إلى صالح على أنه حصن ضد متشددي «القاعدة».