آمال بوقوف روسيا والصين إلى جانب الغرب بشأن تقرير وكالة الطاقة عن إيران

طهران تنفي وجود تعاون نووي مع كوريا الشمالية

TT

تحاول دول غربية هذا الأسبوع التغلب على انقسامات حادة مع روسيا بشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والذي تحدث عن مساع إيرانية «جدية» من أجل إنتاج رؤوس نووية. وتسعى القوى العظمى إلى إظهار وحدة من شأنها زيادة الضغط على طهران بخصوص برنامجها النووي، وسط بوادر إيجابية بأن موسكو قد تقف بالفعل إلى جانب الغرب في هذا الصدد.

وأبرز انتقاد روسيا لتقرير وكالة الطاقة الذرية الأسبوع الماضي، الذي قال إن إيران عملت فيما يبدو على تصميم سلاح نووي، معارضة موسكو لأي عقوبات جديدة تفرضها الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية وهي منتج رئيسي للنفط.

لكن دبلوماسيين غربيين يعتقدون أنهم قد يتمكنون من الحصول على مساندة روسيا والصين لإصدار قرار بشأن إيران في اجتماع يومي 17 و18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة.

والهدف هو إظهار القلق الدولي من النشاط النووي الإيراني ودعوة طهران إلى تفسير مسائل أثارها تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي كشف عن معلومات تشير إلى سعيها لامتلاك قدرة لصنع أسلحة نووية.

وقال دبلوماسيون إنه من المرجح ألا يرقى أي قرار يلقى تأييدا واسعا إلى حد أخذ إجراء ملموس مثل إحالة إيران مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك في ظل عزوف روسيا والصين. وأدانت إيران، التي تنفي رغبتها في صنع أسلحة نووية، تقرير الوكالة وقالت إنه «غير متوازن» وله «دوافع سياسية» لكنها لم تقدم ردودا مفصلة على هذه المزاعم.

وهناك مخاوف من أنه في حالة عدم تمكن القوى العالمية من الاتفاق على عزل إيران ودفعها لإجراء محادثات جادة فقد تهاجمها إسرائيل التي تشعر بأن البرنامج النووي الإيراني يشكل خطرا عليها.

وقال مسؤول غربي رفيع «هدفنا هو بذل كل ما في وسعنا لتضييق أي خلافات قائمة».

ومما أوجد أملا في أن هذا ممكن قال الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم السبت الماضي إنه والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أكدا مجددا «اعتزامنا العمل والتوصل إلى رد مشترك حتى ندفع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووي».

وقال دبلوماسي أوروبي إن احتمال التوصل إلى موقف مشترك بشأن قرار واسع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يتوقف على ما يتفق عليه الأميركيون مع الروس. نحن في الانتظار».

وروسيا واحدة من مجموعة من ست قوى عالمية إلى جانب الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تحث إيران على الاتسام بقدر أكبر من الشفافية بخصوص برنامجها النووي. لكنها تتبع أسلوبا لينا مع إيران أكثر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتعاونت مع الصين على التخفيف من قرارات سابقة من مجلس الأمن بفرض عقوبات.

وتقول روسيا إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يشمل أي أدلة جديدة وأنه تم استغلاله للإضرار بمساعي التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية التي من المحتمل أن تتحول إلى صراع أوسع نطاقا في المنطقة.

وقال دبلوماسي أوروبي آخر «الروس مستاءون جدا من الملحق» في إشارة إلى جزء من التقرير يقع في 13 صفحة تحدث عن معلومات «لها مصداقية» تزعم العمل في مفجرات للقنبلة الذرية ومحاكاة عمليات تفجير بالكمبيوتر. لكن دبلوماسيين غربيين آخرين قالوا إن روسيا ما زال لديها مخاوف إزاء طبيعة البرنامج النووي الإيراني حتى إذا كانت تختلف حول أفضل السبل للتعامل مع هذا النزاع.

وأوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤها اعتزامهم تشديد العقوبات على إيران حتى على الرغم من أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرروا أول من أمس الاثنين الانتظار حتى اجتماعهم القادم في الأول من ديسمبر (كانون الأول) قبل اتخاذ المزيد من الإجراءات.

ودعت روسيا، التي تربطها علاقات تجارية قوية مع إيران وبنت لها محطة نووية، إلى عملية تدريجية يجري من خلالها التخفيف من الإجراءات العقابية الموجودة مقابل اتخاذ طهران خطوات لتبديد المخاوف الدولية.

لكن في محادثات بين إيران والقوى الكبرى لتحقيق ذلك الهدف لم يتمكن الجانبان من الاتفاق حتى على جدول الأعمال. وتعثرت الجولة الأخيرة في يناير (كانون الثاني). ويقول مسؤولون أميركيون إن العقوبات السارية حاليا على إيران أحدثت خسائر شديدة في اقتصادها وزادت من الانقسامات داخل النخبة الحاكمة في طهران.

غير أن طهران لا تبدي أي مؤشر على الإذعان للمطالب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم الذي من الممكن أن تكون له أغراض مدنية وعسكرية في الوقت ذاته.

وقال تريتا بارسي، وهو خبير في العلاقات بين البلدين ومقيم في واشنطن «العداء الأميركي الإيراني له بعد انفعالي ونفسي قوي جعل التفكير الواضح أكثر صعوبة لدى الخصمين».

إلى ذلك، نفت الجمهورية الإسلامية وجود تعاون نووي بينها وبين كوريا الشمالية. وقالت السفارة الإيرانية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول إن طهران لديها «تكنولوجيا أصلية (إيرانية) لبرنامجها النووي السلمي» مضيفة أنها تعارض تطوير أسلحة نووية.

وذكرت السفارة في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أمس «إن التكنولوجيا النووية الإيرانية محلية تماما وبالتالي لا توجد حاجة إلى خبراء أجانب».

كانت «يونهاب» نقلت الأحد الماضي عن مصدر دبلوماسي قوله إن مئات من الخبراء النوويين من كوريا الشمالية يعملون في إيران، ما اعتبرته إشارة إلى وجود تعاون نووي بين البلدين. وقال المصدر إن المئات من المهندسين والعلماء الكوريين الشماليين في مجال الأسلحة النووية والصواريخ يعملون في نحو 10 موقع بإيران منذ سنوات.