وزارة الخارجية الجزائرية تستنكر وجود إرادة للإضرار بالعلاقات الجزائرية ـ القطرية

نفت تهديدات منسوبة لرئيس وزراء قطر موجهة للوزير مدلسي

TT

يحتدم جدل كبير في الأوساط السياسية والإعلامية بالجزائر حول تصريحات منسوبة لرئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني، دعا فيها وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إلى «التوقف عن الدفاع عن النظام السوري». ونفت وزارة الخارجية الجزائرية، أمس، بشدة، وجود مثل هذه التصريحات، وعبرت عن استنكارها من تعاطي الصحف مع الموضوع ومن «أطراف الإضرار بالعلاقات الجزائرية - القطرية».

ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، ما كتبته صحف ومواقع إخبارية إلكترونية، حول «ملاسنة» وقعت بين مدلسي وبن جاسم آل ثاني، بـ«الكذب المفضوح». ودعا، في بيان نشره على صفحته الشخصية بـ«فيس بوك»، الصحف والصحافيين إلى «التحري في دقة المعلومات قبل نشرها». وطلب منهم «التوقف عن التحامل على الجزائر في كتاباتكم».

وأظهر تشددا في الرد على صحيفتين ناطقتين بالفرنسية وموقع إلكتروني جزائري يوجد مقره بفرنسا.

ويفترض أن «الملاسنة» التي يثار بشأنها جدل وقعت يوم السبت الماضي بالقاهرة أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي انتهى باتخاذ قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية. وبدأت عندما تعاطى مدلسي مع القرار، مبديا تحفظ الجزائر عليه. ونسب له قوله: «تنبغي معالجة أزمة سوريا بحكمة، وتجب إعادة النظر في قرار تعليق عضويتها لأنه يتعارض مع ميثاق الجامعة العربية». وأضاف، حسب صحف: «لو علقتم عضوية دمشق سنواجه وضعا أكثر تعقيدا».

وتقول المصادر الإعلامية نفسها: إن رئيس وزراء قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني قطع حديث مدلسي وقال له بنبرة تهديد: «توقفوا عن الدفاع عن النظام السوري، فأنتم ستضطرون للاستنجاد بنا لما يأتي دوركم». وحاول مدلسي الرد عليه، حسب المصادر ذاتها، لكن المسؤول القطري، الذي ترأس الاجتماع، سارع إلى رفع الجلسة.

وسُئل مدلسي حول هذه «الواقعة»، الأحد الماضي، عندما نظم مؤتمرا صحافيا بالعاصمة مع نظيره المصري محمد كامل عمرو. ورد على سؤال صحافي في الموضوع بقوله: «من لا يملك شاهدا فهو كاذب، اسألوا أخي وزميلي عمرو عن مدى صحة ذلك». وأشار وزير خارجية مصر إلى أن ذلك غير صحيح. وعلى الرغم من نفي الوزيرين ظل الجدل قائما.

وقال بلاني في بيانه إن «الحادثة الخيالية» كتبتها صحيفة «الوطن» السورية ونسبتها إلى «مصادر دبلوماسية عربية». وأوضح أن الخارجية الجزائرية أرسلت تكذيبا لـ«الوطن» بهذا الشأن.

وأضاف: «إن هذه القضية مفبركة حركها من يريدون الإساءة إلى سمعة بلادنا، وإلحاق ضرر بالعلاقات الجزائرية - القطرية، وأنا أنفيها نفيا قاطعا». دون توضيح من هم هؤلاء.

يُشار إلى أن الموقف الجزائري بخصوص تعليق عضوية سوريا لا يزال يثير غموضا في الأوساط السياسية المحلية؛ فهي متحفظة على القرار العربي، لكنها صوتت لصالحه، وأعلنت أنها لن تسحب سفيرها من دمشق، وقال وزير الخارجية، السبت الماضي: «سفيرا الجزائر وسوريا مرحب بهما في كلا البلدين، وسيواصلان العمل بروح أخوية وبكل إيجابية». وأكد أن الجزائر «تعتزم تعزيز علاقاتها مع سوريا أكثر من أي وقت مضى».