كلينتون تزور الفلبين وتايلاند لإعطاء دفع جديد للعلاقات مع آسيا

مانيلا تنتقد شركاءها في «آسيان» لعدم وقوفهم إلى جانبها في نزاعها مع الصين

TT

من المقرر أن تعلن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن دعم جديد للفلبين، وتايلاند التي تعرضت لفيضانات، في إطار التركيز الأميركي الجديد، على آسيا، حسب ما أعلن مسؤولون أمس. ووصلت كلينتون إلى الفلبين أمس، على أن تتوجه في وقت لاحق من الأسبوع إلى تايلاند. كما سيقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارة منفصلة إلى أستراليا الحليفة الأخرى للولايات المتحدة في المنطقة.

وقال مسؤولون يرافقون كلينتون إنها ستجري محادثات (اليوم) الأربعاء مع رئيس الفلبين بنينو أكينو في فترة تشهد توترا كبيرا بين مانيلا وبكين، حول أراض متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وكانت الولايات المتحدة قدمت في الآونة الأخيرة مدمرة للفلبين، فيما ستبحث كلينتون تقديم مدمرة ثانية، كما قال المسؤولون. وتابع المسؤولون أن كلينتون ستبحث سبل تعزيز التعاون البحري. وقد ركزت الجهود الأميركية العسكرية الأخيرة مع الفلبين على محاربة الناشطين الإسلاميين في منطقة مينداناو الجنوبية.

وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية رفض الكشف عن هويته: «نحن بصدد تنويع وتغيير طبيعة التزامنا. سنواصل هذه الجهود في الجنوب، لكننا نركز أكثر على القدرات البحرية». وصرح مسؤول في وزارة الدفاع أن الولايات المتحدة لا تسعى لإثارة التوتر في جنوب بحر الصين حيث تواجه هذه الأخيرة مجموعة خلافات مع دول أخرى من بينها الفلبين وفيتنام. وتابع المسؤول أن الفلبين «تشعر أن مطالبها مشروعة في جنوب بحر الصين وأن دولا أخرى تنازعها عليها». وأضاف: «نحن حريصون جدا لعدم إثارة قلق أو غضب أي طرف آخر».

وتزامنا مع وصول كلينتون إلى الفلبين، انتقدت مانيلا شركاءها في رابطة دول جنوب شرقي آسيا «آسيان»، أمس، لتقاعسهم عن اتخاذ موقف موحد ضد الصين بشأن الحقوق البحرية في بحر الصين الجنوبي. وقال وزير الخارجية الفلبيني ألبرت ديل روزاريو في بيان قرأه نائبه في اجتماع لوزراء خارجية «آسيان» في بالي: «تولد لدينا انطباع بأن الاعتبارات السياسية والاقتصادية حالت دون التوصل إلى نتيجة مثمرة ومقبولة على نحو متبادل بشأن المناقشات لمنطقة للسلام والحرية والصداقة والتعاون» التي اقترحتها الفلبين. ومضى يقول: «يتعين على (آسيان) لعب دور حاسم هذه المرة إذا كانت ترغب في تحقيق طموحاتها للقيادة العالمية». وقال مارتي ناتالجاوا وزير خارجية إندونيسيا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لرابطة «آسيان» إن اقتراح الفلبين فشل في أن يحظى باهتمام في المنطقة. وقال للصحافيين في بالي: «المشكلة الرئيسية هي تحديد أي مناطق محل نزاع وأي مناطق ليست محل نزاع، ومن ثم بدت هذه، على ما أعتقد، فكرة لديها فرصة للنجاح بالنسبة لكثير من الدول». وستكون قضايا الأمن البحري في صدارة القضايا التي ستثار حين يحضر الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة شرق آسيا في بالي مطلع الأسبوع المقبل بوصفه أول زعيم أميركي يشارك في القمة السنوية للزعماء الآسيويين الشركاء في الحوار.

وتعهد كل من أوباما وكلينتون بإعطاء دفع جديد لعلاقات الولايات المتحدة مع المنطقة، من خلال المساعدة في إقامة مؤسسات ناشئة في المنطقة التي تشهد نموا مطردا والتي تعتبر ذات أهمية حيوية لاقتصاد الولايات المتحدة وأمنها. وكانت كلينتون أكدت في كلمة الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تقوم بإعطاء دفع جديد لعلاقاتها مع خمس دول حليفة في المنطقة هي أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان والفلبين وتايلاند. ويهدف ذلك إلى تبديد القلق الإقليمي من تصاعد نفوذ الصين.

وصرحت كلينتون في هونولولو أن «جهودنا في منطقة آسيا - المحيط الهادي تتركز حول هذه التحالفات الخمسة». وتابعت أن هذه التحالفات «توازن وجودنا في المنطقة وتعزز قيادتنا الإقليمية في وقت تزداد فيه التحديات الأمنية».

وفي الوقت الذي أعرب فيه المسؤولون الأميركيون عن ترحيبهم بحكومة أكينو في الفلبين، فإنهم أبدوا قلقهم حيال تايلاند التي عانت من فوضى سياسية لفترة طويلة. وتسلمت ينغلوك شيناواتارا شقيقة رئيس الوزراء الذي أطيح به تاكسين شيناواتارا، الحكم في أغسطس (آب) الماضي وتعرضت لضغوط كبيرة خصوصا بعد الفيضانات الهائلة التي هددت العاصمة بانكوك.