«ناسا» تطلق مركبة «كيوريوسيتي» إلى المريخ

رحلة تستغرق 8 شهور بتكلفة 2.5 مليار دولار

رسم تخيلي للمركبة كيوريوستي على كوكب المريخ نشرته وكالة ناسا
TT

أطلقت وكالة أبحاث الفضاء الأميركية (ناسا) مركبة كيوريوسيتي، السبت، إلى كوكب المريخ، بحثا عن مؤشرات على الحياة على الكوكب الأحمر. وتعتبر هذه المركبة الأضخم والأكثر تطورا على الإطلاق، وهي جزء من مختبر «ناسا» العلمي لكوكب المريخ، البالغة تكلفته 2.5 مليار دولار، وقد انطلقت الساعة 10.02 صباحا (15.02 تغ) على متن صاروخ أطلس 5. ومن المقرر أن تستغرق مهمة المركبة «مارس ساينس لابوراتوري» المتجهة للمريخ، أكثر من 8 أشهر.

وقال جورج ديلر، المعلق في «ناسا»، أثناء انطلاق الصاروخ إلى السماء من منصة فلوريدا لإطلاق الصواريخ: «تم إطلاق الصاروخ أطلس 5 مع مركبة كيوريوسيتي للبحث عن مؤشرات على الحياة على مارس». وبعد هبوطها في أغسطس (آب) 2012 يأمل العلماء في أن تبث المركبة معلومات قيمة عن ماضي الحياة على المريخ وحاضرها ومستقبلها لمساعدة «ناسا» على التخطيط لمهمة بشرية هناك ربما في عام 2030.

وعلى الرغم من أن المركبة غير مزودة بأجهزة لرصد كائنات دقيقة حية، فإنها يمكن أن تعثر على عينات من الكربون العضوي يمكن أن تشير إلى وجود حياة في فترة من الفترات على كوكب المريخ، أو أنه لا تزال هناك حياة بشكل ميكروبي.

وكيوريوسيتي مزودة بوقود نووي، ويبلغ حجمها ضعفي حجم مركبة «سبيرت» التي تعمل بالأشعة الشمسية و«أوبرتشونيتي» التي هبطت عام 2004.

وتحمل المركبة ذراعا روبوتية وحفارا ومجموعة من 10 أدوات علمية من بينها كاميرتان ملونتان، وأشعة ليزر لرصد أي صخور ذات أهمية، وأدوات لتحليل محتوى الصخور.

وقال دوج مكويستون، مدير مشروع «مارس» (أبحاث المريخ) في «ناسا» عقب عملية الإطلاق: «الخيال العلمي بات حقيقة علمية.. إننا نحلق صوب المريخ.. لنجعلها تصل أولا ثم ننظر ماذا سنجد».

وما إن تهبط «مارس» على أقرب الكواكب للأرض حتى تنزل مركبة فائقة التقنية يبلغ وزنها 900 كغم ويطلق عليها «كيوريوسيتي» على المريخ للتحقق من معلومات مؤكدة أرسلتها المركبات السابقة عن وجود مياه على المريخ وللتأكد من وجود مناطق صالحة للحياة على ظهر الكوكب الأحمر.

وقال مكويستون للصحافيين، قبيل بدء المهمة: إن المركبة «مارس» هي «أعقد المركبات التي تم وضعها على سطح كوكب آخر على الإطلاق» وسوف تنفذ مهمة تستغرق قرابة العامين على ظهر المريخ.

المركبة «مارس ساينس لابوراتوري» (معمل المريخ للأبحاث العلمية) سوف تقضي على الأقل عاما مريخيا واحدا (قرابة عامين أرضيين) تدرس فوهة البركان «جيل» في مسعى لتوسيع دائرة البحث من مجرد البحث عن المياه إلى البحث عن دليل على وجود حياة محتملة على الكوكب.

وقال العالم جون جروتسينجر، من معهد كاليفورنيا للتقنية: «أعتقد أن هذه المهمة ستكون رائعة.. إنها خطوة أخرى مهمة نحو هدف (ناسا) برصد شواهد أخرى على حياة ممكنة على الكوكب».

وشدد على أن الهدف ليس اكتشاف حياة، بل البحث عن شواهد تدل على بيئات قديمة قابلة للحياة.

المركبة «كيوريوسيتي» مزودة بزوجين من الكاميرات على جانبيها، ومن ثم ستتمكن المركبة من التقاط صور ثلاثية الأبعاد وبانورامية، بينما تخترق أشعة الليزر الصخور لتحديد تركيبها الكيميائي. المركبة مزودة بذراع آلية بطول مترين لفحص ما يحيط بها عن كثب ومثقاب يسمح لها بأخذ عينات من قلب الصخور.