آثار مصرية فرعونية بديعة تباع في المزاد العلني في باريس

منحوتات ومسلات وجداريات وحلي من أيام تل العمارنة

المجموعة التي تباع في مزاد علني في باريس الخميس المقبل في صالة «دروو ماتينيون» تلفت النظر بعدد قطعها وتنوعها وروعة تفاصيلها
TT

لو لم يكن المشرف على بيع هذه المجموعة من الآثار الفرعونية هو بيير بيرجيه، رجل الأعمال الفرنسي المعروف وسفير اليونيسكو وصاحب المؤسسة الفنية السخية التي تحمل اسمه، لراودت المرء الشكوك في احتمال أن تكون المعروضات قد نهبت من المتاحف المصرية على يد البلطجية وعرفت طريقها إلى خارج البلاد.

المجموعة التي تباع في مزاد علني في باريس، الخميس المقبل، في صالة «دروو ماتينيون»، تلفت النظر بعدد قطعها وتنوعها وروعة تفاصيلها. إنها تضم أكثر من 400 قطعة من الآثار من مختلف الحضارات القديمة، مع غلبة واضحة للآثار المصرية العائدة للفترتين الفرعونية والرومانية. وهناك العشرات من الرؤوس الحجرية والرخامية وأغطية النعوش وتختلف أشكال الأواني والأختام والحلي والقناني وأقنعة المومياوات والطلاسم والنبال والخشب المزخرف والمشاكي ونعال الأقدام والمنمنمات الحيوانية. ولعل أبرز المعروضات تمثال يعود، حسبما تشير الدلائل، إلى زمن السلالة السادسة وقد حدد له سعر يتراوح ما بين 140 ألفا و160 ألف يورو. إنه يمثل رجلا يقف عاريا وعلى رأسه شعر اصطناعي ذو خصلات متدرجة.

وهناك زورق مع طاقمه من محتويات المقابر الموجودة في مدفن من الإمبراطورية الوسطى، تتراوح تقديرات ثمنه ما بين 80 ألفا و100 ألف يورو. ويتألف الطاقم من 18 مجذفا يرتدون إزارات بيضاء ويحملون مجاذيف بارزة. كما تعرض في المزاد قطعة مبهرة من عجينة الزجاج الأزرق غير الشفاف، تمثل جانبا من وجه الفرعون إخناتون، قدرت بمبلغ يتراوح ما بين 80 ألفا و100 ألف يورو، أيضا. ويشير دليل المزاد إلى أن هذه اللوحة كانت تستخدم، غالبا، لتزيين قطع الأثاث. كما يدل الشكل البارز للحاجبين ونتوء الوجنتين والأنف الطويل المقبب والشفتان الغليظتان على أنها تعود إلى طراز مبكر من آثار تل العمارنة، العاصمة التي أنشأها إخناتون.

تباع أيضا قطعة من نحت جداري بارز لشبسسكاف عنخ، ابن الفرعون كاو نيسوت، يبدو فيه صبي عاري الصدر يرفع إصبعه إلى فمه ويحمل باليد الأخرى عصا طويلة، وتحت المنحوتة كتابات هيروغليفية تحمل اسم صاحبها. ويشير دليل المزاد إلى أن هذه القطعة جاءت من مجموعة (مدام م) في باريس، وقد حصلت عليها عام 1977، وهي تعود إلى تنقيبات س. حسن في الجيزة، أوائل ثلاثينات القرن الماضي.

وبالإضافة إلى الآثار المصرية، هناك قطع قلائل من المنحوتات المختلفة العائدة إلى منطقة حوض الفرات، حيث قامت الحضارات القديمة في وادي الرافدين.