النادي العريق

عبد الرزاق أبو داود

TT

«تحولت» الأوضاع في النادي الأهلي على نحو لم يكن يتوقعه الكثيرون من محبي النادي، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقعون أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه بالنسبة لفريق كرة القدم بالنادي العريق. وطفقت جماهير النادي منذ موقعة الخميس البهيج تردد أناشيد النصر بمشاركة إدارة النادي والمدرب المبدع غاروليم، إثر انتصارات متوالية حققها الأهلي في ثلاث مباريات، كانت الأخيرة بفوز كبير ومستوى جيد أمام الاتحاد. لن نحاول استخدام التورية أو تدوير الزوايا أو الالتفاف حول النقاط الجوهرية هنا، فهكذا هو حال الأهلي الآن، وهي حقيقة يجب الاعتراف بها، تعالت الأصوات؛ فبعضها يشيد بإدارة النادي، وأخرى بالمدرب وإدارة الكرة، وفئة ثالثة باللاعبين الذين كانوا في أوج عطائهم الذي يليق بمكانة الأهلي!

المسؤولية عن أي نادٍ هي مسؤولية ذات تشعبات تكاملية معينة: فهناك مسؤولية إدارية، وأخرى فنية يتحملها المدرب والأجهزة الفنية واللاعبون، وهناك مسؤولية شرفية مرجعية يقودها في الأهلي باقتدار سمو الأمير خالد بن عبد الله، وهي التي تضع السياسات وتدعم وتراقب وتحاسب عند الضرورة، وهناك مسؤوليات جماهيرية تتمحور في الدعم المعنوي، ولا شك أن جماهير الأهلي مميزة وتعبر بحق عن نبض النادي بصفة عامة، وهناك مسؤولية إعلامية تنويرية وتوعوية. هذه الجهات، وغيرها من الأجهزة العاملة ضمن «إطار محبة أهلاوي»، تتحمل مسؤولياتها في نطاق عملها، ومن المسلم به أن الجهود المبذولة من هذه الجهات صبت في النهاية في بوتقة واحدة، تعمل على تحقيق النجاح للنادي الأخضر.. والدفع به دوما إلى مكانة رفيعة.

نرى أهمية استمرار الإدارة الأهلاوية في أداء عملها، ومنحها الدعم الكافي لتسير شؤون النادي الجداوي العريق وفق «عقد أهلاوي أخوي مسؤول»، يستند إلى أن تتحمل كل الجهات في النادي أعمالها، بحيث تعمل جنبا إلى جنب مع سائر الأهلاويين على مدى اتساع الأطياف الأهلاوية، فالعملية التكاملية بين جميع الجهات الأهلاوية في الأدوار والمهام هي مفتاح عودة الأهلي إلى وضعه الطبيعي في المقدمة أو المنافسة عليها، كما أن العمل الفردي، مهما كانت طاقاته أو إمكانياته أو تطلعاته، لا يصل إلى الهدف مهما حاولنا أو طرحنا من مبررات تسوغه.

وأخيرا نؤكد مرة أخرى أن الأهلي لجميع أبنائه وسيظل كذلك، وأن العمل الجماعي أساس النجاح، والاستقرار الإداري والمالي والفني ضروري جدا. ولكي تنجح هذه الإدارة الأهلاوية في مهمتها، فإنها تحتاج إلى وقفة مراجعة باستمرار لمنهجية عملها، وقفة ضرورية للمكاشفة وتحديد الأخطاء، ومعالجتها ضمن البيت الأهلاوي، الذي يجب أن يظل مفتوحا دوما لجميع أبناء الأهلي ومحبيه، وخطوات تصحيح بلا ضجيج. فالأهلي وحده هو الذي يهم في النهاية بالنسبة لمحبيه، وهو وحده من سيدفع ثمن عدم التوافق. بصراحة: العقلانية والتواصل والإيثار وتقديم مصلحة الأهلي على المصالح الفردية أنجع السبل لانتشال الأهلي من حالته الراهنة.