«ملّينا»

مساعد العصيمي

TT

يقول المثل الشعبي: «يا شين هرجهم.. قال من كثر ترديده»، نصف مقعد طار.. نصف مقعد سرق.. نصف مقعد اختطف.. يا لهذا النصف مقعد الذي بات كالعلكة؛ كل يلوكها، ثم يلفظها غير آسف عليها؛ ماذا فعل بنا؟! بل ماذا فعلنا به؟! وأحسب أنه من كثرة ترديده أصبح من المهمات التي يتوقف عليها كل ما يخص نمو وارتقاء كرة السعودية، وعليه، فمن فرط أهميته وجب أن يناقش في مجلس الشورى، وفي مجلس الوزراء، وحتى على مستوى وزراء الخارجية.

يا لهذا المقعد الذي أصبح المنظرون فيه يراوحون بين الاتهام والتبرير.. وحقيقة لم أكن أعلم أن النويصر والمدلج قد اقتربا بعد فقد نصف المقعد من ساحات المحاكم وأقفاص السجون؛ ألم يجعلنا هذا النصف نعاملهما كمجرمي حرب؟! أولم يرتكبا جريمة نصف المقعد الطائر؟! هذان المتطلعان دفعا الثمن تشكيكا وتقليلا.. وهمزا.. ولمزا.. والبعض تجاوز بمفردات تشكيك معيبة نربأ بهما عنها. وكأننا إزاء شخصيتين تفتقدان للحس والآدمية، وكله بسبب نصف المقعد.

يا أعزة يا أحباب كان جديرا أن نركن منذ البداية إلى الأسباب التي ذكرت وكفى الله المؤمنين القتال.. والأهم؛ هل وقف ارتقاء كرتنا على هذا النصف؟! ألم تعلموا أن لدينا من الغم الكروي ما هو أفظع وأعظم من هذا النصف! هل أحكي قصة هذه الكرة وما فقدته، وأجزم أن قليل القليل منه أعظم في ألمه من فقد نصف المقعد؟! هل نقرأ مكتسباتنا الكروية الحالية؟! النتيجة لا يوجد.. هل نستعرض مراجعاتنا الكروية الحالية؟! الأكيد أن هذه المساحة لن تتسع؛ إذن ما بالنا نتعلق بالصغائر ونترك ما هو أهم؟! لنكن عونا لكرتنا بارتقائها من خلال القراءة المفيدة الناقدة لها لا اللهو في ميدان اكتشفنا أن مقاييسه صحيحة فقط.. فقط أردنا أن نخترع جنازة لأجل أن نلطم فيها ولأجلها.

الأكيد أننا، ومن فرط الخسائر العظيمة، بتنا لا نقبل الصغيرة منها لأنها لا تناسبنا، أوليس نحن الذين احتججنا على الفيفا في العام الماضي على مركزنا المتأخر ونحن نعلم أن ذلك ينطلق من مقاييس دقيقة رقمية لا تخطئ؟! لكن هي سبيلنا، التي جبلنا عليها، وكأن كل شيء من حقنا وغير قابل للمس والتغيير!

لنودع نصف المقعد، وإن كنا لم نخسره، بل في إطار مرحلة منه، ونترك أصحاب الشأن يعملون لأجله، ولنلتفت إلى ما يعين كرتنا المتراجعة تلك التي باتت تخسر، وأصبح فوزها خارجيا، ولو في مباراة عرضية من المبهجات التي يدق لها الطبول.. وتضاعف لها المكافآت!

[email protected]