في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز: ندوات ومسيرات في مصر وحملة توعية في لبنان وفعاليات إعلامية بكردستان

11 ألف مصاب به في مصر لا يعرفون أنهم مرضى ولبنان يعلن عن 109 إصابات جديدة و19 حالة بكردستان

ملصق الحملة في لبنان
TT

في مصر، وعلى الرغم من انشغال المصريين بأمر الانتخابات البرلمانية، فإن الكثير منهم لم ينسوا الاحتفال باليوم العالمي للإيدز، وشاركوا فيه هم وأسرهم وأصدقاؤهم من خلال حضور بعض الندوات والمؤتمرات للتوعية ضده أو الخروج في مسيرات تجوب الشوارع تحمل لافتات لتوعية المصريين بخطورة المرض.

ففي العاصمة المصرية، القاهرة، نظم برنامج الأمم المتحدة المشترك المعنى بالإيدز، عددا من اللقاءات والمؤتمرات والاحتفالات بهذه المناسبة بمقر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في القاهرة، التي شهدت إقبالا من الأسر المصرية، وتم استعراض تحديات وفرص منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاستجابة لخطط وبرامج مكافحة الإيدز.

ويقوم برنامج الأمم المتحدة على إشراك الكثير من القطاعات والشركاء من الحكومات والمجتمع المدني، لتوضيح أضرار المرض، وكيفية الوقاية منه بطرق بسيطة وسهله علي المواطن المصري.

وفي محافظة المنيا (صعيد مصر)، نظم أكثر من 400 شخص مسيرة طافت شوارع المحافظة للتوعية ضد مرض الإيدز، حاملين لافتات كتب عليها «كن إيجابيا، وقاوم الإيدز، واصحى وخليك واعى ليه من الإيدز تعاني».

ودعت مؤسسة «الحياة الأفضل للتنمية الشاملة» المنظمة للمسيرة بالمحافظة جميع أهالي المحافظة للمشاركة في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، حيث تم عرض فيلم بعنوان «منى» حول طرق انتقال مرض الإيدز، وكيفيه التعامل مع المصاب وطرق الوقاية منه.

وأكد الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة، زميل الأكاديمية الأميركية للمناعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن مرض الإيدز لم يعد وصمه عار على المصاب به، لأنه دخل في عتاد الأمراض القابلة للتحكم مثل السكر والضغط، حيث يتم إعطاء المصاب بعض الأدوية التي توقف انتشار وتكاثر الفيروس داخل جسم الإنسان.

ويوضح مصباح أسباب انتقال عدوى الفيروس عن طريق انتقاله من شخص لآخر عبر الاتصال الجنسي، أو نقل الدم عن طريق الحقن، أو أخذ أدوية موانع التجلط، وما إلى ذلك، أو يتم انتقاله عبر الأم المصابة إلى جنينها وقت الحمل، حيث تتراوح أصابه الجنين بالفيروس من 5 إلى 20 في المائة، مشيرا إلى أنه في حاله أخذ الأم للأدوية فمن الممكن أن تصل نسبه إصابة الجنين إلى 1 في المائة.

وعلى الرغم من تكتم وزارة الصحة والهيئات المسؤولة عن إصدار إحصاء بياني بعدد مرضى الإيدز بمصر، فإن وسام البيه، مسؤول برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز بمصر، قالت إن عدد المصابين بمرض الإيدز في مصر وصل إلى 11 ألف مصاب، وفق تقديرات عام 2010. وأشارت إلى أن هذا العدد هو الذي تم رصده وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لكن هناك أعدادا لم تقم بالإبلاغ.. وهناك من لا يعرفون أنهم مصابون أصلا.

وفي لبنان وتحت عنوان «تعوا نحكي سيدا إذا مش هلّأ ايمتى؟»، انطلقت حملة التوعية لمكافحة مرض الإيدز من قبل وزارة الصحة في لبنان، وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وشبكة تثقيف الأقران بين الشباب، والبرنامج الوطني لمكافحة السيدا، وجمعية «مسار»، التي تهدف إلى نشر المعرفة ورفع مستوى الوعي حول الفيروس بين الشباب اللبناني، ومواجهة التمييز والوصمة الاجتماعية التي تواجه المصاب بمرض السيدا (الإيدز)؛ إذ يعاني من صعوبات تمنعه من متابعة حياته بطبيعية والانخراط في المجتمع كأي فرد آخر. وتشدد الحملة على التحدث عن المرض علانية كي لا يبقى مجرّد التكلم عنه موضوعا محرما، ويؤدي الكتمان عنه إلى تزايد عدد الإصابات فيه وانتشاره بصورة أكبر.

ولتحفيز هذه الحملة فقد استحدثت وزارة الصحة اللبنانية 22 مركزا توزعت على كل أراضي البلاد لتقديم خدمة المشورة والفحص الطوعي، التي تشمل الرعاية الطبية والفحوصات المخبرية للكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مجانا وبسرية تامة.

وحسب البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، فإن عدد الإصابات المعلن عنها حتى اليوم في لبنان وصل إلى 1455 بعد أن أضيف إليها 109 إصابات جديدة هذا العام؛ 22 في المائة منها تحت عمر الثلاثين عاما، وذلك بنسبة 93 في المائة من الرجال و7 في المائة من النساء. وتتجاوز نسبة الـ9 في المائة من المرضى عمر الواحدة والخمسين.

وتشكل هذه الأرقام أحدث المعطيات التي أعلنها البرنامج لمناسبة اليوم العالمي للإيدز، الذي كان قد بدأت حملته التوعوية منذ نحو الشهر، على أن تنتهي في نهاية العام الحالي. ومن المتوقع أن يحمل هذا اليوم العالمي عنوان «نريد أن نقضي على الإيدز قضاء مبرما؛ فلا يتسبب في عدوى جديدة، ولا تمييز، ولا وفيات» للسنوات الثلاث المقبلة (2012 - 2015). وكانت آخر التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى إصابة ثلاثة وثلاثين مليونا وأربعمائة ألف شخص بمرض السيدا بنسبة عالية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وأنه يقضي على مليوني شخص سنويا، وأن عام 2010 شهد حالات وفيات وإصابات أقل من السنوات السابقة وصل إلى نسبة21 في المائة، مقارنة مع عام 1997.

وكانت الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة اللبنانية قد استعانت بوجوه فنية مشهورة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب اللبناني، للتواصل معها حول هذا الموضوع دائما، تحت عنوان: «تعوا نحكي سيدا إذا مش هلّأ ايمتى؟»، وهم الممثلة نادين نسيب نجيم والفريق الغنائي «مشروع ليلى» والدويتو الموسيقي (دي جي) روني وناستا، وذلك وفقا لاستحواذهم على أعلى نسبة تصويت من قبل قراء الموقع الإلكتروني (let’s talk leb.com)، التي أسفرت عن اختيار هؤلاء المشاهير من قبل الشباب اللبناني، الذي وجدهم الأفضل لتمثلهم الحملة.

ويقول جوني حمود، أحد المسؤولين في الحملة لـ«الشرق الأوسط» إنه مع زملائه بصدد تنظيم حفلة موسيقية مجانية ستقام في بيروت يحييها هؤلاء المشاهير لتنمية قدرات الشباب اللبناني، وتعريفهم بكيفية التواصل مع صانعي القرار من رسميين ومؤسسات خاصة ورسمية وإعلامية متنوعة، وللتحدث في موضوع السيدا دون خوف، وعن صحتهم الجنسية والإنجابية، ولعدم الوقوع في مطبات المعلومات الخاطئة التي يمكن أن تصل إليهم بطريقة أو بأخرى.

وأشار جوني حمود إلى أن المراكز الـ22 التي استحدثتها وزارة الصحة لتوعية المواطنين شهدت استقطابا ملحوظا لشرائح مختلفة من اللبنانيين، وصلت إلى 50 زائرا يوميا يتقدمون من أجل القيام بفحوصات مخبرية أولية تبين لهم إذا ما كانوا مصابين أو حاملين للفيروس، وتجري في ظرف 10 دقائق فقط.

يُذكر أن وزارة الصحة اللبنانية تتكفل بتحمل مصاريف علاج مرض الإيدز على نفقتها الخاصة. وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد عقدت مؤتمرا صحافيا لمناسبة اليوم العالمي للسيدا، برعاية الوزير علي حسن خليل، حضره ممثلون عن منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية والجمعيات الأهلية المهتمة، أشار فيه مدير عام وزارة الصحة وليد عمار ممثلا الوزير إلى أن «فيروس السيدا ما زال يشكل خطرا كبيرا على المجتمعات في كل أرجاء العالم، وهذا ما أثبتته التقارير العالمية، على الرغم من عدة محاور قد نراها تحققت خلال الأعوام الأخيرة، وفي لبنان، تقوم وزارة الصحة العامة بدعم كل الإجراءات التي ممكن أن تحد من انتشار الفيروس عند الشرائح الاجتماعية المختلفة».

وأوضح أنه «منذ إنشاء البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، تقوم الوزارة بوضع الاستراتيجيات المتطورة والمرتكزة على المعطيات الوطنية والإقليمية والعالمية، للتمكن من السيطرة على المرض وانتقاله، وحاليا تقوم الوزارة بوضع استراتيجية وطنية متوسطة الأمد لمدة ثلاث سنوات بالشراكة مع كل الفرقاء المعنيين في مكافحة السيدا، ويأتي في أولويات هذه الاستراتيجية محاربة الوصمة والتمييز، وهما المسببان الأساسيان في إعاقة التقدم في محاولة السيطرة على المرض». وفي كردستان، بدأت فعاليات اليوم العالمي لمكافحة مرض الإيدز، ونظمت وزارة الصحة بحكومة الإقليم الكثير من الفعاليات الإعلامية بهذه المناسبة، منها ندوات توعية للشباب والنساء في معظم المدن الكردستانية، وستستمر لأسبوع.

وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة صحة كردستان، الدكتور خالص قادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن لدى الوزارة إحصائية رسمية تشير إلى وجود 19 حالة إصابة فقط بالمرض منذ اكتشاف أولى الحالات في العراق عام 1986، توفي أربعة منهم، فيما يخضع الآخرون إلى المراقبة الطبية الدائمة، ويتلقون العلاجات اللازمة من مستشفيات كردستان.

وأشار الدكتور قادر إلى أنه «تم خلال السنوات الماضية رصد 76 حالة إصابة بالفيروس لدى الأجانب الوافدين إلى كردستان، تمت إعادتهم إلى بلدانهم قبل الدخول إلى الإقليم، حيث إن من أحد أهم شروط الإقامة في كردستان الخضوع لفحص الإيدز قبل السماح لدخولهم كإجراء وقائي». وبسؤاله حول مدى توفر العلاجات اللازمة للمرض، قال متحدث وزارة الصحة في الإقليم: «العلاجات متوفرة مثل بقية مستشفيات العالم، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لحاملي الفيروس أو المصابين به، كما نعقد بين فترة وأخرى ندوات توعية وسط الشباب والنساء من أجل بيان مخاطر المرض وطرق الوقاية منه، ونظمنا لحد الآن المئات من الندوات وورش العمل في الكثير من المواقع من أجل تثقيف المواطنين بأسباب المرض وطرق مكافحته، وكل ذلك وفقا للمعايير الدولية المعتمدة».