«خضر» النمسا يشنون حملة على «السرطان الناعم»

تستهدف ذرات الغبار والجزيئات الناجمة عن نار المدافئ التقليدية

دفايات الحطب في عين العاصفة
TT

«السرطان الناعم بإمكاننا القضاء عليه».. هذا هو الشعار الذي أطلقته مجموعة من العلماء والمنشغلين بالبيئة من حزب «الخضر» النمساوي، المدافع عن البيئة، وهي تنظم حملة جديدة تحث فيها الحكومة على توفير دعم عاجل للأسر كي تبدل دفاياتها - مدافئها - القديمة وتستعيض عنها بأخرى «خضراء» رؤوفة بالبيئة.

المقصود بـ«السرطان الناعم» ذرات الغبار الناعم والجزيئات والجسيمات غير المرئية، التي تكون غالبا غير محسوسة أيضا، إلا أنها موجودة في الهواء، لا سيما إبان هذه الفترة من العام مع مجيء البرد والضباب. أما المدافئ «الخضراء»، فهي الأنواع الحديثة من أجهزة التدفئة التي تعمل بصورة رؤوفة بالبيئة وبالذات لجهة تقليص نسب انبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري، وهو ما يقلل بدوره من كميات الغبار الناعم العالق بالهواء.

هذا، وكانت مجموعة من العلماء والساسة «الخضر» قد رفعت مذكرة تطالب بالتوسع في حملات التوعية واعتماد إجراءات عملية وسريعة تشجع على تغيير الدفايات التي تعمل بواسطة حرق الحطب وتستخدم الفحم. واقترحت المجموعة تقديم دعم مالي يشجع على التفكير في استخدام وسائل حديثة تعتمد على مصادر طاقة خضراء رؤوفة بالبيئة، وذلك عبر إعلان الحكومة استعدادها لتسديد نسبة من قيمة شراء الدفايات الجديدة، تماما كما حدث من قبل إبان حملات التشجيع لتبديل الثلاجات والدراجات القديمة بأخرى حديثة رؤوفة بالبيئة عن طريق دفع جزء من قيمة الثلاجات والدراجات الجديدة، ومساعدة المالكين بالتخلص من قديمهم. وما تجدر الإشارة إليه أن الحكومة النمساوية كانت قد بادرت قبل 4 سنوات، في حملة ضخمة، إلى دفع مبلغ 70 يورو لكل من يسلم دراجاته القديمة مع وصل شراء أخرى جديدة، وشنت حملة مشابهة لدفع مبلغ 100 يورو لشراء ثلاجات جديد بدلا من تلك القديمة، وليس هذا فحسب، بل فرضت على الشركات تسليم الثلاجات القديمة ثم التخلص منها. وتشير الدراسة إلى أن «الغبار الناعم» الذي تظل ذراته عالقة في الغرف المغلقة من دون تهوية منتظمة، وأيا كانت مسبباته - بما في ذلك الناتج من دخان سجائر طبعا - يقلل من فرص العيش بما بين 6 و8 أشهر قد تزيد مع كثافته ومدة التعرض إليه. وأشارت إلى أنه يتسبب بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أمراض خطيرة، قد تؤدي إلى أزمات قلبية وصعوبة في التنفس كما قد تضعف جهاز المناعة، كاشفة عن أن أكثر من 65 ألف مواطن في دول الاتحاد الأوروبي يموتون بسببه سنويا.