«مسيرة بيضاء» بعد مقتل طفل فرنسي وضعه أبوه في غسالة الثياب

أراد معاقبته على سوء سلوكه في الروضة

TT

من المتوقع أن يشارك، غدا، المئات من سكان محافظة السين إيه مارن، قرب العاصمة الفرنسية باريس، في مظاهرة سموها «مسيرة بيضاء» للتنديد بالعنف الواقع على الأطفال. وكان طفل في الثالثة من العمر قد لقي حتفه، الأسبوع الماضي، في قرية جيرميني ليفيك بالمحافظة بعدما عاقبه والده بوضعه في غسالة الثياب وهي تدور.

الحادثة أثارت موجة من الاستهجان في عموم فرنسا. وما زال أهالي القرية تحت صدمة المأساة، خصوصا بعدما شهد جيران بأنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها الطفل باستيان عقابا قاسيا على يد أبيه. وقال أحد سكان القرية لإذاعة «آر تي إل» إنه كان يعلم أن الأب عنيف الطباع لكنه لم يتصور أن يصل به الأمر إلى هذا الحد. وأوضح آخرون أنهم أبلغوا المرشدين الاجتماعيين بالأمر، دون جدوى، وكانوا يتوقعون حدوث مكروه للطفل المسكين، ذات يوم.

وحول ظروف الحادث، روت جارة تقيم في البناية نفسها أن والدة الطفل نزلت إليها وهي في حالة فزع لكي تترك عندها طفلتها البالغة من العمر 5 سنوات، ثم صعدت الاثنتان إلى شقة الأسرة و«هناك كان الطفل متيبسا وشاحبا وأشبه بدمية محلحلة الأطراف»، قبل أن يلفظ شهقة أخيرة. وسارعت الجارة للاتصال بالإسعاف بينما كانت الأم تحاول تدليك طفلها، أما الأب فكان جالسا على أريكة في الصالون.

المسيرة، حسب منظميها، ستنطلق من أمام روضة الأطفال التي كان الطفل الضحية من تلاميذها، وصولا إلى مسكن أسرته حيث وقعت الحادثة. هذا مع العلم أن والد الطفل، البالغ من العمر 33 سنة، ما زال قيد التوقيف للاشتباه في محاولته قتل ابنه بوضعه في الغسالة الكهربائية وتشغيلها بحجة معاقبته على سلوك سيئ في المدرسة. وما يذكر أن الأب نفى الوقائع مدعيا أن الطفل سقط على درج البناية، لكن شقيقة الطفل روت حقيقة ما حدث وقالت إنها ليست المرة الأولى التي كان أخوها يتلقى فيها «عقاب الحبس في الغسالة». كما أيد الطبيب الشرعي ذلك. وجرى توقيف والدة الطفل والتحقيق معها بتهمة التقصير في الحيلولة بين ابنها وخطر الموت والتقاعس عن نجدته.

وكشفت كريستين بوبيه، مسؤولة التضامن في المجلس المحلي للمحافظة في لقاء مع الصحافة، أن والد الطفل كان يعاني من أزمة نفسية، وأن العائلة في وضع اجتماعي ونفسي حرج ومتدهور منذ 5 سنوات، وقد حاولت دائرة الخدمات تقديم العون لها ومساعدتها في إيجاد سكن أنسب.